الاقتصاد  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

إنتاج النفط الصخري لن يتراجع بشكل كبير إلا عندما تصل الأسعار دون 50 دولاراً

«الوطني»: الكويت وقطر والإمارات تحتفظ بسعر تعادل أقل من أسعار النفط الحالية

2014/10/31   06:12 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
«الوطني»: الكويت وقطر والإمارات تحتفظ بسعر تعادل أقل من أسعار النفط الحالية

أسعار النفط تراجعت %27 منذ يونيو.. أقل مستوى لها منذ 4 سنوات


قال الموجز الاقتصادي لبنك الكويت الوطني عن اداء اسواق النفط ان التراجع الكبير في أسعار النفط تصدر أهم عناوين أسواق النفط خلال الأسابيع الأخيرة، وقد جاء هذا التراجع في أسعار النفط نتيجة كل من تراجع الطلب العالمي على النفط وزيادة في انتاج حوض شمال المحيط الأطلسي. وبطبيعة الحال، فقد تمحورت معظم النقاشات حول العوامل التي تسببت بركود السوق والآثار السلبية التي قد تواجهها الدول المصدرة الرئيسية ولاسيما من حيث الاستدامة المالية وسط الزيادة الكبيرة في الانفاق الجاري والانفاق الاستثماري على الخطط المستقبلية، بالاضافة الى ردة فعل أوبك تجاه هذه المسألة. ومن المزمع ان تعقد منظمة أوبك اجتماعاً في السابع والعشرين من شهر نوفمبر لمناقشة استراتيجيتها وأهداف الانتاج.

اثر ايجابي

اما بالنسبة للدول غير المنتجة للنفط قال التقرير: من المحتمل ان يكون لهذا التراجع في أسعار النفط أثر ايجابي للدول المستوردة للنفط بشكل خاص وللاقتصاد العالمي بشكل عام.ففي الحالة الأولى يفترض بتراجع أسعار النفط بواقع 10 دولارات للبرميل الواحد ان يؤدي الى تحويل ما يقارب %0.5 من الناتج المحلي الاجمالي العالمي من الدول المصدّرة للنفط الى الدول المستوردة له، وذلك من خلال زيادة قوة الشراء ومن ثم في الانفاق الاستهلاكي. ومن المحتمل ان يشهد الاقتصاد العالمي تراجعاً اضافياً في المدخرات بواقع 660 مليار دولار سنوياً، الأمر الذي من شأنه ان يجدد نشاط نمو الاقتصاد العالمي العام القادم. ولكن ذلك سيؤدي الى عدم الالتفات للايرادات، خاصة ان المستهلكين الذين يعانون من مخلّفات الديون والتراجع المستمر في الأوضاع المالية قد يبدون رغبة أكبر في تسوية ديونهم وليس زيادة الانفاق.
وقد شهد مزيج برنت تراجعاً بواقع 32 دولارا للبرميل، أي بنسبة %27.6، ليصل الى 83.5 دولارا للبرميل بحلول شهر أكتوبر، وذلك منذ ان بلغ أعلى مستوى له في يونيو عند 115 دولارا للبرميل عندما كانت المخاطر الأمنية على انتاج النفط العراقي في أوجها. كما تراجع سعر مزيج غرب تكساس المتوسط الاسنادي للنفط الخام الخفيف الحلو (ذات نسبة الكبريت المنخفضة) بواقع 24.5 دولارا أو %22.8 ليصل الى 82.8 دولارا للبرميل.
ومع غياب أي أثر ملموس على الانتاج للأوضاع الجيوسياسية في العراق وأوكرانيا، فان تراجع أسعار النفط يعود بشكل كبير الى التراجع الذي جاء أكبر من المتوقع في أوروبا وآسيا والذي صاحبته زيادة في الانتاج في حوض شمال المحيط الأطلسي. كما كان لارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي دوراً في التأثير على أسواق النفط، حيث تساهم قوة الدولار في زيادة ثمن النفط (الذي يسعّر بالدولار) للمشترين بعملات أخرى.

