خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

واشنطن بوست

إلى متى يبقى الشرق الأوسط في عين العاصفة؟

2015/04/20   07:47 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
إلى متى يبقى الشرق الأوسط في عين العاصفة؟



بقلم ديفيد اغناطيوس:
هل سيبقى الشرق الأوسط في حالة عدم استقرار لعشر سنوات قادمة كما هو عليه اليوم؟
هذا السؤال طرحته أخيرا على عدد من طلاب كلية كيندي لشؤون الحكم في جامعة هارفرد، ورد حوالي نصفهم بالقول: نعم بل ويمكن ان تصبح الأشياء أكثر سوءا بصرف النظر عما تفعله الولايات المتحدة.
الواقع ان هؤلاء الطلاب يشعرون الآن بما بدأ العديد من خبراء الشرق الأوسط يعربون عنه علنا، وهو ان المنطقة باتت في خضم دوامة تغيير عنيف جدا من المرجح ان يستمر سنوات عدة ان لم يكن لعقود، وذلك لأن الولايات المتحدة والقوى الخارجية الأخرى لا تمتلك تأثيرا يذكر على القوى السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية والديموغرافية في المنطقة.وهذا يعني ان حالة عدم الاستقرا ر ستكون هي القاعدة وليس الاستثناء بالنسبة الى الجيل المقبل.
بيد ان تنبؤات المستقبل التي تستند الى الاتجاهات الراهنة تنطوي على شيء من المجازفة لأن المحللين لا يستطيعون التنبؤ بالأحداث غير المتوقعة التي يمكن ان تؤدي لتغير راديكالي.فلا احد توقع ان تكون تضحية بائع فواكه بنفسه في تونس عام 2010 بداية لشلال ثوري وحرب أهلية في الشرق الأوسط.وبالتالي ليس بوسعنا التنبؤ أيضا بالعملية التي يمكن ان تعيد التوازن الى المنطقة بالنهاية.

معطيات قاتلة

اذ تبين المعطيات الاقتصادية والديموغرافية ان الشرق الأوسط يعاني من نسبة نمو بطيئة يقابلها مستوى بطالة مرتفع عند الشباب.
ومن المؤكد ان هذه المشكلات تفاقمت جدا بسبب تدفقات اللاجئين في سورية، العراق.ليبيا واليمن وأصبحت أكثر سوءا تبعا لانخفاض أسعار النفط التي تعيق قدرة المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول النفطية الأخرى على تقديم المساعدات في تخفيف حدة هذه المشكلات.
والحقيقة ان قراءة صندون النقد الدولي لآفاق الشرق الأوسط الاقتصادية التي كشف عنها هذا الشهر، ترسم صورة كئيبة له.اذ سوف تصل نسبة البطالة ل%13 في مصر وتونس هذه السنة، والى حوالي %12 في الجزائر.ويحدث هذا في وقت لا يسير فيه النمو الاقتصادي في المنطقة بخطوات سريعة لتأمين ما يكفي من وظائف للشباب.فمن المتوقع ان تبلغ نسبة النمو الاقتصادي %1.3في العراق، %2.6 في الجزائر، %3.8 في الأردن و%4 في مصر كما تراجعت توقعات النمو الاقتصادي حتى في المملكة العربية السعودية بأكثر من 1.5.ليصل الى %3 هذه السنة بل ومن المنتظر ان يتراجع أكثر السنة المقبلة بسبب أسعار النفط.ومن الواضح ان بنية الشرق الأوسط التي أضعفتها الاضطرابات أنهكتها أيضا الحروب الطائفية والأهلية وتكفي الاشارة هنا الى ان تقدير لجنة الانقاذ الدولية الذي أصدرته هذا الشهر يبين ان 11.4 ملايين سوري أي حوالي نصف عدد السكان قد نزحوا عن بيوتهم بل ويمكن القول ان الكارثة السورية أثرت على كامل المنطقة ومنها كردستان العراق الذي زادت فيه نسبة الفقر لأكثر من الضعف.وفي الوقت الذي تزعزت فيه هيئات السلطة والحكم في الشرق الأوسط، أصبحت المجموعات المتطرفة أكثر قوة وأبرزها بالطبع الدولة الاسلامية التي تشكلت من بقايا القاعدة في العراق.بل وهناك من يقول انه حتى لو تم تحجيم واضعاف الدولة الاسلامية في العراق وسورية خلال السنوات الثلاث المقبلة، كما يأمل الرئيس أوباما، الا ان الاضطرابات القائمة في المنطقة يمكن ان تفرخ المزيد من التنظيمات الميلشياوية الاخرى.

اعصار الحقيقة

ان مراقبة الدمار الحاصل في الشرق الأوسط الآن تتماثل مع مراقبة اعصار يضرب ساحل مشكوف ضعيف.فبينما يتعين عليك ان تحاول تخفيف الأضرار والقيام بأعمال الاغاثة الانسانية عليك أيضا ان تحاول حماية نفسك من الأضرار المرافقة للاعصار، لكنك لن تستطيع مهما فعلت ان توقف هبوب الرياح وأمواج المد المرتفعة التي تضرب البنى الضعيفة.
لذا يؤكد خبراء الكوارث ان من الضروري ان تهدأ العاصفة أولا حتى تبدا عملية اعادة البناء.
من هنا يقول جراهام أليسون، الذي يرأس مركز بيلفير ان على الحكومة الأمريكية ان تتوخى الحرص في محاولتها حل مشكلات الشرق الأوسط وذلك لكي تفهمها على نحو أفضل.
وهنا يقارن أليسن انتشار أيديولوجية الدولة الاسلامية بفيروس أيبولا القاتل، لكنه يلاحظ أنه ببنما نعرف أسباب أيبولا وكيف يمكن وقف المرض، ليس هناك مثل هذا الوضوح فيما يتعلق بانتشار سم الدولة الاسلامية أو كيف يمكن الشفاء منه، فكل ما نعرفه هو ان هذا الفيروس الخطير قد تأصل في جسد هو بالأصل متعب ومنهك، وليس هناك بالتالي ما يشير الى احتمال شفائة قريبا.

تعريب - نبيل زلف


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
80.981
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top