د. عبدالله الشايجي: تطورات كبيرة في المنطقة.. الصيف المقبل

ظهور أوباما وهو يلقي كلمته في التلفزيون الإيراني انتهاء لمحور الممانعة 

إيران قدمت تنازلات كبيرة وغير متوقعة للمحافظة على النظام السياسي ورفع العقوبات الاقتصادية 

القلق الخليجي سببه توقع أن تمتلك إيران اليد الطولى في المنطقة 

الاتفاق سمح لإيران بامتلاك برنامج نووي سلمي وهذا بحد ذاته انتصار 

موافقة إيران على عدم تخصيب اليورانيوم أكثر من %3.67 بدلاً من %5 لمدة 15 عاماً تعني أنها قدمت تنازلات كبيرة 

الولايات المتحدة وإيران تسوقان اتفاق الإطار حوله بأنه انتصار

د.الشايجي: الاتفاق بين إيران و5 + 1يحقق معادلة ربحية للطرفين

 كتب حمد العازمي: 

أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د.عبدالله الشايجي أنه وفق بنود الاتفاق «المعايير الأساسية» الذي تم التوصل اليه يوم أمس الأول في لوزان بين القوى العظمى وإيران لحل أزمة برنامجها النووي فان العقوبات الدولية المفروضة على إيران سترفع بشكل متدرج وعلى مراحل في حالة تعاون طهران مع المجتمع الدولي وليس فوريا كما يعتقد البعض.

وأضاف ان تلك العقوبات ستعود فورا اذا أخلت ببنود الاتفاق، معتبرا ان ظهور الرئيس أوباما وهو يلقي كلمته في التلفزيون الإيراني لأول مرة على الهواء مباشرة منذ اندلاع الثورة هو بمثابة انتهاء محور الممانعة والمقاومة الذي كان في السابق شعارا يرفع دائما وبداية التطبيع الرسمي.

وقال الشايجي في تصريح خاص ل «الوطن»  حول رؤيته للاتفاق الذي تم بين القوى العظمى وإيران حول ملفها النووي ان اللافت في الموضوع ان كلا الطرفين الولايات المتحدة وإيران يسوقان اتفاق الاطار حول برنامج طهران النووي بأنه انتصار، مضيفا لكن الواقع ان إيران قدمت تنازلات كبيرة وغير متوقعة في سبيل تحقيق هدفين رئيسين هما المحافظة على النظام السياسي من خلال صرف نظر الولايات المتحدة عن تغييره بالاضافة الى رفع العقوبات الاقتصادية التي أرهقت النظام الاقتصادي والاجتماعي الإيراني.

قلق خليجي 

وأكد د.الشايجي ان القلق الذي يسيطر على الدول الخليجية هو ان تمتلك إيران اليد الطولى ويعطى لها دور أكبر في ترتيبات المنطقة بعد هذا الاتفاق الذي لايزال اطاريا ومبدئيا ويجب ان يوقع قبل نهاية شهر يونيو القادم كحد أقصى.

وأضاف أنه على الرغم من عدم ابداء دول الخليج لمواقفها بهذا الاتفاق، الا ان العاهل السعودي عبر عن أمله بأن يكون الاتفاق ملزما، ويعزز الاستقرار في العالم.

وأشار الى ان الرئيس أوباما أكد أنه يتعامل مع إيران بناء على مصالح مشتركة واحترام متبادل، بشرط ان توقف إيران سياسة تهديد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة وخصوصا اسرائيل، وأوضح ان الإدارة الأمريكية مستمرة في عملها لضمان تجنب مواجهات وحروب جديدة في الشرق الأوسط بالاضافة الى طمأنة حلفائها في المنطقة من العرب والاسرائيليين، لافتا الى ان أوباما سيدعو قادة دول مجلس التعاون لعقد قمة في كامب ديفيد لطمأنتهم عن التزام أمريكا تجاه دولهم خلال فصل الربيع القادم.

وأكد د.الشايجي ان هناك بعض العقوبات الدولية المفروضة على إيران التي لا تتعلق ببرنامجها النووي ستبقي مثل العقوبات المتعلقة بدور إيران في دعم الارهاب، ورأى ان الصيف القادم سيشهد تطورات كبيرة في المنطقة حيث ستتمكن إيران من العودة من جديد كدولة مقبولة أقليميا ودوليا بعد ان تصادق على الاتفاق في شهر يونيو المقبل، ولفت الى ان حركة الاستثمارات الأجنبية ستزدهر في إيران بعد رفع العقوبات عنها تدريجا مما يسهم في خفض أسعار النفط وانتعاش الاقتصاد الإيراني.

