خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

لوس أنجلوس

نتائج متواضعة لقمة كامب ديفيد.. والآمال كانت أكبر

2015/05/18   07:47 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
نتائج متواضعة لقمة كامب ديفيد.. والآمال كانت أكبر



بقلم – كريستي بيرسونز:

اتفق الرئيس باراك اوباما وزعماء دول الخليج الاسبوع الماضي حول العديد من الخطوات التكتيكية لتعزيز الامن في الشرق الاوسط لكنهم لم يتمكنوا من التوصل لاتفاق جديد وقوي في بعض المسائل لمواجهة الفوضى العارمة القائمة في المنطقة.
فقد انتهت القمة التي انعقدت في منتجع كامب ديفيد الرئاسي وسط امال كبيرة نهاية بيروقراطية عادية عندما غادرها قادة دول الخليج الست باتفاقيات عمومية فقط دعت الى توسيع الولايات المتحدة نطاق مناوراتها العسكرية المشتركة والى ان يتم التنسيق بشكل اوثق على مستوى المصالح المشتركة.
صحيح ان القادة اعلنوا في البيان المشترك التزاما باقامة علاقات اوثق في مجال الامن والمسائل الاخرى وصحيح ان الرئيس اوباما اكد لهؤلاء الزعماء استعداد الولايات المتحدة لحماية بلدان الخليج لكن ذلك الالتزام كان في حقيقة الامر مجرد تكرارا لوعود سابقة كان قد قطعها على نفسه من قبل وبذا افتقر هذا الالتزام الجديد الى القوة الملزمة التي تتميز بها المعاهدات عادة.
قال اوباما: اود ان اؤكد من جديد التزامنا الحديدي بامن حلفائنا في الخليج فالولايات المتحدة جاهزة في حال وقوع عدوان او تهديد للعمل مع شركائنا في مجلس التعاون لكي نحدد فورا ما هي الاعمال الملائمة للرد على العدوان وما هي الوسائل التي نمتلكها جماعيا بما في ذلك استخدام القوة العسكرية للدفاع عن شركائنا في مجلس التعاون.
و اضاف: دعوني أسجل هنا نقطة مهمة وهي ان الولايات المتحدة تحافظ على التزاماتها.
غير ان اوباما استطرض قائلا: لكن علينا الانتباه الى ان علاقاتنا تسير باتجاهين فهناك مسؤليات لدينا جميعا ايضا.
هذا يعني بكلمات اخرى انه في الوقت الذي ستحافظ فيه الولايات المتحدة على وجودها الامني الكبير في المنطقة الا انها تريد من بلدانها العمل اكثر كتحالف بانظمة دفاعية متعاونة لكي تصبح فعالة على نحو مؤثر.

انعطاف تاريخي

لكن لو تذكرنا اجواء الفوضى الخطيرة في المنطقة لعرفنا لماذا كان قادة دول مجلس التعاون الخليجي يطمحون لاكثر من ذلك بل وذهب بعض المحللين حين الاعلان عن القمة قبل بضعة اسابيع الى درجة التنبؤ بانها ستشكل انعطافا اساسيا وتاريخيا في علاقة حلفاء كانوا يحاولون دائما المحافظة على الامن والسلام في المنطقة منذ عقود.
وفي اعتراف بأن من حق الولايات المتحدة العلم مسبقا بالعمليات العسكرية ايا كانت ذكر البيان المشترك الذي صدر عن القادة في نهاية القمة ان زعماء دول الخليج سوف يتشاورون مع واشنطن عند التخطيط للقيام بأي عمل عسكري خارج حدودهم.
وهذه اشارة بالطبع تبين احتجاج اوباما على الطريقة التي انتهجها التحالف عندما بدأ حملته ضد الحوثيين في اليمن دون ابلاغ الولايات المتحدة بذلك.
يقول بارين كاتيوليس المتخصص في شؤون الشرق الاوسط في مركز “التقدم الامريكي” المرتبط بعلاقات وثيقة بادارة اوباما: على اي حال سوف يكون لقمة كامب ديفيد الاخيرة اهمية اكبر اذا اتبعها المشاركون فيها بخطوات اخرى لتعزيز التعاون ضد التهديدات الصادرة عن ايران وعن المجموعات الارهابية.
وبعد ان اعترف بان التوقعات كانت اكبر مما تم التوصل اليه قال كاتيوليس: غير ان الاتفاقيات في مجالات مثل: الحرب الالكترونية مكافحة الارهاب العمليات البحرية الدفاع الصاروخي وامن الحدود يمكن ان تبقى قوية التاثير وخاصة ان الولايات المتحدة تعهدت على سبيل المثال بنقل الاسلحة على نحو سريع.
بل وفي مؤشر ضئيل للتاييد عرض المسؤولون الامريكيون على استحياء بحث اعتبار دول الخليج “حلفاء رئيسيين خارج اطار حلف شمال الاطلسي” وهذا اعتبار من شانه ان يجعل من الاسهل على هذه البلدان الحصول في حال اقراره على الاسلحة الامريكية.
وبذا يكون شركاء امريكا في بلدان الخليج قد اصبحوا بالنسبة لها بموجب هذا الاعلان مثل اليابان و استراليا واسرائيل.
الا ان اوباما اشار الى استعداد الولايات المتحدة للمشاركة اكثر في المناورات العسكرية المشتركة لكنه اوضح ان ذلك لن يصل للدرجة التي ترقى لتقديم التزامات عسكرية اقوى من النوع الذي سعت اليه المملكة العربية السعودية والحلفاء الاخرين في الخليج.

