مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

البيت العتيق

«المفتي علي جمعة» أوافقك وأخالفك؟! (2-1)

خالد سلطان السلطان
2014/11/29   09:41 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

الاعتزال يكون عند انعدام الإمام والجماعة وعند نزول الفتن من هرج ومرج


لقد شدني اللقاء الذي دار بين المفتي علي جمعة مع الزميلة (الراي) فوجدت اللقاء فيه محاور متعددة ومتنوعة فبعد القراءة الفاحصة للقاء خرجت بتأييد للدكتور (علي جمعة) في جوانب وخالفته في جوانب اخرى وليس مخالفتي له من اجل المخالفة نفسها انما كانت مخالفتي له من حيث فهمه للدليل احيانا او لكلامه المرسل الذي لم يستند على دليل اصلا في حين آخر.
لقد وافقت (د.جمعة) على ايجابية الدور الكويتي والعربي للشقيقة مصر لإصلاح الاوضاع فيها وعودة الاستقرار لها بعد ثورة الربيع العربي المزعومة والتي انساق وراءها سفهاء المسلمين ورعاعهم وعلى رأسهم الاخوان المسلمون والسروريون الذين تخفوا تحت العباءة السلفية لسنوات طوال اضافة للثوريين من العلمانيين والليبراليين واصحاب الافكار المنحرفة!!
كما اني اوافقه تماما بأن الاخوان المسلمين وراء كل ما تتعرض له مصر من ارهاب واقول بل وأضيف الارهاب ايضا (لكثير من الدول ايضا)!! كما اوافقه على ان كثيرا من اتباع الاخوان يعيشون في وهم وخداع لأنهم لا يعرفون حقيقة ومنهج هذه الجماعة الحزبية ذات الطابع السري!! فدعوة (جمعة) لهؤلاء المخدوعين للبحث والدراسة للوصول لحقيقة هذه الجماعة قبل فوات الاوان دعوة صحيحة واضيف انا دعوتي للدكتور علي جمعة ايضا فيما يحمله من منهج عقدي وفقهي يحتاج لإعادة نظر لاسيما فيما يحمله المفتي من عقيدة (التصوف) بدرجاتها العليا وهي من الافكار الخفية المبتدعة!!
فسعادة المفتي يتفق اصلا مع جماعة الاخوان فيما يحملونه من عقيدة صوفية ويعتبرون التصوف مبدأ روحيا لازما لهذه الجماعة واخشى ان يؤثر هذا الجانب على المفتي (جمعة) فيصاب بالإرهاب كما اصاب من يحذو منهم وهو مثلهم اصلا وتبعا!!
لقد اصاب الدكتور فيما قاله عن دولة داعش المزعومة بانها نبت شيطاني خرج على حين غفلة من المسلمين وانه استغل الوضع غير المستقر في الامة الاسلامية والعربية ليقوم بإعلان الدولة المزعومة ويفعل ما يفعل من انتهاك الاموال والاعراض والدماء من باب استباحتهم لذلك كله من اجل اقامة تلك الدولة التي شوهت جمال الاسلام واوهنت المسلمين اكثر فأكثر فسلطوا علينا بغبائهم الاعادي وان كان الاعداء في حقيقة الامر هم صناع تلك الجماعة وامثالها في امة الاسلام (فالحق ابلج لا يخفى على فطن)!!
صدق د.جمعة في قوله ان اصحاب الفكر التكفيري قد نشأوا على افهام خاطئة وجاءتهم من اصحاب افهام خاطئة جهال في العلم الشرعي وجهال في الواقع الفعلي فزادوا الامة بلاء الى بلائها (وهكذا يفعل الجهل)!!
ففي الوقت الذي وافقت فيه المفتي علي جمعة في بعض قوله الا انني ارى ان الدكتور (علي جمعة) لم يوفق في بعض الاطروحات ومنها قوله «ان رسول الله لم يقل بإنشاء الخلافة بعد انتهائها وما طلبه منا عند انتهاء الخلافة هو الاعتزال من كل الفرق» وهذا الكلام فيه نظر ولأن المفتي انعدمت عنده قدرة الربط بين النصوص الشرعية مع بعضها البعض ليستكمل بها المعاني وله عذره فيما يحمله من عقيدة صوفية فالنصوص الشرعية جاءت تدعو بصيغة الجماعة لإقامة العبادات والمعاملات والحسبة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله مع ايجاد ولي امر يضبط الامر ويتولاه على نحو موافق للشرع الحكيم وكلها ادلة على اقامة الدولة المسلمة والمجتمع المسلم!!
اضف الى ذلك يا دكتور التحذير الشرعي من التهاون في ترك تحكيم شرع الله سواء من الفرد او الجماعة لان تاركها يدور بين الكفر والفسق والظلم وهي دعوة لتحكيم شرع الله في الاوطان والبلدان والامة يا سعادة المفتي!!
