

	الثلاثاء 14/04/1447 هـ الموافق 07/10/2025 م الساعة 05:38 توقيت الصلاة العشاء 18:46

مقالات

A A A A A

القلم والحقيقة

الاتفاقية الأمنية القشة التي ستقصم ظهر المجلس!

نصار العبدالجليل

2014/11/18

10:05 م

شكرا لتصويت

التقيم

التقيم الحالي 5/0

على الكويت أن تفك هذه العقدة داخلياً وإلا ستجد نفسها متخلفة عن الركب الخليجي

لقد أثبتت التجارب العملية والواقعية من مجريات الأحداث المعاصرة للأمة العربية والإسلامية، بان هذه الأمة لن تهزم وتتقهقر الا بغزو داخلي.واقصد بالغزو الداخلي مثل الحروب الأهلية أو بما يسمى بثورات الربيع العربي او انقلاب عسكري، وذلك عكس الغزو الخارجي لدولة على دولة اخرى كما حدث في غزو العراق للكويت فوحد العالم ضد تلك الدولة الغازية وعادت الأمور عكسية على الدولة الغازية كما حدث للعراق، وهناك صور اخرى للغزو الداخلي فنجد إيران على سبيل المثال تصرح الآن بأنها استطاعت السيطرة على لبنان وسورية والعراق واليمن بواسطة حلفائها من الداخل ولم تحتج لتحركات او غزو عسكري بواسطة الطائرات والدبابات، وهذا صورة من صور الغزو الداخلي، طبعا ما كانت تستطيع إيران أن تتوسع وتحكم قبضتها في تلك الدول إلا بعد قيام حروب أهلية داخلية كما حدث للبنان والعراق او نتيجة بما يسمى بثورات الربيع العربي في سورية واليمن، وبنفس الاسباب نجد الخبراء الصهاينة الإسرائيليين يصرحون بانهم الآن أكثر أمناً بعد انهيار العراق وسورية واليمن، وهم يراهنون لا سمح الله على الانهيار الكلي لمصر مع استمرار ضرب إخوان مصر وقناة الجزيرة للحكومة في مصر.
في دول الخليج العربي كنا قاب قوسين وأدنى من انهيار الوضع في مملكة البحرين وهيمنة إيران عليها نتيجة ثورة حزب الوفاق البحريني الموالي لإيران، لولا أن مَنّ الله علينا واستطاعت دول الخليج العربي بقيادة المملكة العربية السعودية من إنقاذ البحرين، مستفيدين من اتفاقيات ومعاهدات مجلس التعاون الخليجي.لكن هذا لا يعني اننا بمأمن مما يحدث من حولنا، فكل الدول المتاخمة لدول الخليج العربي تعج بحروب أهلية ويخشى من تأثر دولنا بما يجري، وخصوصا انه يوجد لدينا في دول الخليج العربي كل أطراف النزاع الموجودة في سورية واليمن والعراق ومصر، على سبيل المثال تيارات موالية فكرياً لإيران وتيارات تحمل فكر القاعدة التكفيري (داعش) وأحزاب سياسية وتيارات كانت او ما زالت تحلم بربيع خليجي فتروج الاشاعات والأكاذيب حتى ينتشر السخط العام لدى الشعوب الخليجية فيسهل زجها بالثورات والخروج على الحكام المسلمين، لذلك حاولت دول مجلس التعاون الخليجي الخروج بفكرة جديدة وهي الوحدة الخليجية، لكن اصطدمت هذه الفكرة باختلاف مصالح وسياسات وأيدلوجيات مكونات حكومات الخليج. فما وجدوا إلا إحياء فكرة الاتفاقية الأمنية الخليجية، ولعلها الوسيلة الأمثل لحماية دول الخليج داخليا من ظهور التيارات الموالية فكرياً لإيران أو القاعدة أو دعاة الثورات والخروج، ولان دول الخليج مرتبطة مع بعضها البعض، فلا يمكن ان يسمحوا لحلفاء إيران وغيرهم ان يعيثوا فسادا في دول الخليج لذا لم يبق لهم الا الاتفاقية الأمنية.
لكن يبقى هناك موضوع الاتفاقية الامنية التي اصبحت الحاجه لها ملحة جدا ومحرجة للكويت، وعلى الكويت ان تفك هذه العقدة داخليا مع مجلس الامة والا ستجد نفسها متخلفة عن الركب الخليجي، خلاف للمخاطر الداخلية المحتملة، لذلك ستكون المواجهة بين المعارضين للاتفاقية الامنية داخل او خارج مجلس الامة على أوجها خلال الشهر القادم وقبل انعقاد القمة الخليجية....في ظني الحكومة الكويتية ستحسم الجولة كالعادة بوسائلها المعتاد بالتراضي وتبادل المصالح وتقديم بعض التنازلات والخدمات، ولكن قد يصمد البعض منهم ويعيق التوصل للموافقة على الاتفاقية الامنية تحت قبة البرلمان، وهذا قد يضع مصير بقاء المجلس على المحك، فان وافق المعارضون في المجلس فسيكون هذا بمثابة الخازوق بعد ان عارضوا بشدة ثم رضخوا، واذا فعلا نجح المجلس برد الاتفاقية الامنية، ففي نظري ستكون هي القشة الثقيلة التي ستقصم ظهر المجلس وينحل.. فهل من مدكر؟!
< نافذة على الحقيقة: وهنا يجب ان تكون لنا وقفة شكر وثناء للجهود الجبارة لسمو أمير دولة الكويت الوالد صباح الاحمد الصباح حفظه الله ورعاه وذلك لجهوده في رأب الصدع الخليجي وتهيئة الاجواء للقمة الخليجية القادمة في دولة قطر الشقيقة وذلك لاقرار الاتفاقية الامنية باذن الله تعالى.

م.نصار العبدالجليل
alabduljalil123@ ‏‫

أخبار ذات صلة dot4line

التعليقات الأخيرة

All Comments

أكثر المواضيع مشاهدة

مقالات ذات صلة بالكاتب

Tweets by WatanNews !function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");

1971.007


موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة