مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

التبرعات وحدها لا تكفي في ظل استمرار النزوح من سورية

حسن علي كرم
2015/01/11   10:08 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



يبدو ان نبوءة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي هي الارجح عندما قال ان الازمة السورية سوف تستمر عشر سنوات.
فهاهي الازمة تدخل سنتها الرابعة، فالخامسة ومازال عض الاصبع مستمرا بين النظام وما يسمونهم بالمعارضة والائتلاف والجماعات الاخرى الجهادية والنضالية والمقاومية والتكفيرية والداعشية وغير ذلك من المسميات التي ما انزل الله بها من سلطان، والخاسر الاكبر هو سورية الارض وسورية الوطن وسورية المجتمع وسورية الاهل وذوي القربى والنسيج الاجتماعي الذي من المؤكد قد تفكك وتقطعت أوصالها قطعا قطعا.. والخاسر الاكبر هم السوريون الذين هاموا فرارا حفاة وعراة رضعا واطفالا وشيبا وشبانا من جحيم النظام وبراميله الحارقة المميتة وجحيم الارهابيين والتكفيريين وشذاذ الآفاق الذين ضاقت بهم بلدانهم فوجدوا في ارض سورية البيئة الحاضنة لممارسة كل انواع الشذوذ اقلها الارهاب والقتلى ودفن الابرياء احياء.
هكذا هي سورية اليوم، ارض النار والدمار وارض الفجار..!!
فهل من حل.. وهل من رحمة تقيل هذا الشعب من بلائه وتزيح عن ارضهم جرائم النظام وجرائم التكفيريين والارهابيين والجيش الحر والائتلاف والعملاء والمتآمرين الذين اتخذوا من فنادق الـ(5) نجوم سكنا لهم وتركوا شعبهم في العراء ينزف دما ودموعا ويستطعم على الجيف والاعلاف..؟!!
فأية انسانية انتزعت من قلوبهم حتى صارت تلك القلوب صخورا صلدة، قاسية لا تنبض دما ولا تحمل رحمة واشفاقا على اهلهم وجيرانهم وشعبهم حتى صار القتل والهروب البضاعة الرائجة، وانتاجا لا يتوقف؟!!
رحماك يارب.. فما يحدث على ارض سورية جحيم لا يطاق، وحرب لا نهاية لها، فهل من امل قريب بالنهاية..؟!
لقد قلنا منذ انطلاقة الرصاصة الاولى في الازمة هناك ان سورية تتعرض لمؤامرة كبرى، ومازلنا مصرين على ان المؤامرة مستمرة، وان التدخلات من ناحية النظام أو من ناحية الثوريين قد فاقمت من الازمة وان النظام يقوي موقفه من الواقفين الى جواره والثوريين كذلك.
فالحل ان يفهم الجميع انه لا انتصار ولا سلام مادام الرصاص يلعلع والموتى يسقطون.
لا حل الا بأن ينسحب المتآمرون ويكتفون بالخراب الذي طال ارض سورية، ولا حل الا بأن يعترف الجميع بالهزيمة وان الرصاص يقابله رصاص وان الدم يقابله دم.
لقد فشلت جميع المؤتمرات التي انعقدت لحل المعضلة السورية، وفشلت جميع اللقاءات والمنتديات التي عقدتها المجاميع السورية المعارضة، وفشل النظام السوري ليفرض انتصاره على الثوريين فأين اذن الخلاص..؟!!
لعل الامل بدلا من انتفاضة الخيرين من الاهالي والحكومة لجمع التبرعات للنازحين السوريين الفارين في الاردن ولبنان وتركيا والعراق ان يكون في مقابل هذه الانتفاضة انتفاضة لوقف نزيف الدم والنزوح من سورية.. ملايين السوريين نزحوا من هناك الى بلاد النزوح، فما ينفع ملايين أو مليارات من التبرعات فيما اعداد النازحين تتصاعد..؟!!
لقد شهدت الكويت مؤتمرين لمساعدة السوريين النازحين والمؤتمر الثالث الذي كان مزمعاً انعقاده ألغته الكويت بعدما وجدت عدم جدية وعدم التزام المتعهدين، اذن فالتبرعات لا تكفي ولا تفيد، ولا توصل الى السلام وعودة الهاربين الى بيوتهم واوطانهم.
ما تحتاج اليه الازمة السورية هو تدخل الخيرين الذين لم تلطخ ايديهم بالدماء أو لامست ايديهم خيوط المؤامرة هناك.
ما تحتاج اليه الازمة السورية ان تسعى الدول التي التزمت بالحياد الى جمع النظام السوري بالمعارضة وايجاد ارضية مشتركة لحل يرضي سورية الوطن والشعب والدولة لا حلا يرضي غرور النظام أو غرور المعارضة حل يساعد عودة النازحين والفارين الى بيوتهم، حل يقضي على الارهابيين والتكفيريين الذين يعيثون هناك فسادا ونزفا للدماء وتقتيلا على الهوية.
لعل هناك دولا محايدة وخيرية وعلى رأسها الكويت للسعي الى عمل يعيد الامن والسلام الى ربوع سورية النازفة.

حسن علي كرم
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
823.9887
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top