التزام نووي

كما لم يفكر اوباما ابدا باقتراح تقديم التزام نووي بامن دول الخليج وربما لم يساعد مثل هذا الموقف في تطمين زعماء هذه البلدان القلقين من الاعمال العدوانية المتزايدة من جانب ايران و وكلائها.
غير ان مسؤولي البيت الابيض يؤكدون ان قلق دول الخليج الحقيقي ليس منصبا على المحادثات النووية بل على ما اذا كانت الولايات المتحدة لا تزال عازمة على العمل معهم لمواجهة اعمال ايران الاخرى التي تزعزع الاستقرار في المنطقة.
لذا اكد مساعدو اوباما لهؤلاء الزعماء من جديد ان المحادثات النووية سوف تكون مفيدة لهم لانها سوف تزيل التهديد النووي من اي صراع قد يحصل في المستقبل.
وفي هذا الاطار اوضع بن روديس نائب مستشار الامن القومي الامريكي ان دول الخليج لم تبين للمسؤولين الامريكيين اي دليل يشير الى عزمها البدء ببرامج تسليح نووي اذا حصلت ايران على الموافقة الدولية على نشاطاتها النووية.
وقال ان المحادثات النووية الجارية الان لا تعني ان الولايات المتحدة سوف تتغاضى عن اية تحركات عدوانية ايرانية او تصبح على علاقة حميمية مع الجمهورية الاسلامية، واصفا المسالة النووي بانها مجرد صفقة وليست تقاربا واسعا.
الا ان اوباما لاحظ ان الغاية من التعاون الامني في المنطقة هي ليست لترسيخ اية مواجهة طويلة مع ايران او حتى تهميشها.
والحقيقة ان البيت الابيض كان قد حذر علنا من البدء باي سباق للتسلح النووي في المنطقة وذلك لان هذا الاحتمال يمكن ان يزداد مع شعور جيران ايران بالقلق من ان تسعى في حال فشل المحادثات النووية الى تطوير سلاح نووي خلال السنوات القليلة المقبلة.
يقول روديس: الواقع اننا لا نريد رؤية سباق للسلاح النووي في منطقة هي في الاساس من اكثر مناطق العالم تقلبا والتهابا.
على اي حال يبدو ان المسؤولين الامريكيين اقنعوا زعماء الخليج اخيرا بصيغة بيان مشترك تشير الى قبولهم الاتفاق النووي مع ايران شرط ان ينص هذا الاتفاق على التحقق من برنامجها بالكامل وياخذ بعين الاعتبار كل دواعي القلق التي يثيرها.
لكن بالرغم من هذا من المرجح ان يستمر الزعماء العرب في قلقهم حيال افاق هذه القمة بل و يبدو ان توقع مثل هذه النتائج المتواضعه هو الذي جعل البعض يمتنع عن حضورها.

تعريب - نبيل زلف


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
82.0115
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top