مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

القلم والحقيقة

الهبوب الغربية والأمير خالد الفيصل والدعوة السلفية!

نصار العبدالجليل
2014/12/22   08:52 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

ضغوط غربية على الدول العربية لتطبيق الديموقراطية العلمانية بينما تركت الصهيونية تمارس الديموقراطية اليهودية!


استمعت الى قصيدة وزير التربية والتعليم السعودي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه، بعنوان الهبوب، يقول فيها (هبت هبوب غربية، تجتاح الأرض العربية، تجتث الأخضر واليابس، لعيون الديموقراطية، غايتها دولة مدنية، علمانية لا دينية، الا الدولة الصهيونية، لازم تبقى يهودية، اما الدولة الاسلامية، هذه دولة ارهابية، اما تتغير سلميا أو بالقوات الحربية، والفوضى الخلاقة بدأت، حسب العدالة الدولية، الفوضى صارت عربية، والخلاقة للعبرية، والقضية صارت حنا، ونسونا الفلسطينية، وشككونا في أنفسنا، بالغزوات الثقافية، وكذبونا وصدقناهم، بالفنون الاعلامية، واتهمونا بالتخلف والرجعية والهمجية، واشعلوها طائفية وعنصرية وقبلية، وشجعوا التغريب الفكري، ولمعوا رموز التبعية، وطارت عربانك في العجة، تهتف حرية حرية، يا علماء الامة افتوا، واعطونا بدائل عصرية، الآخر فصل تشريعه على القيمة العلمانية، ونقلناها بكل سذاجة، وسميناها تنويرية، وين العقل وين الحكمة، وين الغيرة الاسلامية، ليه النظام الاسلامي، ما اوجدناله آلية، الدستور كتاب الخالق، والمنهج سنة نبوية، وعلينا نثبت للعالم، ان رسالتنا ابدية، ابراهيم وموسى وعيسى، ومحمد رسل البشرية، علمونا ان السلطة امن وعدل وانسانية، وان الشورى عين الحكمة والشريعة ربانية، والله واحد ودينه واحد والعقيدة توحيدية، ليه وليه وليه، كل كفرمنا خوية، خافوا الله في خلق الله، يا من بعث الفتنة حية... انتهى).
لن تكفيني كتابة عدة مقالات للتعليق على عمق وأبعاد هذه الأبيات العظيمة، التي تعكس نضجا سياسيا وشرعيا وواقعيا لما تمر به الأمة، مع الحسرة على حاضرها ومستقبلها، وأيضا قد تعكس هذه الأبيات نظرة الحكومات الخليجية لواقع الأحداث، في هذا المقال سأحاول باختصار وبنقاط موجزة تلخيص أهم مؤشرات هذه الابيات، واعتذر ان قصرت في شيء لضيق المساحة.
- كتبت في مقالات سابقة، أنني استشعر الضغوط الغربية على حكومات الدول العربية والخليجية بتطبيق الديموقراطية، لكن بعد ان قرأت هذه الابيات أيقنت بان هناك فعلا ضغوطا غربية على الحكومات العربية والخليجية لممارسة وتطبيق الديموقراطية، لكن ليست الديموقراطية المتأسلمة وانما ضغوط لممارسة وتطبيق الديموقراطية المدنية العلمانية (فصل الدين عن الدولة) بينما تركت الدولة الصهيونية تمارس الديموقراطية اليهودية.
- يؤكد سمو الامير خالد الفيصل أن الفوضى الخلاقة قامت نتيجة الغزو الفكري والاعلام الغربي بعد تلميع رموز التبعية، وقامت الفوضى الخلاقة (الربيع العربي) باسم تطبيق الديموقراطية والحرية، فكانت نتيجتها حروب أهلية طائفية وقبلية وعنصرية (حزبية).
- من المؤشرات المهمة في الابيات الشعرية لسمو الامير خالد الفيصل، ان الحكومات العربية والخليجية نتيجة لهبوب الفوضى الخلاقة والعمل على تغيير الأوضاع او الانظمة العربية والخليجية (سلميا او بالقوات الحربية) قد أيقنت ان الدول الغربية ليست دولاً صديقة كما كانت تظن، ولذلك أنا استشعر - وأرجو الله ان أكون عند حسن ظني - بان الحكومات الخليجية عرفت وأيقنت ان مالها الا وحدتها واصلاح ذات البين.
وهنا علينا ان نلفت الأنظار الى الدور العظيم والجبار الذي قام به سمو امير الكويت حفظه الله ورعاه الوالد صباح الاحمد الصباح، وذلك في رأب الصدع الخليجي الذي هيأ الأجواء لإنجاح قمة الخليج في الدوحة او أنصح التعبير تسميتها بقمة صباح الأحمد في الدوحة.
- والاهم انني استشعر من قصيدة سمو الامير خالد الفيصل مدى الحاجة الى اللحمة الداخلية (الجبهة الداخلية) للشعوب الخليجية وبقيادة علماء التوحيد علماء الامة الربانيين السائرين على منهاج النبوة وعلى الكتاب والسنة.
- اخيرا انتقد الامير خالد الفيصل في بداية شعره الديموقراطية العلمانية، واخذ في نهاية شعره يستنجد بعلماء التوحيد لإيجاد مخرج وبدائل عصرية مستندة على حكم الشريعة والشورى لتحقيق سلطة قائمة على الامن والعدل والانسانية مستمدة قوانينها من الشريعة الربانية شريعة التوحيد لا الشريعة الاسلامية التنويرية (الاسلام اليساري)، ثم أنهى أبياته بمحق فتنة التكفير والدعوة الى الخوف من الله في خلق الله.
< نافذة على الحقيقة: في مقالي قبل الاخير (هل هناك حاجة لقيادة عالمية ومركزية للسلفيين؟) بينت ان مع تفكك وتفتت الدول العربية قد يصعب ايجاد قيادة عالمية للسلفيين. لكن بلا شك ان من الممكن او من الأفضل قيام قيادة مركزية سلفية في كل دولة عربية او خليجية. وفي نظري عندما يدعو سمو الامير خالد الفيصل علماء الامة او يستنجد بعلماء التوحيد في الامة العربية او الخليجية للافتاء بفتاوى وبدائل عصرية ضد التشريعات العلمانية او الاسلامية التنويرية لتنقذ الامة او الخليج من الهبوب الغربية، فهذا يؤكد الحاجة لمثل هذه القيادات السلفية القائمة على الكتاب والسنة بفهم سلف الامة لتكون صمام أمان لشعوب وحكومات الدول الخليجية وخصوصا بعد ان فقدت الامة كبار العلماء أمثال الشيخين بن باز وبن عثيمين رحمهما الله... فهل من مدكر؟!.

م.نصار العبدالجليل
@alabduljalil123
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
275.012
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top