نفى التحالف العربي امس قيامه باي عملية برية واسعة في عدن بجنوب اليمن دعما للقوات المناهضة للمتمردين الحوثيين، وذلك ردا على انباء حول انزال جنود من هذا التحالف في عدن.
وقال المتحدث باسم التحالف العميد الركن احمد عسيري في تصريحات لقناة الاخبارية السعودية «استطيع ان اؤكد انه لم يحصل اي انزال امس الاحد (لقوات التحالف) في عدن».
الا انه اضاف انه «لا يستطيع التعليق على عمليات جارية» وان قوات التحالف «تبقي كل الخيارات مفتوحة لدعم المقاومة والحصول على النتائج المرجوة على الارض».
واعلن مسؤول يمني محلي عن ان عددا محدودا من جنود التحالف العربي انتشر امس على الارض في مدينة عدن لدعم القوات التي تقاتل الحوثيين. وقال المسؤول: «هناك قوة اخرى قادمة».
وبدوره قال مسؤول في «اللجان الشعبية»، الموالية للرئيس هادي «دخلت قوة محدودة لمشاركتنا في دحر الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح» الرئيس اليمني السابق.
وبحسب قوله فان تلك القوات ستدعم «اللجان الشعبية» التي تحاصر الحوثيين في مطار عدن الدولي.
من جانب آخر، نقلت وكالة تسنيم للأنباء عن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قوله إن طهران لن تسمح للقوى الإقليمية بتعريض مصالحها الأمنية مع اليمن للخطر وذلك في أقوى اعتراف حتى الآن بالتورط الإيراني في اليمن.
ونقلت الوكالة عن عبد اللهيان قوله: «لن يسمح لآخرين بتعريض أمننا المشترك للخطر بمغامرات عسكرية».
عدن - أ ف ب: اعلن مسؤول يمني محلي ان عددا محدودا من جنود التحالف العربي الذي تقوده السعودية انتشر امس الاحد على الارض في مدينة عدن في جنوب اليمن لدعم القوات التي تقاتل الحوثيين. وقال المسؤول لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه «دخلت قوة محدودة من التحالف الى عدن وهناك قوة اخرى قادمة».
وبدوره قال مسؤول في «اللجان الشعبية»، القوات شبه العسكرية الموالية للرئيس المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي، لفرانس برس «دخلت قوة محدودة لمشاركتنا في دحر الحوثيين وقوات على عبدالله صالح» الرئيس اليمني السابق.ومنذ اطلاق العملية العسكرية في 26 مارس يكتفي التحالف العسكري العربي بشن غارات جوية ضد مواقع الحوثيين وحلفائهم في اليمن، وهذه اول مرة تفيد فيها تقارير عن انتشار بري.
مطار عدن
وعلى الارض استمرت المعارك في عدن.وافادت مصادر عسكرية بان الحوثيين الذين يحاولون بسط سيطرتهم التامة على عدن خسروا سبعة مقاتلين في حين سقط خمسة قتلى في صفوف خصومهم انصار الرئيس عبد ربه منصور هادي.ووقعت المواجهات الاكثر ضراوة في محيط مطار عدن الدولي الذي يسيطر عليه المتمردون. ودعم طيران الائتلاف المقاتلين الموالين لهادي من خلال قصف مواقع للحوثيين وفقا لسكان.
وفي تعز جنوب غرب اليمن قتل مدنيان بينهم طفل الليلة الماضية في قصف للحوثيين وفقا لمصادر طبية في حين ان حرب شوارع كانت دائرة بين المتمردين وخصومهم في عدة احياء من المدينة.وليلا استهدفت طائرات الائتلاف مواقع للحوثيين في محافظة مأرب شرق صنعاء ما اسفر عن مقتل 12 متمردا بحسب مصادر طبية.وشنت غارات اخرى على صنعاء ليلا خصوصا في محيط المطار ومناطق اخرى في البلاد منها صعدة معقل الحوثيين في الشمال.
