خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

نيويورك تايمز

سيغموند فرويد وأحلام إقامة الديموقراطية في الشرق الأوسط

2014/11/13   05:08 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
سيغموند فرويد وأحلام إقامة الديموقراطية في الشرق الأوسط



بقلم - توماس فريدمان:

إن أهم شيء علينا تذكّره دائماً ونحن نحاول فهم الشرق الأوسط هو أن ما يقوله رجال السياسة في مجالسهم الخاصة ليس له أي أهمية عادة، فالأهم، وما يُفسّره سلوكهم أكثر من أي شيء آخر، هو ما يقولونه علناً وبلغتهم لشعوبهم.
لذا، مع إرسال الرئيس أوباما المزيد من المستشارين الأمريكيين لمساعدة العراقيين في دحر «الدولة الإسلامية» أو «داعش»، من الحيوي جداً الإصغاء بدقة لما يقوله اللاعبون الأساسيون علناً بلغتهم حول بعضهم بعضاً وحول آمالهم وتطلعاتهم.
على سبيل المثال، بث معهد أبحاث الإعلام في الشرق الأوسط مؤخراً مقتطفات على الانترنت من مقابلة مع محمد صديق الحسيني، الذي كان مستشاراً للرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، قال فيها إن إيران باتت تسيطر من خلال أتباعها، وعلى أساس الأمر الواقع، على أربع عواصم عربية هي: بيروت من خلال حزب الله الشيعي، دمشق من خلال نظام بشار الأسد العلوي/الشيعي، بغداد من خلال الحكومة التي يسيطر عليها الشيعة وصنعاء التي اكتسحها الحوثيون المؤيّدون لإيران في اليمن.
وأضاف الحسيني في المقابلة، التي بثها تلفزيون الميادين في الرابع والعشرين من سبتمبر، قائلاً: إننا اليوم في محور المقاومة سلاطين البحر الأبيض المتوسط والخليج. ونحن في طهران، دمشق، بغداد، صنعاء والضاحية الجنوبية لبيروت مَن سوف يشكّل المنطقة. كما اننا سلاطين البحر الأحمر الجدد لأن المملكة العربية السعودية باتت مجرد قبيلة على وشك الانقراض.
بالطبع، ربما لا يُعير الغرب اهتماماً لمثل هذا الكلام، غير أن هذا لا ينطبق على العرب السُّنّة، لاسيما أن لولايات المتحدة وإيران يمكن أن يضعا حداً لحربهما الباردة المستمرة منذ 35 عاماً، ويتوصّلا لاتفاق يسمح باستمرار برنامج إيران النووي السلمي.
ولعل من المفيد أن نتذكر هنا شيئاً في هذا السياق وهو هجوم بعض المسلحين السُّنّة على قرية شيعية في السعودية، وقتلهم 5 أشخاص خلال احتفال ديني في الثالث من نوفمبر الجاري.
هذا العمل، الذي جاء بدافع طائفي، يمكن أن نجد له انعكاساً أيضاً في تركيا رجب طيب اردوغان، فهو يصرّ الآن على إطلاق اسم السلطان سليم على أحدث جسر يبنيه اليوم في بحر البوسفور. ومن المعروف أن السلطان سليم الأول هو الذي هزم الإمبراطورية الفارسية عام 1514 وكانت تدعى الإمبراطورية الصفوية.

الإمبراطورية العثمانية

تقول الموسوعة العلمية البريطانية: بعد أن عمل السلطان العثماني سليم على توسيع حدود إمبراطوريته لتشمل سورية، السعودية ومصر، دفع بالعثمانيين لتولّي قيادة العالم الإسلامي ثم تحوّل بعد ذلك شرقاً وهزم سلالة الصفويين الشيعة في إيران لأنها كانت تشكل تهديداً ايديولوجياً وسياسياً لهيمنة الإسلام السُّنّي العثماني. وكان سليم أول زعيم تركي يعلن نفسه سلطاناً للإمبراطورية العثمانية وخليفة لكل المسلمين.
ونائب الرئيس جو بايدن لم يخطئ عندما اتهم تركيا بتسهيل دخول مقاتلي «داعش» الى سورية، فمثلما هناك ميل لدى كل إسرائيلي تقريباً للتعاطف مع المستوطنين اليهود في الضفة الغربية، لاتزال أحلام الخلافة تراود كل سُنّي تقريباً أيضاً.
بل ويعرب بعض المحللين الأتراك عن اعتقادهم بأن اردوغان لا يحلم بإقامة الديموقراطية التعددية في سورية والعراق بل يريد قيام خلافة سُنّية عصرية يقودها هو وليس «داعش».
والى أن يحدث هذا، لابأس من وجود «داعش» على حدوده بدلاً من دولة كردستان المستقلة.

مفهوم الخلافة
يقول شادي حامد، عضو مركز بروكينغز لسياسة الشرق الأوسط في مقال كتبه تحت عنوان «جذور جاذبية الدولة الإسلامية»: تستمد «داعش» قوتها من أفكار لها صدى واسع بين غالبية المسلمين، صحيح أنهم قد لا يتفقون مع تفسير «داعش» لنظام الخلافة، لكن هذا المفهوم، الذي يتمثل في قيام كيان سياسي تاريخي يحكمه الشرع والتقاليد الإسلامية، لايزال قوياً.
على الرغم من هذا، يلاحظ جوزف برود، العالم المتخصص بشؤون الشرق الأوسط، ان معظم السُّنّة العرب في مصر والمشرق العربي وشبه الجزيرة العربية كانوا يعارضون في أواخر القرن التاسع عشر نظام الخلافة التركي الذي رأوا فيه نوعاً من الاحتلال. لكن ما إن حلّ القرن العشرين حتى بدأت بعض المجموعات الإسلامية السُّنّية، ولاسيما منها الإخوان المسلمون، بإحياء الفكرة بوصف الخلافة بأنها النظام المثالي، وذلك رداً على الضعف السائد في المنطقة وعلى انحطاطها. وهكذا أصبحت هذه الفكرة موضوعاً سائداً في الأحاديث الدينية بين الناس.
باختصار، هناك الآن الكثير من الأحلام والكوابيس المتضاربة تراود حلفاءنا الشرق أوسطيين في الحرب على «داعش»، بحيث لا يستطيع حتى العالم النمساوي أبو التحليل النفسي سيغموند فرويد إعادتهم الى صوابهم.
إذ لو أصغيت بدقة لأحلامهم تلك لتبيّن لك أن حلمنا بإقامة ديموقراطية تعددية بالمنطقة لا يحتل مرتبة عالية لديهم. لذا، نحن بحاجة لحماية بعض البلدان المعتدلة من «داعش» مثل: الأردن، لبنان، كردستان، أبوظبي، دبي وعُمان وذلك بأمل أن تكون قدوة تُحتذى لغيرها.
بيد أني أشك في أن يستطيع حلفاؤنا المشاكسون، وبأحلامهم المتباينة، الاتفاق حول ترتيبات جديدة لاقتسام السلطة في سورية والعراق حتى ولو تمت هزيمة «داعش».

تعريب نبيل زلف


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
78.9973
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top