خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

وول ستريت جورنال

انفراج في العلاقات الأمريكية - الإيرانية يغيّر خريطة التحالفات في المنطقة

2014/10/30   04:43 م
شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
انفراج في العلاقات الأمريكية - الإيرانية يغيّر خريطة التحالفات في المنطقة



بقلم - جاي سولومون:

بعد انهماكهما في مفاوضات نووية مباشرة، ومواجهتهما الآن تهديداً مشتركاً من ميلشيا الدولة الإسلامية -داعش-، يلاحظ مسؤولون أمريكيون وعرب على مستوى رفيع ان إدارة أوباما وإيران تحركتا خلال العام الماضي نحو مرحلة انفراج حقيقي هذه المرة.
والحقيقة أن هذا التحوّل ربما يغيّر على نحو جذري توازن القوة في المنطقة، ويهدد بإبعاد حلفاء أسياسيين لأمريكا عنها كالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، اللتين تلعبان الآن دوراً مركزياً في قتال التحالف الدولي ضد «داعش». إذ يرى الزعماء العرب أن التهديد الذي تثيره إيران يتماثل بل وربما يكون أكبر من التهديد الصادر عن تنظيم «الدولة الإسلامية».
وبدورها، تزعم إسرائيل ان الولايات المتحدة أضعفت شروطها التفاوضية مع إيران، وقللت من أهمية دور طهران في زعزعة استقرار المنطقة.
ويحدث هذا في وقت كانت فيه واشنطن وطهران تخوضان معارك شرسة استمرت عقداً حول النفوذ والسلطة في العراق، سورية، لبنان وأفغانستان بل وازدادت تلك المواجهة حدة بعد الإطاحة برجل العراق القوي صدام حسين، وهبوب رياح ثورات «الربيع العربي» الذي بدأ في أواخر 2010.
لكن على الرغم من استمرار قول المسؤولين الأمريكيين إن الخيار العسكري لايزال على الطاولة لإحباط برنامج إيران النووي، بدأت مؤشرات التغيير تظهر خلال الأشهر القليلة الماضية مع تحرك البلدين نحو العمل معاً في العديد من القضايا كان أهمها تعزيز المراحل الانتقالية السياسية سلمياً في بغداد وكابول، والسعي للقيام بعمليات عسكرية ضد تنظيم الدولة في سورية والعراق.
كما خففت إدارة أوباما على نحو ملحوظ موقفها المناهض لحليفي إيران: حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية. فقد تفاوض الدبلوماسيون الأمريكيون، ومنهم وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، مع زعماء حماس من خلال وسطاء أتراك وقطريين خلال محادثات وقف إطلاق النار التي استهدفت في يوليو إنهاء هجمات «حماس» الصاروخية على إسرائيل. كما حذرت وكالات الاستخبارات الأمريكية أكثر من مرة أجهزة تنفيذ القانون اللبنانية المقرّبة من حزب الله من أخطار وشيكة قد تواجهها حكومة بيروت من جانب مجموعات متطرفة كـ«القاعدة» و«جبهة النصرة» المتحالفة معها في سورية.

واقعية جيواستراتيجية

يقول والي نصر، عميد كلية الدراسات المتقدمة في جامعة جونز هوبكينز، والذي عمل بإدارة أوباما سابقاً، يقول معقّباً على السياسة الأمريكية الجديدة: هذا يبيّن أننا على الرغم من اعتبارنا تركيا والدول العربية من أوثق حلفائنا، إلا أن سياساتنا ومصالحنا تتفق مع إيران في هذه المرحلة، وهذا نابع من واقعية جيواستراتيجية أكثر منه سياسة أمريكية مدروسة سلفاً.
وفي هذا السياق، يؤكد مسؤولو إدارة أوباما أيضاً انهم لا ينسقون سياساتهم الإقليمية، أو شؤون الحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية»، مع إيران بل وذكروا ان العقوبات الاقتصادية الأمريكية سوف تبقى مفروضة على إيران، «حماس» و«حزب الله» طالما لم يتم التوصل لحلول مناسِبة للقضايا العالقة لكن على الرغم من هذا، يضيف هؤلاء المسؤولون ان المفاوضات المكثفة التي تابعتها الولايات المتحدة مع إيران منذ العام الماضي بشأن المسألة النووية يمكن أن تساعد في إضفاء الاستقرار على الشرق الأوسط، لاسيما وأنها حسّنت درجة التفاهم.
تقول ويندي شيرمان، كبيرة المفاوضين الأمريكيين مع إيران: من الواضح ان العالم أفضل اليوم مما كان يمكن أن يكون عليه لو أن كلا الجانبين تجاهلا هذا الانفتاح.
وكان المسؤولون الإيرانيون، ومنهم الرئيس حسن روحاني أيضاً، قد أعلنوا أن هناك فرصة أكبر بعد للتعاون مع الولايات المتحدة في الحرب على «الدولة الإسلامية» لو أمكن فقط التوصل لاتفاق نووي.

إرث

غير أن نقّاد الإدارة، ومنهم إسرائيل والدول العربية، يعتقدون أن البيت الأبيض مصمم على التوصل لاتفاق مع إيران ليكون معلماً بارزاً يتركه الرئيس أوباما في سجل سياسته الخارجية كإرث له.
ولهذا، ذهبت الولايات المتحدة لأبعد من إصدار المؤشرات إذ يقول بعض مسؤولي الإدارة إنها مرّرت رسائل لطهران من خلال رئيس الحكومة العراقية الجديد حيدر العبادي وآية الله العظمى علي السيستاني أبرز رجال الدين الشيعة في العراق.
كما أوضحت واشنطن لطهران ان الضربات العسكرية الموجّهة ضد «الدولة الإسلامية» في سورية لن تستهدف القوات الموالية للنظام في دمشق.
حول هذا، يقول مسؤولون أمريكيون وعرب: لما كان الأسد، الذي هو أوثق حليف لإيران، قد شكّل مع الجنرال قاسم سليماني الذي يُشرف على عمليات قوة القدس في الخارج، ميلشيات من اللبنانيين والإيرانيين والعراقيين للقتال داخل سورية من أجل دعم للنظام، فإن أية ضربات جوية لقوات الأسد يمكن أن تُلحق إصابات أيضاً بأفراد تلك الميلشيات والمستشارين العسكريين مما يمكن أن يُشعل شرارة صراع أوسع في المنطقة.
صحيح أن واشنطن سعت منذ سنوات لإضعاف قوة حزب الله العسكرية والسياسية في لبنان، وذلك من خلال العقوبات ودعم الأحزاب السياسية المنافسة له في بيروت، لكن يبدو أن التهديد الذي تثيره «الدولة الإسلامية» وجبهة النصرة وبقية المجموعات السُّنّية الأخرى المتطرفة قد غيّر الديناميكية السياسية والأمنية في لبنان والمنطقة.

تعريب نبيل زلف


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
82.0185 		 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top