في رد على إعلان السعودية عن الهدنة الإنسانية وبعد موافقة القوات الموالية لصالح عليها
الحوثيون: مستعدون للتعاطي بإيجابية مع جهود «رفع المعاناة» في اليمن
مقاتلات التحالف العسكري تستهدف في غارتين منزل الرئيس السابق في صنعاء
صنعاء - أ ف ب: في الوقت الذي اعلنت القوات اليمنية الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح والمتحالفة مع الحوثيين امس الاحد موافقتها على الهدنة الانسانية التي اعلنت عنها السعودية وتبدأ غدا الثلاثاء، ابدى الحوثيون استعدادهم لـ”التعاطي بايجابية” مع جهود “رفع المعاناة” في اليمن، وفق ما نقلت محطة المسيرة التابعة لهم امس، في رد على اعلان السعودية عن الهدنة الانسانية.
وعبر بيان للمجلس السياسي لانصار الله (الحوثيون) نقلته المحطة عن “الاستعداد للتعاطي بايجابية مع اي جهود او دعوات او خطوات ايجابية وجادة من شأنها رفع تلك المعاناة”.
واضاف البيان “كما نشيد بجهود الدول الشقيقة والصديقة في وقف العدوان ورفع المعاناة عن الشعب اليمني، ونأمل ان تستمر هذه الجهود بما يضمن نجاح اي خطوات في هذا السياق”.
واعاد الحوثيون تأكيدهم “ضرورة استئناف الحوار الذي كان قائما تحت رعاية الأمم المتحدة وذلك من النقطة التي توقف عندها نتيجة العدوان الغاشم”.
من جانبه قال العقيد الركن شرف غالب لقمان المتحدث باسم القوات المسلحة الحليفة للحوثيين كما نقلت الوكالة اليمنية للانباء (سبأ) انه “بناء على مساعي بعض الدول الشقيقة والصديقة في ايجاد هدنة انسانية يتم خلالها فك الحصار الغاشم والسماح للسفن التجارية بالوصول الى الموانئ اليمنية وفتح المجال للمساعدات الانسانية، فاننا نعلن موافقتنا على الهدنة الانسانية التي تبدأ يوم الثلاثاء القادم”.
ولعبت القوات الموالية لصالح دورا اساسيا في سيطرة المتمردين على مناطق واسعة من البلاد خارج معاقل الحوثيين في الشمال.
منزل صالح
وتأتي موافقة القوات الموالية لصالح على الهدنة التي ستؤدي الى تعليق الضربات الجوية المستمرة منذ اكثر من ستة اسابيع، بعد ساعات على استهداف مقاتلات التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، منزل الرئيس السابق في صنعاء. ولا يعتقد ان صالح كان موجودا في منزله اثناء الغارتين. وافاد شهود بإن غارتين استهدفتا منزل صالح.
وبالرغم من تخليه عن السلطة في فبراير 2012 اثر سنة من التظاهرات الدامية ضد حكمه، يتمتع صالح بتأثير كبير على القوات المسلحة وهو متهم بتسهيل سيطرة الحوثيين على صنعاء وانحاء اخرى من اليمن خلال 2014 و2015.
وكانت اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يترأسه صالح، اصدرت بيانا في وقت متأخر من يوم السبت رحبت فيه بالهدنة على اعتبار ان “من شأنها التخفيف من اعباء وآثار العدوان الذي اثقل كاهل الشعب اليمني بمعاناة غير مسبوقة وحصار ليس له مثيل”، مشيرة في الوقت ذاته الى ان “الخمسة الايام مدة غير كافية الا ان اللجنة العامة ترى انها تمثل خطوة هامة للوصول الى هدنة مستمرة وسلام دائم”.
القتلى المدنيون
يتزامن ذلك مع تعبير الامم المتحدة عن قلقها المتزايد ازاء ارتفاع عدد القتلى المدنيين جراء الغارات الجوية، فضلا عن الازمة الانسانية الناتجة عن الحصار البحري والبري الذي تفرضه السعودية وحلفاؤها على اليمن لمنع وصول المساعدات للحوثيين.
وكانت طائرات قوات التحالف استمرت ليل السبت الأحد في شن غارات مكثفة على محافظة صعدة معقل الحوثيين في الشمال بعدما كانت اعلنتها منطقة عسكرية برغم دعوات المنظمات الانسانية لتجنب المدنيين الذين لم يستطيعوا الفرار قبل المهلة التي مُنحت لهم.
وحذرت منظمات اغاثة من ان عددا كبيرا من المدنيين لن يكون لهم متسع من الوقت لمغادرة المحافظة، وحضت التحالف العسكري على عدم اعتبار صعدة منطقة عسكرية بالكامل.
واشارت منظمة “اطباء بلا حدود” الى “استحالة” ان يغادر كافة سكان محافظة صعدة خلال ساعات فقط، ودعت على حسابها على موقع تويتر التحالف الى تفادي استهداف المناطق السكنية.
واعتبرت الرياض ان المتمردين تخطوا “الخطوط الحمراء” بعد قصف استهدف مناطق سكنية حدودية في المملكة.
وتحدث سكان عن 15 غارة على الاقل في كافة انحاء المحافظة.
وكانت طائرات التحالف والمدفعية السعودية استهدفت بلدة مران السبت معقل زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي.