خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آفاق

توحش البغدادي «مانفيستو» الخلافة

2014/12/16   07:58 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
توحش البغدادي «مانفيستو» الخلافة



لم يكن مفاجئاً اختيار وكالة الصحافة الفرنسية أبوبكر البغدادي ليكون احد شخصيات العام 2014 المؤثرة جنباً الى جنب مع قيصر روسيا الجديد فلاديمير بوتين، ولن يتفاجئ أحد لو اختارته مجلة (التايم) الأمريكية ليكون شخصية العام 2014 وتضع صورته على غلاف العدد الأول في العام الجديد 2015، فهو أضحى في الواقع الشخصية الأكثر إثارة واهتماماً في العالم، وموضوعاً رئيسياً في جميع وسائل الإعلام العالمية، ولمراكز البحوث الأمريكية والغربية والروسية. وشهرته تتأسس على قدرته الفائقة في تحقيق الانتصارات الاستراتيجية وإثارة اكثر أشكال الرعب في العالم في تاريخه المعاصر، فضلاً عن انه أرغم الولايات المتحدة على تغيير استراتيجيتها في الشرق الأوسط وعلى ان تعود لشن حرب جديدة فيه، بعد أن كان قرر رئيسها اوباما تركه وأقسم أمام شعبه بأنه لن يشنّ اي حرب جديدة، ولن يتدخل في اي نزاع تشهده أي من دوله؟
لقد وجد بعض الباحثين تشابهاً بين خلاف البغدادي مع الظواهري والخلاف الذي كان تفجّر بين ستالين وتروتسكي، فبينما كان يريد الأول تثبيت السلطة (الخلافة) لنفسه، كان الثاني يعطي الأولوية لمهمة تصدير الثورة على بناء الدولة، فالبغدادي أعلن الخلافة وأوجد لها أرضاً «شمال سورية والعراق، وغرب الأولى وشرق الثانية، وأوجد لها تحالفات محلية». ولعل اللحظة التي تعلن فيها «ديكتاتورية البروليتاريا» في نموذجها الستاليني، كما يؤكد هؤلاء تنبه وان على نحو غير دقيق بلحظة استحضار الفقه الديني العنفي الذي يُعرف بمصطلح (التوحش) وهي اللحظة التي تخرج فيها العامة من ضوابط الدولة الحديثة الكافرة فـ«تتوحش» وفي هذه اللحظة على القادة أن يتولّوا ادارة هذا التوحش بهدف إقامة الخلافة.
في 29 يونيو 2014 أعلن البغدادي قيام ما سمّاه «الخلافة الإسلامية» ونصب نفسه إماماً وخليفة للمسلمين في كل مكان واختار له 24 نائباً، أغلبهم من العراقيين متوسطي العمر وممّن كانوا قضوا فترات مختلفة في السجون الأمريكية في العراق، وتشير معلومات استخباراتية الى أن ثلث هؤلاء كانوا ضباطاً كبار في جيش صدام، وهم يوفرون للتنظيم حرفية عسكرية ويعدّون له الخطط الاستراتيجية التي تمنحه ميزة الاحتراف العسكري وليس فقط آليات وقواعد حرب العصابات. ووفقاً للباحثين في الشؤون الإسلامية، فإنه يترتب على إعلانه صفة «خليفة المسلمين» اعتبارات دينية عميقة، فالخليفة في كثير من مفاصل الدين الإسلامي يجمع بين سلطتين زمنية (روحية) ومكانية (سياسية) ومن الواجب أن يتبع وإن كانت الفرق الإسلامية تختلف في معايير هذا الخليفة وأحدها «النسب» بمعنى السلالة المقدّسة التي تعود جذورها الى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ما يؤكد ان مشروع الخلافة لم يكن طارئاً في تفكير «الدولة الإسلامية». و يعدّ إعلان البغدادي نفسه خليفة إعلان قطيعة كاملة مع تنظيم (القاعدة) التقليدي بقيادة الظواهري. العمامة السوداء التي ارتداها في ظهوره الأول تمثل برأي الباحثين هي رسالة بأن الخلافة عابرة للطوائف كونها نفس العمامة التي يرتديها علماء الشيعة الكبار الذين يعودون بنسلهم الى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

صوفيا - محمد خلف


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
84.0013
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top