مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

كلمة حق

نتائج انتخابات تونس انتصار للحق على الباطل

عبدالله الهدلق
2014/11/01   09:58 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

أبدى الناخب وعياً انتخابياً وسياسياً ولم ينخدع بالوعود البراقة


مُني الاسلام السياسي في تونس بنكسة كبرى بعدما اظهرت نتائج الانتخابات التشريعية لانتخاب برلمان جديد مدته خمس سنوات تقدم حزب (نداء تونس) - الذي تأسس قبل عامين تقريباً بزعامة (السيد الباجي قايد السبسي) رئيس الوزراء الاسبق – على حزب (النهضة الاخواني!) برئاسة (راشد الغنوشي)، وجاءت نتائج الانتخابات كمفاجأة هزت الخريطة السياسية التونسية بفوز (نداء تونس) بالمرتبة الاولى متقدما بأكثر من (%40) على منافسه (حزب النهضة)، فقد كانت معظم التوقعات ترشح الاخير للفوز وهذا ما لم يحدث، ولكن تلك النتائج اثارت حالة من الارتياح في اوساط الشعب التونسي وبددت المخاوف المتنامية لدى الناخب التونسي حول هيمنة حزب واحد (النهضة) على العملية السياسية في البلاد.
وقد ابدى الناخب التونسي وعيا انتخابيا وسياسيا، ولم ينخدع بالوعود البراقة لبرامج (حزب النهضة) الاخواني والاحزاب المتحالفة معه التي فشلت في ادارة دفة الحكم في مرحلة سابقة، كما اخفقت في اخراج البلاد من ازماتها الاقتصادية والامنية ومواجهة موجات الارهاب التي عصفت بالبلاد لسنوات.
وقد ارتكب (راشد الغنوشي) زعيم (حزب النهضة) الاخواني خطأ كبيرا عندما استجاب لضغوط وتهديدات (المنصف المرزوقي) وبعض حلفاء (حزب النهضة) في الخارج واستبعد (السيد الباجي قايد السبسي) من رئاسة الجمهورية التونسية بعد انتخابات اكتوبر من العام (2011)، الامر الذي دفع (السبسي) الى خطوته المتحدية وتشكيل تكتل (نداء تونس)، وانتزاع حكم تونس من (حزب النهضة) ويبقى (السبسي) من ابرز واقوى المرشحين في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الثلث الاخير من شهر نوفمبر المقبل، كما ان حظوظه بالفوز فيها كبيرة جدا بعد انهيار حزب المنصف المرزوقي في الانتخابات البرلمانية الاخيرة وتراجع قوة (حزب النهضة) حليفه وداعمه الاساسي.
ويمثل تراجع حظوظ (حزب النهضة الاخواني!) في الانتخابات التشريعية الاخيرة نكسة اخرى للاسلام السياسي بعد النكستين الاخيرتين في مصر وليبيا، ولكن نكسة تونس اهمها واخطرها لأن ما أطاح بحركة الاخوان المجرمين من السلطة في مصر ثورة شعبية وعسكرية، بينما أطاح بسلطة (حزب النهضة) في تونس تحرك سياسي ديموقراطي عبر صناديق الاقتراع التي قلبت نتائجها كل المعادلات السياسية القائمة حاليا، واظهرت من جديد قوة المجتمع المدني بعد تعثر الثورات العربية التي تزعمت معظمها الاحزاب المستترة بالدين.
وانتخابات تونس التشريعية درس مهم وعلامة فارقة في المنطقة العربية بأكملها، ومثلما كانت تونس فرس السبق في الثورات العربية فإنها تعود مرة اخرى وتعكس مسار تلك الثورات ولكن بطريقة ديموقراطية نزيهة وحضارية.
وهكذا تكتشف الشعوب زيف شعارات الاسلام السياسي وتدرك استتاره بالدين «ففي مصر تهاوى التنظيم الماسوني للاخوان المجرمين وحزبه السياسي (الحرية والعدالة!) وفي تركيا يوشك ان يتصدع (حزب العدالة والتنمية!) الذي اسسه (رجب اردوغان) بعد ان طغى دور (اردوغان) على جميع الادوار وتحول الحزب خلال (11) سنة الى (حزب اردوغان)، وفي تونس مُنيَ (حزب النهضة!) المستتر بالدين بنكسة كبرى بعد ان حاول تخريب تونس ودعم الارهاب وتديين السياسة وتسييس الدين، وهكذا تتبدى سوءات تيارات الاسلام السياسي شيئا فشيئا وتنكشف عوراتها امام الشعوب والمجتمعات.

عبدالله الهدلق
aalhadlaq@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
3173.0186
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top