نمو الطلب

ومن جانب الطلب، اشار التقرير الى ان نمو الاقتصاد العالمي شهد تباطؤا خلال النصف الأول من العام 2014، حيث تراجع الناتج المحلي الاجمالي لليابان وألمانيا في الربع الثاني من العام 2014، بينما يقدر ان يكون نمو الصين قد سجل اعتدالاً في الربع الثالث من العام 2014 على الرغم من قوة أدائه خلال الربع الثاني. وقد قام صندوق النقد الدولي تباعاً بخفض توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي أخيرا لتصل الى %3.3، بينما شهدت توقعات العام 2015 بعض التحسن عند %3.5.
ومع انعكاس تراجع النمو الاقتصادي على نمو الطلب على المنتجات النفطية، قامت وكالة الطاقة الدولية لرابع شهر على التوالي بخفض توقعاتها بشأن الطلب العالمي على النفط بواقع 600 ألف برميل يومياً (أو ما يقارب النصف) خلال العام 2014 وبواقع 300 ألف برميل يومياً للعام 2015. وتقدر الوكالة نمو الطلب العالمي على النفط بواقع 700 ألف برميل يومياً ليصل الى 92.4 مليون برميل يومياً خلال العام 2014 وبواقع 1.1 مليون برميل يومياً ليصل الى 93.5 مليون برميل يومياً خلال العام 2015.
ولكن من المفترض ان يتسارع نمو الطلب خلال الربع الأخير من العام 2014 الذي عادة ما يشهد أقوى أداء في السنة من ناحية استهلاك الطاقة، خاصة مع بدء فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. ومن المفترض ان يوفر ذلك دعماً لأسعار النفط لتكون في نطاق 85 - 90 دولارا للبرميل.

زيادة استثنائية

وتأثرت أسواق النفط أيضاً من الفائض في انتاج النفط الخام الخفيف الحلو في حوض شمال المحيط الأطلسي.وقد جاء هذا الفائض نتيجة انتاج الدول من خارج منظمة أوبك، وخاصة أمريكا التي شهدت زيادة قوية في المنتجات غير التقليدية كالنفط الصخري الذي أدى بدوره الى رفع الانتاج الى أعلى مستوى له منذ ثمانية وعشرين عاماً الى 8.5 ملايين برميل يومياً خلال شهر يوليو.ومن المتوقع ان يرتفع اجمالي انتاج أمريكا للسوائل بواقع 1.2 مليون برميل يومياً في العام 2015 وفق وكالة الطاقة الدولية. وقد ساهم الفائض في النفط الخام الخفيف الحلو في أمريكا في تراجع عمليات التوريد من موّردي أمريكا المعتادين كالجزائر وأنغولا ونينجيريا بنحو أكثر من %50 خلال السنوات العشر الأخيرة. وفي الحالات الطبيعية، عادة ما كانت الامدادات تتجه الى وجهات أخرى في ظل اقتصاد عالمي قوي. لكن اليوم، أدى تباطؤ الطلب، ولاسيّما في الدول من خارج المنظمة الدولية للتعاون الاقتصادي والتنمية التي تعتبر أهم مصدر للطلب العالمي، الى تحول النفط الخام الأفريقي الخفيف الحلو الى حوض المحيط الأطلسي.
كما ان أسواق النفط عادة ما تتكيف مع تطور الأوضاع الجيوسياسية من خلال انقطاع الانتاج، خاصة وأن انتاج أمريكا قد قابلته انقطاعات في أماكن أخرى كمنطقة الشرق الأوسط.ولكن مع استئناف ليبيا انتاجها واستمرار انتاج العراق وسط التقلبات المستمرة في الأوضاع الأمنية، فان أثر التطورات الجيوسياسية في بعض الدول بات محدودا.
وتدلّ جميع المؤشرات على زيادة النفط في الأسواق خلال الفترة المقبلة في العام 2015، حيث ان لدى ليبيا والعراق القدرة على زيادة الانتاج. فباستطاعة ليبيا ان ترفع انتاجها بما يقارب %100 ليصل الى مستوياته ما قبل التحول السياسي، كما باستطاعة العراق ان يرفع انتاجه من الكميات الاضافية التي تأتي من حكومة كردستان الاقليمية. واستناداً لما قد تجري عليه المشاورات حول برنامج ايران النووي مع الاطراف الدولية، فمن المحتمل ان يستعيد الانتاج الايراني أيضاً نشاطه بكميات كبيرة، وذلك في حال تخفيض أو انهاء العقوبات المفروضة عليه. ومن المتوقع ان يصل انتاج النفط من خارج أعضاء منظمة أوبك الى 1.5 مليون برميل يومياً في العام المقبل، وهو ما يمثل وفقاً وكالة الطاقة الدولية زيادة بمقدار 400 ألف برميل يومياً عن حجم النمو المتوقع في الطلب للعام المقبل.