قمة تشاورية
من جانب آخر يلتقي قادة دول الخليج العربية غدا الثلاثاء بالرياض في قمة خليجية تشاورية تسعى الى الرد على تهديد التطرف الاسلامي وانعكاسات الحرب في اليمن التي تثير توترا مع جمهورية ايران الاسلامية.
وقال انتوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن ان لائحة التحديات المطروحة على قادة السعودية والكويت والبحرين والامارات وسلطنة عمان وقطر «معقدة جدا».وتخشى دول مجلس التعاون الخليجي خصوصا حيازة ايران السلاح النووي على الرغم من الاتفاق الاطار المبرم قبل شهر بين طهران والقوى الكبرى وبينها الولايات المتحدة وفرنسا والذي ينص على الحد من قدرات ايران النووية في مقابل رفع العقوبات الدولية عليها.
وفي الرياض سيكون الرئيس الفرنسي فرنسوا اولاند اول قائد غربي يحضر قمة خليجية منذ قيام مجلس التعاون في 1981.وتاتي القمة التشاورية الخليجية قبل اسبوع من اجتماع قادة دول مجلس التعاون مع الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي يرغب بالمناسبة في تهدئة مخاوف حلفائه العرب من تقارب بين واشنطن وطهران كما سيبحث معهم النزاعات الاقليمية.
كوردسمان
وقال كوردسمان «في كافة القضايا (..) يمكن لهذا الاجتماع او ذاك ان يتيح احراز بعض التقدم لكن ليس تقديم حلول (..) وكثيرا ما تكون الخطب الطنانة جيدة لكن الواقع ليس كذلك».
وفرض التحالف العربي بقيادة السعودية حصارا جويا وبحريا على اليمن لكن ايران ارسلت بوارج الى المياه المجاورة.وبدات الولايات المتحدة في «مرافقة» السفن التي ترفع علما امريكيا في مضيق هرمز الاستراتيجي بين عمان وايران وذلك بعد اعتراض البحرية الايرانية حاملة حاويات.وتصر دول مجلس التعاون على ان تجري اي مفاوضات محتملة لتسوية النزاع اليمني بالرياض برعاية مجلس التعاون في حين تقترح ايران تنظيمها خارج المحور السعودي وبرعاية الامم المتحدة.
ويرى كوردسمان ان المشاكل الرئيسية لليمن بما فيها الانقسامات الطائفية والقبلية لم ياخذها مجلس التعاون الخليجي في الاعتبار بشكل صحيح.وقال «لا يمكن فرض الوحدة اليمنية بالقنابل» معتبرا ان حملة الغارات الجوية لم تحقق سوى «هدف محدود جدا».ويرى المحلل ان «اليمن كانت دولة مفلسة قبل الغارات وسيكون دولة مفلسة بعدها الا اذا تم التوصل الى حل للانقسامات داخله».
«ووتش»
من جانب آخر دانت منظمة هيومن رايتس ووتش امس استخدام الائتلاف العربي ذخائر عنقودية محظورة مصدرها واشنطن في غاراته الجوية على مواقع الحوثيين في اليمن.وافادت المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان في بيان عن وجود صور ومقاطع فيديو وغيرها من الادلة التي تؤكد استخدام ذخائر عنقودية في الغارات الجوية التي شنتها قوات التحالف خلال الاسابيع الاخيرة على محافظة صعدة معقل المتمردين الحوثيين في شمال اليمن على الحدود مع السعودية.
واكدت المنظمة التي تتخذ مقرا لها في نيويورك انها تثبتت من خلال تحليل صور للاقمار الصناعية ان هذه الذخائر استخدمت في هضبة مزروعة على مسافة 600 متر من مناطق مأهولة.واشارت الى ان هذه الاسلحة التي تنفجر لاحقا بعد سقوطها «تشكل خطرا طويل الامد على حياة المدنيين» مذكرة بانها محظورة بموجب اتفاقية وقعها 116 بلدا عام 2008 بدون ان تعتمدها اي من الولايات المتحدة والسعودية واليمن.وشدد مدير قسم الاسلحة في هيومن رايتس ووتش ستيف غوس على ان هذه الاسلحة «محظورة في جميع الظروف».