مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

هل نعيش في دولة متقدمة أم متخلفة؟

أحمد الدواس
2014/11/29   09:36 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

الحل هو الاهتمام كثيراً بالعنصر البشري ورفع كفاءة المواطن وتطوير سلوكه


الدولة المتخلفة هي التي تعتمد على انتاج وتصدير سلعة واحدة مثل القطن أو الكاكاو أو حتى النفط، ويكون بها عدد كبير من السكان، وينخفض فيها دخل الفرد، كما هو الحال في بعض دول آسيا وافريقيا، هذا تعريف علم الاقتصاد، لكننا نضيف عليها صفات أخرى فمن سماتها عدم التزام الناس بالمواعيد، وعدم الاصطفاف في الطابور عند المعاملة الحكومية، وعبور الشارع من غير المكان المخصص للعبور، والقاء ورقة أو سيجارة والسيارة تقطع الطريق، واقصاء الرأي الآخر، والفوضى في الشوارع، فهذه السيارة تعبر أمامك لتسير في الحارة الأخرى، أو تشاهد سيارة قادمة نحوك من الزجاج الخلفي فتكاد تحطمك ثم يتجاوزك سائقها، ولما ترفع يدك محتجاً يرفع يده أيضاً كأنه يقول لك «أنت المخطئ»، ولم نشاهد هذه السلوكيات في الدول المتقدمة، ومن هنا يأتي الفرق بينها وبين الدول المتخلفة.
كذلك يسود في هذه الدولة العنف اللفظي، وأحياناً الاعتداء الجسدي لمجرد ان أحدهم احتل مكان الآخر في موقف للسيارات، وهي الدولة التي لايستقيل أحد من المسؤولين فيها أبداً ان هو أخطأ في عمله، ويظهر فيها النفاق وجحود الفضل واختفاء القيم الانسانية، وهي التي لاتملك ثقافة الشكر والاعتذار، فلم يعد أحد فيها يسمع كلمة «شكراً.. عفواً»، وفيها ضاعت القيم فالأمين أهبل والنصاب ذكي، وواقع البلد ينطبق عليه المفهوم الاقتصادي «العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة»، فلنفترض ان لديك بضعة دنانير احدها مهترئ فانك ستفكر باستعمالها للتخلص منها في أول عملية تبادل وتحتفظ بالعملة الجديدة، لذلك يتداول الجميع العملة الرديئة ولايكثر استعمال العملة الجيدة النظيفة من السوق لأن الكل يحتفظ بها، وبالمثل فوجود أشخاص غير أكفاء في قيادة الشركات والمؤسسات يجعل الأشخاص الجيدين يتركون العمل فيها بعد شعورهم بالاحباط، وهكذا فالسيئ يطرد الجيد، لذلك ساد الظلم وتعطلت مصالح المواطنين، وهي الدولة التي فكرت بعد عناء طويل في الاستعانة بالبنك الدولي أو المؤسسات الدولية لعلها تجد حلاً لمشاكلها الداخلية، مع ان الحل واضح وهو ان تهتم كثيراً بالعنصر البشري، أي برفع كفاءة المواطن، وتقوم بتطوير سلوكه الى الأفضل من خلال التعليم مثلاً حتى يكتسب مهارات وأفكارا جيدة تفيده وتنفع وطنه، لكن المسؤولين فيها أبوا الا ان يتركوا معالجة هذا العنصر واهتموا بالطرق والمباني، أي اهتموا بالطابوق والاسمنت، فمن وجهة نظرهم الطابوق والاسمنت رمز للتنمية وعنصر ابداع، وستتقدم بلدهم وتصبح في مصاف الدول المتقدمة ان هي اهتمت بانشاء الشوارع والمجمعات التجارية وببناء الأبراج العالية، مع انها أهملت تربية وتطوير أفكار أبناء الوطن، والمستوى المعيشي فيها يخضع لنفوذ التجار، فبعد ان كانت العمارات خالية فيها عام 2007 مثلاً اندلع سيل الوافدين فجأة على البلد فارتفعت أسعار الايجارات فأصبح المواطن الشاب لايجد سكناً بالايجار المناسب، ولم يعد قادراً على تكاليف الزواج، وهذا أمر ينبغي على تلك الدولة معالجته حتى لاتستفحل المشكلات الاجتماعية، وازدحمت الطرق بسيارات الوافدين، أما مطار البلد فلم تستعن الحكومة بشركات أوروبية أو غربية في انشائه لجودتها وجمال التصميم بل اختارت أرخص مناقصة حتى لو تقدم بعطاء المناقصة بلد متخلف مثله، وعلى المستوى الرياضي اشتركت تلك البلاد في مباراة العالم في كرة القدم ضد بريطانيا في مدريد عام 1982 وكانت النتيجة اثنين مقابل واحد لصالح بريطانيا وهو حسب رأي الحكام هزيمة لبريطانيا اذ استطاعت دولة من العالم الثالث تسجيل هدف في مرمى «بريطانيا العظمى»، لكن المستوى الرياضي انحدر في ذلك البلد بحيث يستطيع فريق بوركينا فاسو أو المالديف أو حتى جيبوتي، هزيمتها في كرة القدم.
في واقع الحال، نقول ان تلك البلاد كانت جميلة ونامية قبل سنوات، لكن أصابتها الفوضى على يد بعض التجار الى جانب الفساد الحكومي، وأصبحت تكثر فيها حوادث السلب والنهب والحرائق وادخال المخدرات، انها بلد صغير يمكن ادارته جيداً، وهو شبه مستقر، ان كل ماتحتاجه هو تعديل كل الأوضاع السلبية التي ذكرناها بفرض القوانين الصارمة، مثلما تفعل الدول المتقدمة، حتى لاينتهكها أحد ويثير الفوضى أو يهدد أمن البلاد.

أحمد الدواس
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
441.0055
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top