مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

السرطان يأكل جسد الكويت!!

محمد صالح السبتي
2015/01/11   10:21 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



- لعل الكويت لم تمر أبداً بظروف كالتي تمر بها حالياً باستثناء ظرف الغزو العراقي الذي أسقط الدولة وما فيها.. اما باقي المحن التي مرت عليها على الرغم من قساوتها فقد كانت محناً منفردة.. أما اليوم فان المشاكل والأزمات تجتمع عليها كما لم تجتمع من ذي قبل!
- فساد مالي واداري يرافقه تأخر في ركوب قطار التنمية الذي سار سريعاً في كثير من دول المنطقة.. وهذا الفساد المالي والاداري يكاد يكون قد ضرب كل مناحي الحياة الحكومية وغير الحكومية في البلاد وبدرجة مرعبة قد يستصعب حتى تصديق أو تخيل أرقامها.. يرافق هذا الفساد ضارب الجذور في مؤسساتنا اصطفاف طائفي مذهبي فئوي أصبح يمارس في العلن وأصبح ممارسوه يجدون لأنفسهم تبريرات لتلك النزعات الطائفية والفئوية.. وما يقال ويتم تداوله في غير العلن وبالتصريح أكبر بكثير مما تسمعه علانية وبشكل مخيف وغريب أيضاً!!
- وثالثة هذه المحن غير المسبوقة على الكويت هي شعور الكره والبغضاء وعدم المحبة الذي بات متأصلاً في قلوب كثير من أفراد المجتمع للدولة والوطن أو على الأقل حتى نكون أكثر دقة لكل ما هو رسمي في الدولة!! فلا ينكر أحد ان عموم أفراد المجتمع باتوا يرون الكويت وكأنها «جهنم» الدنيا.. يتذمرون من كل شيء حتى أصبح كل مسؤول في نظرهم ما هو الا «حرامي» أو مشروع حرامي!! هناك شعور بالكراهية للوطن غير خافٍ على أحد!!
- تزامنت هذه المحن الثلاث مع متغيرات اقليمية يمر بها الوطن العربي هي أشبه ما تكون بالثورات العربية التي ابتدأت بخمسينيات القرن الماضي واسقطت كثيرا من الأنظمة وقتها.. بل ان ما يحدث الآن أسوأ مما حدث قبل.. لسبب بسيط جداً.. في الثورات العربية الماضية كان هناك ثوار منظمون يسقطون حكماً ليتولوا الحكم.. أما اليوم فان الثوار العرب لا قائد لهم.
- يتم اسقاط الحكم دون وجود أي بديل الا الفوضى العارمة التي تحل بديلاً تلقائياً!! وجاءت هذه المشاكل التي تمر بها الكويت مع ما تزامن معها اقليمياً كلها في ظل ثورة تكنولوجية هائلة وأدوات لنقل الخبر ومحطات فضائية وأجهزة ذكية ومواقع تواصل جعلت من الخبر بغض النظر عن كونه حقيقة أو كذباً أو اشاعة أو محض افتراء.. جعلته ينتشر بين الناس ويتم تصديقه من الكثيرين ويفرض نفسه على أنه حقيقة محضة!!
- اجتماع هذه المشاكل بهذه الظروف الاقليمية المحيطة يعني شيئاً واحداً لا غير.. يعني أننا اليوم أمام معركة بقاء.. على «الحكومة» أولاً وجميع مكونات المجتمع السياسية ان تعي هذه الحقيقة.. على «الحكومة» ان تعي أنها اليوم ليست أمام نزاع سياسي فقط أو مآخذ وانتقادات على سوء أدائها وتفريطها في ثروات الدولة.. بل إنها أمام مسؤولية بقاء الدولة أو تعرضها لزلزال يؤثر في استمرارها.. كما ان على المكونات للجسم السياسي داخل الكويت ان تعي ان نزاعهم السياسي مع الحكومة لا ينبغي ان يأخذ منحى قد يؤثر فيما هو ابعد من عوامل هذا النزاع وأن يضعوا أمام أعينهم ضرورة عدم الاخلال بأمن واستقرار البلاد حتى لو لم يكونوا هم المسؤولين عن هذا الخلل.. ذاك فقط لما يجب ان يكونوا عليه من احساسهم بالمسؤولية تجاه الوطن!
- هذا الكلام على الرغم من كل ما يحمله من تشاؤم الا أنه الحقيقة التي يجب ان نواجه بها أنفسنا.. وهو ما يجب ان تراه «الحكومة» بأم عينيها كحقيقة لتفهم الدور المطلوب منها تجاه الوطن في ظل هذه الأزمات المجتمعة.. ولأننا نقول دائماً ان المنصب الوزاري سياسي في العموم الأغلب لا فني.. وهذا يعني بالضرورة مسؤولية مجلس الوزراء السياسية عما يمكن ان يكون «سرطاناً يأكل الكويت».. المشكلة خطورتها معروفة للجميع.. لكن.. الحل والعلاج هو ما عجزنا عنه!!

محمد صالح السبتي
@LawyerModalsabti
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
270.011
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top