خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

حدة المعارك في سورية واليمن تعيد إيران إلى حلبة الدبلوماسية

2015/05/05   10:28 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
حدة المعارك في سورية واليمن تعيد إيران إلى حلبة الدبلوماسية



بقلم ديفيد اغناطيوس:
يؤكد المسؤولون الأمريكيون والايرانيون منذ سنوات أنهم يريدون حل المسألة النووية قبل مناقشة موضوع الحروب الطائفية التي تستعر في الشرق الأوسط. لكن يبدو ان هذا الموقف قد تغير الآن فبعد ان تصاعدت حدة المعارك على الأرض في الأشهر القليلة الماضية، زاد ايضا الحديث حول ضرورة العودة للدبلوماسية الاقليمية من أجل وضع حد للقتال ومن ثم احلال السلام.
والحقيقة ان الاهتمام بمحادثات السلام كان قد أعرب عنه وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف خلال المقابلة التي أجريتها معه يوم الأربعاء الماضي في اطار المنتدى العام الذي نظمته المؤسسة الأمريكية الجديدة. كانت رسالة ظريف التي كررها أكثر من مرة هي ان ايران تريد حوارا مع المملكة العربية السعودية وقوى عربية أخرى من اجل انهاء الحروب التي تدور في سورية واليمن.
ولاشك ان المسؤولين الأمريكيين يشاركون ظريف في رغبته باللجوء الى المفاوضات التي كان قد كشف عنها في مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأسبوع الماضي. غير ان هؤلاء المسؤولين يريدون أولا رؤية دليل على ان ايران مستعدة فعلا لوقف دعمها لحزب الله في لبنان وللرئيس بشار الأسد في سورية وميلشيات الشيعة في العراق ومتمردي الحوثيين في اليمن.
يقول مسؤول رفيع المستوى في ادارة أوباما: اننا مهتمون بهذه المسألة ولقد تحدثنا مع ظريف حول كيف يتعين ان يكون الايرانيون في نهاية المطاف جزءا من الحل الاقليمي.
الا ان سلوك ايران لم يكن في الآونة الأخيرة بالشكل الذي يوحي بالثقة بأن المناقشات الدبلوماسية سوف تنجح. ويضيف هذا المسؤول قائلا: اذ سوف يكون من الصعب على الادارة الأمريكية في هذه الحالة اقناع المملكة العربية السعودية والدول العربية الأخرى بالانضمام لايران في أي عملية دبلوماسية دون دليل على ان ظريف جاد فيما يعرضة وان ما يقوله ليس مجرد كلام يطلقه في الهواء.
على أي حال، يقول بعض المراقبين ان الأمر ليس مجرد مصادفة ان يأتي اهتمام ايران الجديد بالدبلوماسية الاقليمية الآن مع مواجهة وكلائها في ساحات المعارك خصوما أقوى في سورية واليمن. فمن الواضح ان الدول العربية المناهضة لايران، وعلى رأسها السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، قد قررت دون تردد دحر القوى التي تؤديها ايران، وذلك من خلال التدخل عسكريا في اليمن من جهة والعمل مع تركيا والأردن لتعبئة الثوار في سورية من جهة أخرى. وهكذا تبدو ايران لأول مرة منذ عدة سنوات في موقف حرج في الحروب الاقليمية التي تدور بالوكالة.

تقارب سعودي – تركي

ومن الواضح أن المكاسب التي حققها الثوار في شمال سورية أخيرا تعكس ولو جزئيا ذلك التقارب السعودي - التركي الذي يضخ الآن أسلحة الى مقاتلين اسلاميين في تآلف جديد تحت مظلة «جيش الفتح». وكانت السعودية قد قدمت لبعض الفصائل قذائف صاروخية مضادة للدبابات أمريكية الصنع على الرغم من ان هذه الفصائل تقاتل مع جبهة النصرة المرتبطة بالقعادة.
كما حققت مجموعات الثوار السوريين في الجزء الجنوبي من البلاد مكاسب مهمة هي الأخرى.
ويبدو هنا ان الولايات المتحدة تعمل الآن وفقا لاستراتيجية من شقين يتمثل الأول في التعامل دبلوماسيا مع ايران حول المسألة النووية ويتمثل الثاني بدعم الخطوات العسكرية السعودية، الاماراتية، الأردنية والتركية بهدوء بأمل ان يدفع الضغط العسكري في سورية واليمن المتحاربين بالنهاية الى عملية دبلوماسية مماثلة لما تحدث عنها ظريف مع فارق يتمثل في بروز حلفائها بموقف أقوى في ساحات القتال.
ويبدو ان الولايات المتحدة ترى الخطوة التالية كجهد مشترك جديد بين واشنطن وموسكو لرعاية حوار سوري لمشاركة ايران في وقت لاحق.
كان ظريف قد لخص خطة السلام الايرانية لليمن بالقول انها تتضمن 4 نقاط هي: وقف اطلاق النار، تقديم مساعدات انسانية، بدء حوار بين الفصائل اليمنية ومن ثمة تشكيل حكومة وحدة وطنية. كما دعا لتشكيل حكومة وحدة وطنية في سورية، لكنه كرر مواقف ايران السابقة بأن رحيل الأسد ينبغي ألا يكون شرطا مسبقا لبدء المرحلة الانتقالية. وبعد ان ذكر ان ايران بحاجة لشركاء جادين في المملكة العربية السعودية، قال ان المنوذج الذي يفكر فيه بالنسبة للأمن الاقليمي هو البدء بعملية متعددة المراحل مماثلة لتلك التي ساعدت في اعادة الاستقرار لأوروبا الشرقية بعد انتهاء الحرب الباردة. بيد ان عروض ظريف الدبلوماسية هذه تتباين على نحو حاد مع استمرار انتقادات القادة العسكريين الايرانيين العنيفة حيث كان الجنرال محمد على جعفري، رئيس فيلق الحرس الثوري الايراني، قد زعم أخيرا ان آل سعود أصبحوا على وشك الانهيار.
وبدوره، لم يدل ظريف سوى بتصريح عام عندما ألح عليه الصحافيون لمعرفة ما اذا كانت ايران ستوقف دعمها للمجموعات التي تقاتل بالوكالة عنها في المنطقة.
فقد قال ان آلية الأمن الاقليمي يجب ان تستند الى مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى. من المؤكد ان الدول العربية مثل السعودية سوف ترد على هذا الموقف بالقول: حسن، أرنا ذلك.

تعريب: نبيل زلف


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
78.0253
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top