مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

القلم والحقيقة

هل يكفي طرد الحكومة وحل مجلس الأمة كحل؟

نصار العبدالجليل
2014/12/17   09:05 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

الحكومة ليس لديها برامج عمل وتصنع الولاءات داخل مجلس الأمة بطرق مشروعة أو غير مشروعة


قرأت مقالا في بداية هذا الأسبوع للدكتور وائل الحساوي بعنوان (لا حل الا بطرد الحكومة وحل مجلس الأمة) وذلك في الزميلة جريدة (الرأي).ملخص المقالة بأن الكاتب يُحمِّل الحكومة الحالية مسؤولية تردي الأوضاع الاقتصادية نتيجة تفريطها في القيام بدورها نحو جميع المؤشرات والانذارات التي تُحذر من الاطمئنان الى الأوضاع الاقتصادية التي كانت سائدة قبل أشهر عدة، وتبين لهم بان الاعتماد على سلعة واحدة قابلة للزيادة والنقصان هو عين الجهل لاسيما وتقلبات الاقتصاد وتذبذب الأسواق هو صفة دائمة لا يمكن الاطمئنان اليها.ولا يرى الكاتب حلا ممكنا لهذا الوضع المتردي أقل من تسريح جميع رجالات الحكومة وتعيين حكومة جديدة تقوم على رجالات يؤمنون بوجوب الجدية في معالجة مشاكل البلد، وعدم التساهل في انفاق الأموال، أو شد الأحزمة للخروج بالكويت من تلك الأزمة التي تكاد تعصف بجميع مقدراتها وترجعها الى نقطة الصفر.ويرى الكاتب أيضا بأننا بحاجة لمجلس أمة على مستوى الأحداث بدلاً من هذا المجلس المترهل الذي فشل في معالجة أبسط الأمور، وأسلم قيادته لحكومة فاشلة وزايد على تبديد الأموال في أيام الرخاء!!
قد اتفق مع الدكتور وائل الحساوي في تحميل المسؤولية على الحكومة في الدرجة الأولى ثم أعضاء مجلس الأمة في الدرجة الثانية.لكن قد لا اتفق معه في تحميل الحكومة الحالية والمجلس الحالي كافة المسؤولية نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية وعدم الاكتراث للمؤشرات والانذارات التي كانت تحذر من هذا الوضع وخصوصا بعد نزول أسعار النفط التي اعتمدت الحكومة عليه كسلعة واحدة يعتمد عليه الاقتصاد الكويتي، وانأ أزيد عليها تردي الأوضاع الصحية والبيئية والتعليمية والاجتماعية والسياسية وووو، لان تردي هذه الأوضاع لا يمكن ان تتحمله الحكومة الحالية والمجلس الحالي لان هذه الأوضاع هي تراكمات حكومات سابقة ومجالس سابقة وليست وليدة الحكومة الحالية والمجلس الحالي، لذلك أرى انه لا يكفي طرد الحكومة الحالية والمجلس الحالي، وانما ينبغي حل جذري لهذه المشكلة.لان لو طردنا هذه الحكومة والمجلس، سنعود لنفس المشكلة، لذلك أنا طرحت في مقال سابق بعنوان) اشربوا نفطكم،، (Drink your oil بأن الخروج من هذا المأزق او الحالة المرضية ان صح التعبير وممكن نسميها حالة الفشل، تتطلب معالجة أصل المشكلة او أسباب المرض (الفشل)، واصل المشكلة هو آلية تشكيل الحكومة، اليوم الكل يتذمر والكل يتخبط والكل يشتكي من الآخر والكل يذم الآخر والكل يلقي المسؤولية على الآخر ولكن دون جدوى، ولكن بلا شك ان من يتحمل الوزر الأكبر في المشكلة (الفشل) هي الحكومة منذ انتاج النفط الى يومنا هذا بلا منازع، ثم أعضاء مجالس الأمة عبر 50 عاماً مضت، ثم نحن الناخبين الذين اخترنا هكذا بشر (نواب الأمة) لعدم دعمهم أو عدم محاسبة الحكومة.
