خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

نيويورك تايمز

سياسات أوباما المتباينة حول سورية و«داعش» تضعف مكانة أمريكا في الشرق الأوسط

2014/11/30   08:14 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
الرئيس الامريكي باراك اوباما
  الرئيس الامريكي باراك اوباما



بقلم آن بارنارد:
جابت الطائرات الامريكية والسورية خلال الاسبوع الماضي اجواء مدينة الرقة السورية في غارات منفصلة غير مشتركة ضد هدف واحد هو ميليشيات الدولة الاسلامية التي تسيطر على المدينة.
في الغارة الاولى ضربت الطائرات الحربية الامريكية المبنى الرسمي للدولة الاسلامية ولم تذكر التقارير وقوع ضحايا مدنيين، لكن لما شنت الطائرات النفاثة السورية بعد ذلك بيومين 10 غارات جوية قتلت عشرات المدنيين، طبقا للتقارير واشرطة الفيديو التي بثتها الدولة الاسلامية.
والملاحظ ان تلك الضربات كانت قد جاءت بعد ايام قليلة من اعلان الرئيس بشار الاسد ان الغرب بحاجة للاصطفاف معه من اجل تعاون حقيقي ومخلص لدحر هذه المجموعة الارهابية غير ان هذا التصريح اثار غضب السوريين الذين يعارضون الاسد والدولة الاسلامية معا.
اذ يرى هؤلاء السوريون ان الطائرات الامريكية تتقاسم الاجواء مع نظيراتها السورية ولا تفعل شيئا لمنع الطائرات الحكومية من قصف الاحياء السكنية الواقعة تحت سيطرة الثوار دون تمييز. لهذا باتت ادارة اوباما بنظر هؤلاء السوريين تقف على نحو متزايد مع الاسد لأنها توجه قوتها النارية ضد تنظيم الدولة الاسلامية فقط لتساعد بذلك نظامه الذي لايزال استبعاده هدفا امريكيا، ولو رسميا على الاقل.

تناقض

والحقيقة ان هذا الشعور الكبير بالقلق يعكس احساسا اوسع، وعلى مستوى اقليمي ودولي بأن سياسات الرئيس اوباما حول سورية والدولة الاسلامية لا تزال متناقضة وان مكانة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط سوف يلحق بها ضرر كبير اذا استمر الصراع دون حل سياسي.
وهنا من المفيد الاشارة الى انه بعد اكثر من شهرين من تورط امريكا عسكريا بشكل مباشر في سورية، وهو امر لطالما حاول الرئيس اوباما تجنبه، لا يزال تنظيم الدولة الاسلامية يحتفظ بمعاقله بل ويزيد مساحة رقعتها. وهذا ما يثير بالطبع بعض الاسئلة الاساسية حول الاستراتيجية الامريكية التي من الواضح انها تستند الى فرضية تقول ان بوسع الولايات المتحدة دحر الدولة الاسلامية دون ان تتدخل بين الاطراف المتصارعة في الحرب الاهلية السورية، وان بوسعها ايضا اخراج هذه الدولة من العراق والعمل على احتوائها في سورية.
وهذا يعني ان الادارة الامريكية تنتهج خطين مختلفين في العمل على جانبي الحدود السورية - العراقية التي تسعى الدولة الاسلامية «داعش» لطمسها. غير ان خطر هذين الخطين المنفصلين في الاستراتيجية الامريكية هذه انكشف على نحو محرج في الاسابيع القليلة الماضية وذلك عندما تمكنت ميليشيات «داعش» من تحقيق تقدم ملحوظ وسط سورية، وفقا لما يقوله اميل هوكايم محلل الشؤون السورية في معهد الدراسات الدولية والاستراتيجية. ويبدو ان وجهة نظر هوكايم تتطابق تماما مع وجهة نظر خصوم الاسد الذين يقولون انه لا يمكن هزيمة المتطرفين دون انهاء حكم اسرة الاسد المستمر منذ عقود في السلطة، وتعزيز قوة السوريين السُنة الذين يقودون المعارضة المناهضة له.

حرب واحدة

والواقع ان احدا لا يستطيع الزعم ان اوباما لا يتعامل مع سورية كمشكلة منفصلة، وانه يركز اكثر على العراق الذي يرى فيه مصالح امريكية اكبر. غير ان معظم المحليين يقولون ان هذين الصراعين لا يمكن فصلهما عن بعضهما على الاطلاق. وان من الضروري بالتالي التعامل معهما عسكريا كجزئين اساسيين من حرب واحدة.
غير ان للناشط اللبناني وسام طريف الذي يساعد المجموعات المدنية السورية وجهة نظر اخرى مختلفة فبعد ان يلاحظ ان الضربات الجوية ضد المتطرفين ليست مجدية يقول: المسألة في الحقيقة هي حرب افكار، فبإمكانك ان تقتل منهم 2000، 5000 أو 10.000، لكن لن يكون لهذا أي تأثير لأن بمقدور المتطرفين تجنيد المزيد والمزيد. لذا اذا اردت تحقيق النصر عليك اولا كسب قلوب الشعب السوري فهم بحاجة للشعور بأن هناك قوة عظمى تهتم بهم فعلا، وتقف بجانبهم في محنتهم الانسانية الراهنة التي تتميز بأبعاد كبيرة جدا.

تعريب نبيل زلف


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
79.9918
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top