خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آفاق

حرب النفط من جديد

2014/12/14   05:06 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
حرب النفط من جديد



ربما يستغل الكثير من المراقبين الهبوط الاضطراري لأسعار النفط الى دون الأربعين دولاراً للحديث عن مؤامرة أمريكية ضد روسيا الاتحادية وإيران، لكن الحقيقة المهمة التي قد تغفلها مثل هذه التحليلات الإخبارية بان دورة الاقتصاد الأمريكي ومن ثم الاقتصاد الرأسمالي تمرّ بنقاط ذروة وأخرى للهبوط الحاد ولعل التذكير بأيام العشرينات السوداء في الولايات المتحدة، وما أكدته ازمة العقارات الكبرى في المنطقة الأعوام الماضية، يدلل على صحة هذا القول.
والسؤال: لماذا هبطت أسعار النفط الآن وليس بالأمس او غداً؟
يمكن القول إن دورة الاقتصاد الرأسمالي تعتمد أصلاً على المديونية الكبرى التي تمثلها النفقات العسكرية الامريكية خاصة وبقية النفقات الحكومية بما فيها نفقات الخدمات العامة والمساعدات، ونظرة الى موازنة الام المقبل البالغة اكثر من ترليون دولار تؤكد بأن الاهتمام الأول لإدارة البيت الأبيض مكافحة الإرهاب ومعالجة مرض الابيولا، وكل منهما يشكل هاجسا عند الناخب الأمريكي يتطلب استجابة سريعة عند الحزبين الأمريكيين الرئيسيين الجمهوري والديموقراطي، وتواصل هذا النموذج بإدارة الدولة من خلال سندات الدين العام جعلت الكثير من الكتاب يتنبّأون بنهاية الحلم الأمريكي مثل كتاب بول اردمان الذي أشار فيه الى نهاية أمريكا الذي صدر أوائل الثمانينات ويعد الكتاب الثاني له بعد كتاب انهيار 1977 الذي رسم فيه سيناريو اشتعال الحرب العراقية الإيرانية، وفي كتاب بريجنسكي الشهير (أمريكا بين عصرين) الصادر قبل أربعين عاماً... تنبأ بانهيار الولايات المتحدة الأمريكية نفسها كقوة عظمى، وفي كتاب الاستعداد للقرون الحادي والعشرين، دعا كاتبه بول كندي الى اصلاح النظام الرئاسي والانتخابي في الكونغرس لتفادي ملامح انهيار النظام الأمريكي، ثم يأتي كتاب «توماس بيكيتي» أستاذ اقتصاد فرنسي صدر ‬‬في ‬600 ‬صفحة ‬قبل أشهر ‬عنوانه «رأس ‬المال ‬في ‬القرن ‬الحادي ‬والعشرين» وترجم الى اللغة الانجليزية ليؤكد ان الليبرالية الجديدة انما هي نموذج تفادي الانهيار الأمريكي من خلال ذات الأساليب المعروفة في كل دورة للاقتصاد، من خلال معادلة أسعار النفط و«الخدمات» بسعر صرف الدولار.
مشكلة اقتصاديات الدول النفطية ومنها العراق ومنظومة الدولة الخليجية انتهاء بالدول المصدرة للنفط من خارج «الأوبك»، ليس باستطاعتها مواجهة أساليب انهيار الطلب على النفط مقابل رغبتها بالاستفادة من ارتفاع أسعاره وكأن هناك نوعاً من المحاكاة في إدارة هذه العملية غير المباشرة، لكن مشكلة العراق اليوم انه غير قادر على تفادي صدمة الانخفاض بعد أعوام من ارتفاع أسعار النفط بسبب الفساد الإداري والمالي الذي اكتنف عمليته السياسية، فيما ستحاول إيران تطبيق سياسات اكثر حكمة في مصروفاتها بدأها الرئيس روحاني في اجتماعات متتالية، أما روسيا الاتحادية فإن اغلبية الجهات التي تستثمر في نفطها هي شركات غربية ومنها أمريكية، فالخسائر لن تكون روسية بحته بل استثمارية أيضاً وإن ظهر ميل الروبل الى الهبوط كنوع من تحمل آثام دورة الاقتصاد الامريكية.
كل ما تقدم يؤكد ان قدرة الإدارة الاقتصادية الأمريكية على توقيت آليات التعامل مع دورتها الاقتصادية بنموذج لليبرالية الجديدة بما يحقق طموحاتها الاستراتيجية وتطبيقات سياساتها الدولية، وكل ذلك يجدد التأكيد على ان الإدارة الامريكية تعي ما تقوم به فيما بقية الأطراف مازالت غير قادرة على مجاراة هذه السياسات بتطبيقات إما مضادة في النموذج الروسي الإيراني، او تلك التي تتماهى مع النموذج الأمريكي وأيضاً تعاني من الفشل في استيعابه.

بغداد - مازن صاحب


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
100.0082
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top