منظمة أوبك

واضاف التقرير: من الطبيعي ان تفرض هذه التطورات في الأسواق ضغوطات على منظمة أوبك.ففي الحالات الطبيعية، تحتاج أوربك الى خفض انتاجها دون مستوه الحالي الرسمي عند ما يقارب 31 مليون برميل يومياً، وذلك بمقدار 1.7 مليون برميل يومياً على أقل تقدير خلال العام القادم لتستطيع مواجهة تراجع الطلب ودعم الأسعار.لكن من غير الواضح ما ان كانت أوبك تنوي القيام بعمليات الخفض الضخمة تلك أو ما ان كانت تملك القدرة ان تفتعل زيادة في الأسعار فوق 100 دولار للبرميل. ورغم ان الأمين العام لمنظمة أوبك عبدالله البدري قد اقترح خلال الشهر الماضي خفض الانتاج بنحو 500 ألف برميل يومياً، الا ان السعودية، التي تعتبر المصدّر الأكبر للنفط، قد لا توافق على هذا الخفض.كما قامت دول أخرى من مجلس التعاون الخليجي بابداء معارضتها للاقتراح.وتشير تقارير أخرى الى أنه من المحتمل ان تنتظر السعودية انخفاض الانتاج نتيجة الأوضاع الجيوسياسية أو نتيجة تراجع انتاج النفط الصخري بسبب الأسعار المتدنية التي قد تؤدي الى توقف الاستثمارات نتيجة عدم جدواها.ولكن، وفق محللي «سيتي بنك»، يتوجب على الأسعار ان تتراجع لأقل من 80 دولارا للبرميل ليتأثر النفط الصخري وأقل من 50 دولارا للبرميل لاحداث تراجع أكبر في انتاج أمريكا الشمالية من انتاجها للنفط الصخري.
ولكون الزيادة في الانتاج حالياً تأتي من النفط الخفيف، ولكون انتاج السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي يتمتع بدرجات متوسطة الى مرتفعة من الكثافة والخصائص المختلفة، فانه من غير الواضح ما اذا كان الخفض في انتاج دول مجلس التعاون الخليجي سوف يكون له أثر كبير على الأسعار.ففي العام 2011، عندما توقف انتاج النفط الحلو الليبي بعد اندلاع الاضطرابات الأمنية، ارتعفت أسعار النفط الخام الخفيف، ولم تتأثر بخطوة السعودية حينها برفع انتاجها للتعويض عن تراجع الانتاج. ومن المحتمل ان يقع العاتق في هذه الفترة على منتجي النفط الخفيف من منظمة أوبك كالجزائر وليبيا وأنغولا ونيجيريا.
وفي المقابل، فقد قام منتجو أوبك خلال الأسابيع الأخيرة بخفض أسعارهم الرسمية للبيع للحفاظ على الحصة السوقية بين عملائهم الآسيويين.

دول «الخليجي»

اختتم التقرير بالقول: لقد أدى التراجع في أسعار النفط الى تركز الأنظار على مسألة الاستدامة المالية لدول الخليج، ولاسيما للدول المصدرة للنفط. وقد ساهم الاستثمار الحكومي النشط والانفاق القوي من قبل الحكومات الخليجية الى ارتفاع سعر النفط المطلوب لتحقيق التوازن في الميزانية (سعر التوازن) خلال السنوات الأخيرة. وتعدّ كل من الكويت وقطر والامارات الدول الوحيدة بين دول مجلس التعاون الخليجي التي لا زالت تحتفظ باسعار تعادل أقل من السعر الحالي للنفط.وتدرك حكومات دول مجلس التعاون المخاطر تلك المخاطر كما أنها تتطلع الى كبح جماح نمو الانفاق الحكومي لمعالجتها.ولأن هذه الدول تمتلك موارد مالية ضخمة بشكل أصول أجنبية، فهي تتبقى محصنة نوعا ما من تداعيات تراجع أسعار النفط على المديين القصير والمتوسط.


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
79.0108
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top