خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آفاق

الافتتان بالعنف الهوليودي

2014/11/13   05:10 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0



تنشغل دوائر غربية في تتبع وتحليل طاقة تنظيم (داعش) وقدرته على إنجاز وبث أشرطة دعائية له وانتشاره إخبارياً عبر وسائل الاتصال الاجتماعي. وهذا الانشغال وصل الى حد الافتتان بالتنظيم، وهو يؤشر السقوط في فخ جاذبية العنف الذي يمارسه ويسجله في فيديوهات دموية يعيد بثها الإعلام الأمريكي، ووصل الحد بقناة (سي.إن.إن) أن قارنت مثلاً بين لقطات في فيديو للتنظيم وفيلم هوليودي شهير عن مطاردة بن لادن، وجرت الكثير من المقارنات بين مشاهد القتل الحقيقي وبين خيال هوليودي في افلام الأكشن. ورأت الصحافية اللبنانية ديانا مقلد في هذه المقارنات خطورة وبشكل خاص حين يجري تعميم هذا النموذج، ما يستلزم إعادة النظر في كيفية التعامل مع المادة الإعلامية القاتلة التي يقذفها في وجوهنا في كل لحظة. لقد نجح التنظيم بشكل كبير من الناحية الإعلامية، وساعده على تحقيق ذلك قبول الإعلام الغربي لهذا النوع من الدعاية ما ساهم بشكل غير مباشر بدعمه عبر نقل أخباره والتركيز على ما يرتكبه من فظائع لدرجة انه أصبح واقعاً لا يمكن تجاهله. ولا شك في أن ماكنة دعاية التنظيم تتمتع بالمهنية والحرفية بحيث نشر على «اليوتيوب» اأثر من 185 ألف تسجيل، وبلغ ما أصدره خلال سنتين نحو مليوني تسجيل فيديو، وفقاً لما ذكره لفضائية (العربية) رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية فاز جرجيس. ويتفق مدير المركز الدولي للتطرف والعنف السياسي في (كينغز كوليدج) في لندن البروفيسور بيتر نيومان مع الطروحات التي ترى «ان المتطرفين يريدون إثارة رد فعل مغاير، فلقد كانوا عنيفين جداً وسهّلوا الأمر بالنسبة للحكومات الغربية لتصوير عدوهم كشعب همجي بالكامل يجب القضاء عليه». وتؤكد المحللة اللبنانية دلال البزري «ان وراء صور التنظيم المرعبة نوايا إعلامية واضحة وهي زرع الرعب في قلوبناعلى المدى القريب والمتوسط، ولهذا فهو يضفي طابعاً مسرحياً على كل صوره المرعبة، وان يبث الهيبة الإلهية لـ(خليفتهم) أبوبكر البغدادي الى الجمهور المرئي مستخدماً الكليشيه والوضعية والإضاءة».
إن حرب التأثير على الرأي العام قد تكون أكثر أهمية بالنسبة للمجموعات المقاتلة من القتال نفسه، حيث يتم تحويل الخسائر العسكرية الى انتصارات دعائية واستخدام التقدم الميداني كأدوات قوية لحشد الدعم لقضية التنظيم. وتقول فريدا غيتيس مؤلفة كتاب «نهاية الثورة: عالم متغيّر في عصر التلفزيون المتغيّر» ومنتجة سابقة في الـ«سي.إن.إن» إن «الدولة الإسلامية تريد منا أن نطأطئ رؤوسنا وقد نجحوا، وتريد وهي تنشر إعلامها ان تتأكد من ان الجميع وقع فريسة للترويع تحت وطأة وحشيتها».

صوفيا - محمد خلف
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
78.0113
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top