لذلك تجد ايها المفتي ان مسارعة السلف في ايجاد امير للجماعة وطلب الالتفاف حوله مدعاة لاستمرار كيان الدولة وتكوين الجماعة وبهم تكون دولة الاسلام كله دليل على اهمية ايجاد هذه الدولة ولكن بأسبابها الشرعية والكونية وهو الامر الذي لا يعني اصحاب العقيدة الصوفية!!
واما استدلالك بالاعتزال الذي دعا اليه رسول الله فيكون عند انعدام الامام والجماعة وعند نزول الفتن من هرج ومرج ولا يجوز القول به في وقت السعة والدعة والمجالات والوسائل مفتوحة كما هو حالنا اليوم يا جناب المفتي!!
فالدعوة التي اطلقها المفتي لا صحة لها ولا دليل عليها بل الصحيح هو العمل الجاد من جميع المسلمين حكاما وحكومات ومحكومين لإعادة دولة الاسلام التي تحكم بشريعة الرحمن التي هي رحمة كلها واحسان كلها وحكمة كلها وعدل كلها وخير كلها ولكن ليست الدولة التي تريد هي على المنظور التكفيري والثوري الذي تتبناه جماعة الاخوان بجناحيها البناوي والقطبي (السروري) او بالمنظور الخارجي بجناحيه (الداعشي) و(القاعدة) ومن لف لفهم بل الدولة التي نريد تكون من المنظور الاثري القائم على الدليل بفهم السلف الصالح ومع تطبيق جميع قواعد المصالح والمفاسد ليتحقق الامر على منهاج نبوة وطريقة راشدة فتأمل يا مفتي مصر الاسبق!!
لقد تعجبت اشد العجب من المفتي (جمعة) يوم حصر الجهاد في الاسلام على نوع واحد فقط وهو جهاد (الدفع)؟! وتجاهل المفتي نسيانا او تعمدا جهاد (الطلب) وهو الدعوة للاسلام ومحاربة الكفر والشرك!! فليس جهاد الطلب مقتصراً على محاربة الارهاب الذي يقوم به المنحرفون من اصحاب الفكر التكفيري والذي اعلن المشاركة في هذه الحرب فضيلته!! بل تطول هذه الحرب ايضا الكفار ان اصروا على المكابرة والعناد والاصرار على ان يكونوا حاجزا بين الدعوة الاسلامية وبين الناس ويسيج ذلك كله بقيود الشرع الحكيم وضوابطه والتي لا يراعيها اصحاب البدع والجماعات الحزبية والتكفيرية!! فمن المفروض ان مثل هذه المسائل البدهية لا تخفى على مثل جناب المفتي، ولكن لا اعجب وهو الذي جعل مذاهب المسلمين ثمانية في قول غريب لم يقل به امام معتبر لا من السابقين ولا من المعاصرين والاعجب منه انه ادخل في مذاهب السنة المذهب (الجعفري) والمذهب (الزيدي)!! بل ان اصحاب هذه المذاهب لم يقولوا بمثل قول (جمعة) لانهم اكثر اتزانا من جناب المفتي فيما يخص حقيقة النسبة لما يذهبون اليه من مذهب!! فلماذا يقحم المفتي بعض المذاهب بين مذاهب السنة الفقهية ثم يخترع للامة مذاهب او ينسب للامة مذاهب لم ترض هي اصلا ولا فضلا ان تنتسب للسنة، فلم تضلل الامة يا سعادة (مفتي)!!
اليوم بإذن الله في برنامج (الحقيقة) على شاشة «الوطن» سأتناول موضوع الجهاد بين الحقيقة الشرعية والفساد في الارض مع الدكاترة والمشايخ الكرام (جاسم العيناتي) و(رائد الحزيمي) و(محمد الحمود النجدي) ليكون المسلم على بينة من امره في هذه القضية الحساسة والدقيقة والتي دارت رحاها بين طرفي نقيض والمفتي في احد هذين الطرفين ومنطقة الوسط هي التي ادعو المفتي والامة كلها ان يكونوا فيه معنا لاننا ارتضينا بمنهج السلف منهجا كما ارتضاه لنا ربنا ودعانا اليه رسولنا وسار عليه اصحاب القرون الاولى وعلى رأسهم الصحابة الكرام!!
< لفتة:
عندي سؤالان للمفتي علي جمعة هل مازلت ترى رسول الله في اليقظة لأنك زعمت بانك (رأيت) رسول الله في (اليقظة)؟!! وهل مازلت تعتقد ان حديث «ابعد الناس عن الفتنة الجند الغربي جند مصر» رواه مسلم، حديثا صحيحا؟! فقد تقطعت ظهور الباحثين عن هذا الحديث ولم يجدوه!! فهل ترشدنا الى مكانه لانه اذا لم يكن للحديث وجود فاعذرني ان اقول بان من يزعم ذلك يكذب على رسول الله والمكذب على رسول الله «فليتبوأ مقعده من النار» فالحذر الحذر!!

د. خالد سلطان السلطان
kalsultan@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
278.0147
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top