في حوار مع بعض المختصين من جميع الشرائح أعلاها، للأسف الكل شخص المشكلة ولكن لم يستطع احد ان يقدم الحلول، وهذه هي الطامة الكبرى (الفشل) في الحالة الكويتية.
السؤال الصعب الذي قد يسألني البعض، هل أنت (مهندس نصار العبدالجليل) تستطيع وضع الحلول؟ أقول باذن الله نعم وبكل تأكيد، لكن دعوني أولا اسأل سؤالاً، هل أصل المشكلة او أسباب المشكلة (المرض) في عدم ايجاد بديل استراتيجي عن النفط او أسباب المرض في أمر آخر.دعونا نشخص الحالة الكويتية وكأنها حالة مرضية.قد يقول البعض العلاج في تنوع مصادر الدخل عن طريق انجاح الاستثمارات الداخلية والخارجية في المنتجات النفطية او غيرها من المصادر الانتاجية الاخرى التي قامت بها دول خليجية اخرى مثل الامارات او غيرها من دول العالم.لكن هذه العلاجات ليست علاجات لأسباب المرض، والأطباء يقولون اذا كنت تريد علاج المرض فعليك تشخيص المرض ومعرفة اسباب المرض ثم علاج أسباب المرض، في نظري أسباب المرض هو فشل الحكومة في ادارة شؤون الدولة.والادارة وهي الحكومة في المقدمة ثم نواب الامة ثم نحن المواطنين والناخبين الذين اخترنا من يمثلنا في المجالس النيابية منذ 50 عاما.
في اكثر من مقال بيَّنا ان هذه الحكومة أشبه بحكومة فاقد الشيء لا يعطيه، فهي فاقدة لمقومات النجاح من حيث ان هذه الحكومة تأتي وليس لديها برامج عمل وحتى لو وضعت برامج عمل فليس لها ولاءات في مجلس الامة يدعمون برامج عملها، فهي لا تستطيع وضع اي برامج او حلول عملية لأي مشكلة من دون كسب داعم لها في مجلس الامة لانها لا تمتلك ولاءات في المجلس بل تصنع الولاءات بطرق مشروعة او غير مشروعة والكل يعرف ما اقصد.اذا الحل ان تأتي في المستقبل حكومة منتخبة ببرامج عمل، طبعا القفز الى هذا العلاج او الحل اليوم لن يكون في مصلحة الكويت بأي حال من الأحوال وليس المقام ذكرها في هذا المقال، ولكن علينا التدرج بالاصلاحات السياسية وذلك يكون بحكومة لديها مشاركة شعبية اكبر وعلى الأقل ثلث مجلس الوزراء وهذا يأتي عبر الاتفاق الأدبي مع الحكومة دون مساس للدستور، بحيث يكون اختيار الوزراء الشعبيين بعد نجاحهم في الانتخابات وممن كانت لديهم برامج عمل واقعية وعملية يتم محاسبتهم ومحاسبة الحكومة عليها.وقبل ذلك قد نحتاج الى معالجة النظام الانتخابي لمعالجة تشققات النسيج الاجتماعي، فهل من مدكر؟!
< نافذة على الحقيقة: قد يعترض البعض ويقول خليكم محضر خير وتفاءلوا خيرا تجدوا خيرا، او البعض يقول لا يستطيع أحد اسقاط من تكفل الله برفعه، فنقول هذه حكمة جميلة وكلام طيب وكان عليه الصلاة والسلام يحب الفال، ولكن في الحديث الشريف قال صلى الله عليه وسلم (....أعقلها وتوكل).لذلك نحن لن نجلس في بيوتنا ولا نعقلها ثم نتوكل، بل الواجب علينا ان نأخذ بيد الحكومة والمجلس لإصلاح الأمور ونتوكل على الله، حتى لا تسبنا الأجيال القادمة ويقولوا لنا أنتم لم تقدموا أقل القليل وهو النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأمة المسلمين وعامتهم.. فهل من مدكر؟!

م.نصارالعبدالجليل
@alabduljalil123
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
321.0118
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top