خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

هل كانت دبي سبب «الصحوة العربية»؟

2014/11/21   06:34 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
توماس فريدمان:
  توماس فريدمان:

نيويورك تايمز


بقلم توماس فريدمان:

منذ بداية الصحوة العربية في اواخر عام 2010، تمايلت امريكا وتخبطت في ردها على التطورات بين بلد وآخر.
فقد جربنا قطع الرأس دون غزو في ليبيا وفشلنا. وجربنا دفع الرأس الى التنازل في سورية وفشلنا ايضا، ثم حاولنا تثبيت العملية الديموقراطية في مصر بتأييد انتخاب الاخوان المسلمين وفشلنا مرة اخرى. وهانحن الآن نعود الى التدخل من جديد في العراق بعد ان جربنا الغزو، الاحتلال وكل الوسائل الاخرى. أليس الاحمق فقط هو من يمكن ان يشعر بالتفاؤل بعد كل ذلك؟
حسنٌ، ربما تقتضي الحكمة الاعتراف بأننا لا ندري ماذا نفعل في هذه المنطقة بل وربما الاهم من هذا هو اننا لا نمتلك الارادة لاستخدام قوة ساحقة بما يكفي من الوقت لاعادة تشكيل أي من تلك الاماكن، بل وحتى لو فعلنا ذلك لما اتضح لنا ايضا ان النجاح سيكون حليفنا.
اذا، اذا كان الشرق الاوسط منطقة لا نستطيع اصلاحها ولا تجاهلها، فماذا بقي لنا لنفعله في هذه الحال؟
انا مع «الاحتواء» و«توسيع وتعزيز» ما هو قائم.
كيف؟
حسن، عندما يكون هناك فوضى كما هو الحال الآن في العراق، سورية، اليمن وليبيا، عليك ان تتعاون مع القوى الاقليمية لاحتوائها، وهذا ما نفعله اساسا اليوم، وآمل فقط ألا ننغمس اكثر من ذلك في هذه العملية.
وعندما يكون هناك نظام مفروض، كما في مصر والجزائر، عليك العمل عندئذ بهدوء مع الحكومة، وذلك لجعله مقبولا اكثر ومشروعا وممثلا لأكثرية الشعب.
اما عندما يكون هناك انظمة مقبولة ومُرضية بالعقل كما هو الحال في المغرب، الاردن، لبنان، كردستان والامارات العربية المتحدة، فإن عليك ان تفعل كل ما بوسعك عندئذ لتعزيزها وتوسيع قاعدتها بحيث تصبح اكثر توافقية ودواما.
وعندما يكون هناك اخيرا نظام قانوني مقبول وديموقراطي مثل تونس، فما عليك عندئذ سوى ان تقدم له كل ما يلزمه من مساعدة مالية (وهذا ما لم نفعله حتى الآن).

التغيير من الداخل

غير ان علينا ألا ننسى ابدا اننا لا نستطيع تعزيز وتوسيع الا ما تتخذه مثل هذه الانظمة القانونية من اجراءات بنفسها، وذلك لأن التغيير لا يمكن ان يصبح مستداما ذاتيا عندما يأتي من الخارج، أي يعتمد على قوتنا، وهذا من اكثر الامور اهمية في العلاقات الدولية، فعندما تبدأ الدول بذاتها التغيير يصبح مستداما بعد ذلك. وأفضل مثال على هذا هو دولة الامارات العربية المتحدة وجوهرتها دبي. وهذا ما يدفعنا لطرح التساؤل التالي: هل كانت دبي سبب الصحوة العربية؟
الحقيقة ان هذا التساؤل كان محورا لمحادثات عدة اجريتها في هذه المدينة.
لكن كيف يمكن ان يحدث هذا؟ فنظام الحكم في الامارات مطلق لا يتسامح مع المعارضة أو حرية الصحافة على نحو حقيقي. على الرغم من هذا، علينا ان نتذكر ان دبي اصبحت اليوم «مانهاتن» العالم العربي، فهي المكان الذي يأتي اليه الشباب العرب من كل انحاء المنطقة ليحققوا ويستفيدوا من قدراتهم ومواهبهم في ميادين الفنون، العمل، الاعلام، التعليم والتكنولوجيا، وذلك من خلال التعامل مع الشركات العالمية المميزة ووسط بيئتهم الثقافية واللغوية والدينية وكل ما ينطوي عليه ذلك من ميول مختلفة في المأكل والموسيقا والملبس.
ولا شك انه كلما زار الشباب العرب دبي أو شاهدوها من بعيد من خلال التلفزيون، تساءلوا اكثر: لماذا لا يكون لدينا مثلها في بلدنا؟
رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض قال لي مرة: الناس باتوا يعرفون الآن ماذا تعني كلمة «مواطن» في كل مكان. واضاف: لم يكن مهما جدا ان يراقب شباب مصر نجاح سنغافورة أو البرازيل ثم يقارنونه ببلدهم المتعب، لكن عندما اظهرت دبي ان العرب بمقدورهم ان يبنوا سنغافورة اخرى، ويستطيع شباب العرب فيها الاستفادة من قدراتهم ومواهبهم، اصبحت دبي مصدر خطر سياسيا. لماذا؟ لأن السؤال الذي بات يتردد في المنطقة هو: حتى ولو لم نستطع اقامة الديموقراطية، فلماذا لا يكون لدينا مثل دبي على الاقل؟
اما مازن ماهاوي، الفلسطيني الذي اسس شركة اعلامية في دبي تحت اسم «نيوز غروب انترناشونال» فيقول: دبي هي عاصمة ربيع العرب، فالثورة بدأت هنا.
ويمضي ماهاوي قائلا: الصحوة العربية لم تبدأ لأن الناس ارادوا الحرية والديموقراطية بل بدأت من عقل الرجل العربي العادي الذي رأى في دبي مثالا يُحتذى، ثم تساءل: لماذا لا نستطيع ان نبني مثلها؟

تعريب نبيل زلف


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
139.9961
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top