تنازلات وضمانات 

وأوضح ان إيران قدمت تنازلات كثيرة بما يتعلق ببرنامجها النووي سواء في عملية تخصيب اليورانيوم والبلوتونيوم وأجهزة الطرد المركزي أو حتى حول نسبة التخصيب ومفاعل آراك للماء الثقيل، ولفت الى ان إيران لم تفصل كيفية موافقتها على جدولة العقوبات ورفعها بشكل متدرج وليس كما كان يصر عليه المرشد خامنئي والرئيس روحاني من خلال الرفع الفوري والمباشر، بل انها بالغت في وصف ذلك بمثابة انتصار وانجاز كبير، مضيفا: «وربما لاحقا بعد رفع العقوبات لم يتبق سوى تطبيع واعادة العلاقة بين واشنطن وطهران؟!!».

وتابع: على الرغم من منع إيران من امتلاك سلاح نووي الا ان الاتفاق يسمح لها بامتلاك برنامج نووي سلمي وهذا بحد ذاته انتصار، مضيفا: «ليس من صالح إيران رفض الاتفاق والعودة للمربع الأول وخصوصا أنها تعيش في أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة بسبب العقوبات الدولية».

وأشار د.الشايجي الى ان إيران من خلال موافقتها على عدم تخصيب اليورانيوم أكثر من %3.67  بدلا من %5 لمدة 15 عاما على الأقل يعني أنها قدمت تنازلات كبيرة، وأن الدول الغربية والولايات المتحدة ستعمل مع إيران للتوصل الى اتفاق نهائي في شهر يونيو المقبل من أجل ان تخفض إيران أجهزة الطرد المركزي بنسبة الثلثين، مضيفا “ وزير خارجية إيران يحاول بذكاء تأكيد عدم تقديم تنازلات في عملية التخصيب وعدم أغلاق أي مفاعل نووي، وأنه لم يقل كم نسبة التخصيب المسموح بها والتي نزلت من %20 الى %3.67 وأن هناك فقط 5 آلاف جهاز طرد مركزي سيعمل بدلا من 30 ألفاً».

المعادلة الربحية 

وأوضح ان هذا الاتفاق المبدئي الذي وصفه الرئيس أوباما بالتاريخي والجيد، يمنع إيران من تطوير سلاح نووي، كما أنها وافقت على فرض نظام رقابي هو الأشد في التاريخ لا يعتمد على الثقة وأنما على الرقابة، حيث سيتم تفكيك وشحن اليورانيوم الى خارج إيران ولن تبني إيران مفاعل الماء الثقيل في منشأة آراك النووية، كما أنها لن تخصب اليورانيوم في مفاعل فورودو لمدة 10 سنوات، معتبرا ان الاتفاق يقطع الطريق كليا أمام إيران لتصنيع سلاح نووي.

وتابع في نفس السياق: أوباما أعلن ان العقوبات الدولية سترفع عن إيران تدريجيا طالما تلتزم ببنود الاتفاق المبدئي الذي سيمنع إيران من ان تصبح دولة نووية وتستجيب في نفس الوقت لمطالب المجتمع الدولي، وخصوصا أن الاتفاق يحقق معادلة ربحية للطرفين لأنها ليست معادلة صفرية، وأنهم سيعرفون مدى استجابة والتزام إيران بشروط الاتفاق من عدمه من خلال الرقابة الصارمة التي ستكشف ذلك، متسائلا في الوقت نفسه هل سيقوي الاتفاق النووي المبدئي مع إيران من دورها ونفوذها في المنطقة أم سيجعلها أكثر واقعية واعتدالا؟!! 

انتقادات الاتفاق 

وأكد د.الشايجي ان أول الانتقادات التي وجهت لهذا الاتفاق وجهها رئيس مجلس النواب الأمريكي الجمهوري جون باينر وصف الاتفاق النووي بأنه يمثل انحرافا مثيرا للقلق”عن أهداف أوباما المبدئية، وأضاف ان نتنياهو من جانبه بالغ بشكل كبير في الاتصال الهاتفي الذي أجراها مع الرئيس الأمركي، حيث اسمع أوبوما كلاما قاسيا، رافضا ومحذرا من اتفاق الاطار بين القوى الكبرى وإيران، لأن اتفاق الاطار يهدد بقاء اسرائيل ويزيد من فرص حرب مدمرة.