|
|
|
|
|
|
عرضه ستوديو الأربعاء
|
|
فيلم «خطاب الملك».. لكل منا تأتأته.. وقليل يستطيع تخطي العثرة
|
|
|
|
|
تألق كولين فيرث لم يطفئ وهج النابغة جيوفري راش | |
|
|
|
|
كتب ياسر صديق:
عرض ستوديو الأربعاء أول أمس الفيلم البريطاني التاريخي The King''s Speech - خطاب الملك - اخراج توم هوبر، سيناريو ديفيد سايدلر وبطولة كولين فيرث، جيوفري راش، هيلينا بونهام كارتر، غاي بيرس، تيموثي ليونارد سبال، ديريك جاكوبي، مايكل جامبون، ويرجع صدور الفيلم لعام 2011، ومدة عرضه 118 دقيقة.
لا تستطيع المعرفة على وجه اليقين سر ذلك التوحد الذي يكتنفك وأنت تشاهد فيلم “خطاب الملك”، فرغم مدة عرض الفيلم التي تقترب من الساعتين الا أنك لا تملك الا ان تذوب مع شخصياته وتندمج، بل وتتوه وسط الأحداث، تيه المتأمل لا الشارد، ربما لأن بداخل كل منا تأتأة من نوع خاص، عيب يتملكك، عاهة تسيطر عليك على الرغم منك تحاول جاهدا ان تخفيها عن أعين المتطفلين والفضوليين.
ولي العهد البريطاني الأصغر – كولين فيرث – ابان الحرب العالمية الثانية، الذي يعاني تأتأة في النطق، المشهد الأول يضعك كمتفرج على عتبة المعضلة والمعاناة، يحاول القاء خطاب نيابة عن والده فيخونه لسانه وتتعثر الأحرف، عثرة قد تبدو عادية لو أصابت رجلا عاديا، لكن مع ابن الملوك الأمر يختلف، تلتقط زوجته - هيلينا بونهام كارتر - طرف المشكلة باحثة عن حل، تجرب أكثر من طبيب وجميعهم يفشلون في التخطي بولي العهد تلك الأزمة، حتى تتوصل لمعالج مشاكل النطق ذي السمعة الطيبة لوينيل - جيوفري راش – الذي يضع قوانين جديدة في أسلوب العلاج أهمها التجرد من الألقاب والتعامل مع ولي العهد كونه مريضا وليس سليل العائلة المالكة.
لا يجب أبدا اغفال السيناريو الذي صيغ بشكل شديد الرشاقة والألق، عبارات خفيفة سريعة تحمل في مضمونها كوميديا خاصة في الديالوج الدائر بين ولي العهد والمعالج.
يؤتي أسلوب راش ثماره، يتحسن أداء ولي العهد، ثم تتسع رقعة الأزمة عندما يموت الملك ويتخلى أخوه الأكبر عن الحكم نتيجة وقوعه في حب امرأة مطلقة متعددة العلاقات، يتعارض زواجها مع بروتوكول البلاط البريطاني شديد التحفظ والصرامة، والحرب بين بريطانيا وألمانيا على الأبواب، والأمر برمته يلزمه قرار سريع وملك قوي قادر على تجاوز الأزمة بحنكة.
يجد ولي العهد نفسه أمام التجربة الأصعب في حياته، كملك لابد وأن يلقي خطابا يشد به أزر شعبه ازاء الحرب التي تدق الأبواب، يضعه الأمر أمام عثرته الكبرى، تأتأته التي تتعارض مع تركيبة الملك القوي الواثق، التأثير الذي لابد وأن يتركه لدى شعبه، فيتعاون معه ليونيل ويعطيه خلاصة فكره وعلمه، ليكون مشهد النهاية، خطاباً آسراً ومصافحة حارة من الملك لصديقه الذي لم يتخل عنه منذ تعارفا.
مشاهد عدة في الفيلم تتوقف عندها متأملا باعجاب، صحيح ان الممثل كولين فيرث قدم دور ولي العهد بشكل أكثر من رائع، لكن يخطفك ذلك القدر من الاحتراف الذي لعب به الممثل العالمي جيوفري راش دور المعالج، يتجلى نبوغه في أكثر من مشهد، أولها مشهد التدريب على النطق بينه وبين ولي العهد، وثانيها مشهد مواجهة كولين بضرورة توليه العرش بدلا عن أخيه، وثالثها الحوار الذي دار بينهما بعد معرفة الملك أنه لا يحمل شهادة في الطب وانما يدير الأمر وفق خبرته الانسانية، من خلال حوار كان الأكثر تأثيرا من دون شك.
فيلم “خطاب الملك” يضعك أمام نقيصتك، يعريك من عيوبك في اطار كوميدي، يجعلك أمام الامتحان الانساني الأصعب، كلنا نتأتئ لكن بأشكال مختلفة وليست حكرا على النطق، لكن السؤال..هل كلنا قادرون على تجاوز عثرتنا والقفز فوقها نحو النجاح؟.
حاز الفيلم جائزة الجمهور في مهرجان تورنتو عام 2010، كما فاز بأربع جوائز أوسكار من أصل 12 من بينها أفضل فيلم وأفضل ممثل بدور رئيسي لكولين فيرث، كما حاز أوسكار أفضل سيناريو أصلي.
|
المزيد من الصور
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|