كونا: قالت مديرة مركز الكويت للتوحد ونائب
رئيس منظمة التوحد العالمية الدكتورة سميرة السعد امس ان الرعاية الحكومية ومساهمات
اهل الخير جعلت من المركز معلما انسانيا ينشر الخير للمصابين بالتوحد من مواطنين ومقيمين.
وقالت السعد في حديث ل(كونا) بمناسبة يوم
التوحد العالمي ان هذا اليوم اعلن عالميا بعد سعي الرابطة الخليجية للتوحد لرفعه الى
الأمم المتحدة وبدأ يلفت الانتباه أكثر في العالم من خلال وسائل الاعلام والمؤسسات
التعليمية والمجتمعية.
وذكرت ان تقديم الخدمة في الكويت بدأت
بسيطة في عام 1989 ونمت وترعرعت برعاية الحكومة وأهل الخير الكرام ليصبح المركز معلما
انسانيا ينشر الخير للمصابين بالتوحد سواء المستقبلون للخدمة المباشرة من مواطنين ومقيمين
في دولة الكويت او الخدمات غير المباشرة.واشارت الى الخدمات التي يقدمها المركز مثل
تدريب من يقدم على فتح مدارس خاصة والتدريب المستمر للعاملين في هذا المجال داخل الكويت
وخارجها وتقديم خدمات التشخيص والاستشارات ذات المستوى العالي لاولياء الامور وتوفير
كتب باللغة العربية ومنشورات وتوعية تخدم المجتمع الكويتي.
وقالت السعد ان هذه الخدمات تمتد للخليج
من خلال رابطة التوحد الخليجية التي تم تأسيسها في الكويت عام 2002 لتستمر بالعطاء
والتعاون في خدمة المجتمع الخليجي والتعاون مع المجتمع الدولي من خلال منظمة التوحد
العالمية لتنظيم المؤتمر العالمي للتوحد الذي يعقد كل أربع سنوات في احدى دول العالم
فكان في جنوب أفريقيا عام 2006 والمكسيك عام 2010 والكويت العام الماضي.واشارت الى
ان مؤتمر الكويت للتوحد جذب أهم المحاضرين والمؤلفين للنظريات الخاصة بالتوحد وكيفية
العمل بها فعليا مع المصاب بالتوحد كما يتم الاعداد لبرامج البالغين لتتناسب مع المبنى
الجديد الذي سيشيد قريبا والذي كلف بناؤه ثلاثة ملايين ونصف المليون دينار تم جمعها
من أهل الخير الكرام.
واعلنت السعد سعي المركز حاليا لاستكمال
(وقف التوحد) وهو الأول في العالم الاسلامي والذي بدأ من ريع الكتب المؤلفة والدورات
وتأسيس برامج في الخليج العربي والتبرعات الوقفية وسجلته في وزارة العدل بوثيقة وقف
رسمية ليكون معينا للأجيال القادمة في الصرف على برامج التوحد وأبحاثه واحتياجاته.
وتطرقت السعد الى عالمية مرض التوحد بالاشارة
الى وجود الملايين حول العالم ممن يعانون بسبب التوحد اذ ان النسبة العالمية للتوحد
تقدر بطفل لكل 88 مولودا والتي قد تصل الى مصاب بين كل 50 مولودا وهي نسبة عالية جدا
وتحتاج الى مواجهة علمية وطبية وتعليمية واجتماعية في كل دولة.واشارت الى ان التوحد
خلل يبدأ في الطفولة لكنه يبقى ويحتاج للعناية طوال حياة الشخص ويستمر أثره على أسرته
ما يستدعي جهدا عالميا لمواجهته وتقديم أفضل السبل لرعاية المصاب.وافادت بأنه على
الرغم من كل الاموال الطائلة المبذولة للأبحاث في الدول المتقدمة فان السبب الرئيسي
للاصابة بالتوحد لم يعرف حتى الآن ورغم انه لا علاج له حتى الآن الا ان التشخيص المبكر
والتدريب المكثف والمنظم يحرز نتائج ايجابية.