خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

واشنطن بوست

تجاهل نظام دمشق ليس من مصلحة أمريكا

2014/12/07   08:43 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
تجاهل نظام دمشق ليس من مصلحة أمريكا



بقلم - جاكسن ديهل:

في تحرك معاكس بالكامل لاستراتيجيته السابقة بالوقوف بعيداً عن المنطقة، بدأ الرئيس أوباما قبل بضعة أشهر حرباً مفتوحة في الشرق الأوسط معوّلاً فيها على تحالف واسع من الشركاء والحلفاء.
غير أن أوباما لايزال يرفض حتى الآن، وعلى نحو مثير للدهشة، محاسبة اللاعب المسؤول أكثر من أي شخص آخر عن تراجعه عن مبدأ عدم التدخل بل وكان السبب في إثارة أزمة أمنية كبرى أعادت قوات الولايات المتحدة، ليس فقط الى العراق بل والى سورية أيضاً.
هذا اللاعب ليس القاعدة ولا الدولة الإسلامية، ولا أي فصيل من فصائل العراق الطائقية، بل هو نظام الرئيس بشار الأسد.
فالمكاسب العسكرية التي حققتها الدولة الإسلامية في العراق قبل انفصالها عن القاعدة حجبت الى حد ما الحقيقة التي تبيّن ان بروز «الدولة الإسلامية» كان في المقام الأول والأخير نتيجة لحرب الأسد الطاحنة ضد المعارضة السورية. بل وكما قال مبعوثو أوباما الى سورية أكثر من مرة، فإن انهيار سيطرة الحكومة على شمال وشرقي البلاد، ورفض أوباما توفير السلاح لقوات المعارضة المعتدلة، هما اللذان فتحا الطريق أمام بقايا القاعدة لتبرز فيها بعد «الدولة الإسلامية» التي حافظ النظام في البداية على هدنة غير معلنة معها، ووفّر براميله المتفجرة وأسلحته الكيماوية لإلقائها على المدنيين في حلب ومنطقة دمشق الكبرى.

تراجع

وبدوره، تخلّى أوباما بعد أن تراجع عن قراره ضرب قدرات الأسد قبل سنة، عن القيام بأي جهد لتنفيذ إعلانه الذي أطلقه في أغسطس 2011، ودعا فيه الأسد الى التنحي عن السلطة.
بل وحتى وزير الخارجية الأمريكية جون كيري الذي بدأ منصبه عام 2013 بوعد يقضي بتغيير حسابات الأسد، تخلّى هو الآخر عن مبادرته الوهمية الخاصة بالمرحلة الانتقالية في سورية، وذلك بعد فشل مؤتمر جنيف للسلام في الشتاء الماضي.
والآن، يعترف أوباما على نحو غير واضح بأن نهاية «سرطان» الدولة الإسلامية يعتمد على البدء بمرحلة انتقالية شاملة في سورية. لكن على الرغم من هذا، لم يحدد بعد استراتيجيته لتحقيق هذا الهدف بل وحتى نظار استراتيجيته العسكرية أبلغوا الكونغرس عدم اعتزامهم توسيع نطاق الضربات الجوية الأمريكية لتشمل قوات الأسد حتى ولو استهدفت هذه القوات وحدات الثوار السوريين التي يعتمد عليها أوباما لمحاربة «الدولة الإسلامية».

أسباب

ويبدو أن للرئيس أوباما أسبابه في اتخاذ مثل هذا الموقف. فالحملة على نظام الأسد لن تكون سهلة لأنه لا يستجيب للضغوط الدبلوماسية أولاً، ولأن الضربات الجوية ثانياً ستتطلب تصعيداً رئيسياً في الحملة الجوية. كما أن من شأن قيام أمريكا بعمل عسكري ضد النظام أن يضعها في مواجهة، ليس فقط مع إيران وروسيا اللتين لم تعرقلان حتى الآن الحرب على «الدولة الإسلامية»، بل وأيضاً في مواجهة مع الحكومة العراقية التي لاتزال تدعم نظام دمشق.
والمشكلة هي أن تجاهل نظام الأسد يمكن أن يؤدي لعواقب أكثر سوءاً، فالنظام والمتحدثون باسمه يهللون للغارات الجوية الأمريكية، ويبذلون كل ما في وسعهم لتصوير الولايات المتحدة كحليف لهم على أساس الأمر الواقع بينما نجد السوريين في مناطق المعارضة يتظاهرون ضد الضربات الأمريكية لأنها تُضعف برأيهم المقاومة المناهضة للأسد.
ويحدث هذا في وقت يكثّف فيه النظام على ما يبدو غاراته على المعارضة المعتدلة. وهذا يعني أن فشل الولايات المتحدة في الرد عليه سوف يدمّر علاقات أمريكا، ليس فقط مع حلفائها على الأرض، بل وأيضاً مع البلدان السُّنّية التي انضمت للحملة الجوية على «الدولة الإسلامية».
بيد أن أوباما لا يفتقر الى الخيارات.
إذ، وكما يقترح فريدريك هوف، مستشار وزارة الخارجية السابق، بإمكان وزارة الدفاع الأمريكية إبلاغ النظام السوري ان سلاح الجو الأمريكي سوف يدمر أي طائرة سورية تحلّق في الأجواء السورية.
وثمة خطوة أخرى لطالما سعت تركيا لاتخاذها وهي إقامة منطقة حظر جوي فوق المناطق التي يسيطر عليها الثوار السوريون. والواقع أن وجود الطائرات الأمريكية في المجال الجوي السوري الآن من شأنه أن يجعل فرض مثل هذا الحظر عملية سهلة، ويسمح لتآلف المعارضة وحكومتها المؤقتة بالعمل بحرية داخل المنطقة العازلة.

تعريب نبيل زلف


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
102.0095
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top