مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

المجلس الوطني للثقافة والفنون الدور والمسؤولية..!!

حسن علي كرم
2014/10/28   09:30 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

باتت بعض الأعمال من قبيل الثوابت التي لا يجرؤ المجلس على المساس بها أو حتى تطويرها


عندما تغرس شتلة في أرض بور. فأنت أحييت أرضاً ميتة. وعندما تنشئ مكتبة في أمة فأنت أيقظت أمة من سباتها..!!
يطل علينا عبر شاشة تلفزيون الكويت الحكومي الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب علي اليوحة شارحاً في لقاء مطول معه انجازات المجلس في خلال الحقبة الماضية. وما ينتظر المجلس من أعمال في خلال الحقب التالية.
يعلم الأمين العام ان ما يقدمه المجلس من اعمال جماهيرية لا يتعدى عن كونه اعمالاً باتت شبه روتينية فمنذ أن تأسس المجلس في عهد الثنائي المرحومين عبدالعزيز حسين وأحمد العدواني باتت بعض الأعمال من قبيل الثوابت التي لا يجرؤ المجلس ان حاضراً أو قادماً المساس بها أو حتى تطويرها حتى تتواءم وسنة التطور فالتطور سنة من سنن الحياة وحتمية من حتميات القدر التي لئن بقيت جامدة ينازعها الملل والسأم وينحتها الضمور والتقزم.
فما الجديد الذي ابتدعه المجلس أو أدخله على برامجه حتى نقول ان المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يعمل وينتج وينتهج في اعماله وانتاجه ما تقتضيه سنة التطور وضرورة الابتداع او الابداع؟
فمعارض الكتاب السنوية التي تركها الجمهور بعدما اقتصت الرقابة حتى باتت الكتب المعروضة على رفوف المعرض تقتصر على كتب الطبخ والاطفال وشيء من كتب التراث والأساطير.. ولم يدخل على المعرض مُدخل جديد كاضافة دول غربية او شرقية او آسيوية. وهي التي تتمتع بتراث ثقافي ضخم وبفكر تنويري متجدد وقراء من جيل الشباب والطبقة المثقفة عندنا يقبلون بنهم على هذا النوع من الثقافة المتجددة وبلغاتها الأصلية.
معارض للكتب في بلدان شقيقة انشئت بعد سنوات على معرض الكويت وهي اليوم في زمن قياسي قد وصلت الى العالمية واخبارها وأنشطتها عمت ارجاء العالم وزوارها يزدادون من عام الى عام بينما يتناقص زوار معرض الكتاب الكويتي عاماً بعد عام..!!
لعل العلة في ظني أن الثقافة الكويتية التي يرعاها المجلس الوطني كونها متقوقعة في الفكر «العروبي» وهو ما يبدو أن المجلس عاجز عن الخروج منها (من القوقعة المتعفنة) التي لم يعد لها اصل أو وجود إلا في بعض العقول الصدئة فجمهورنا المثقف ينحو الى العالمية..!!
وبغير معرض الكتاب السنوي فلا شيء نستطيع ان نميز به المجلس الوطني واما مهرجان القرين فلقد ولد ميتاً ومازال يرقد في الانعاش على الرغم من سنواته العشرين.
وأما من الجانب المسرحي والغنائي والموسيقي فرعاية المجلس لهذه الأنشطة كرعاية أب لابن غير شرعي فالرعاية ضعيفة والأنشطة قليلة ففنانونا من الموسيقيين والمسرحيين يعانون من الغربة والاغتراب فلا وزارة الاعلام بجهازيها الاذاعي والتلفزيوني ترعاهم ولا المجلس الوطني يلتفت اليهم وعليه يكونون صيداً سهلاً وغنيمة عظيمة لشركات الانتاج الفني التي تستغلهم بأرخص الأثمان، وإذا لم يكن كذلك يضطر الواحد منهم للانغلاق على نفسه والاعتكاف في بيته معتزلاً الفن والابداع ومعتزلاً الناس..!!
إن الثقافة على الرغم من كل تبجح المجلس ما زالت متواضعة بل لعلنا نغالط الحقيقة اذا قلنا ان لدينا أنشطة ثقافية وفناً مبتدعاً أو مبدعاً وجواً صاخباً مليئاً بالنشاط والحيوية والابتداع وجمهوراً محباً ومتابعاً ولعلنا نحمل المسؤولية على المجلس الوطني الذي لا نخال أنه يقوم بمسؤولياته الكاملة وكما نقول في مثل هذه الظروف فاقد الشيء لا يعطيه فعلة المجلس وعلة الثقافة في الكويت ان القائمين على هذه الأمور غير مدركين لأدوارهم وآخر شغلة يمكن أن يشتغلوها هي صناعة الثقافة!!.
لعل مناسبة الحديث عن المجلس الوطني ودور المجلس الوطني في تفعيل الثقافة في الكويت هو تعرض أكبر مكتبة لبيع الكتب العربية والأجنبية للتصفية والاغلاق وعلى الرغم أن ظروف التصفية والإغلاق لا علاقة لها بظروف البيع وانما لظروف بين الشركاء لكن عندما تغلق مكتبة في مثل حجم هذه المكتبة التي روادها من النخبة المثقفة وهو ما يدفعنا للتساؤل اين المجلس الوطني واين دوره في بقاء المكتبات التي تسقط كأوراق الخريف الواحدة بعد الأخرى فمكتبة المثنى ليست الأولى بل لعلها الأخيرة ولن تكون الأخيرة في ظل معاداة الثقافة والاهمال وفي ظل غياب القراء وعصر الانترنت والايباد والايفون و... إلخ.
إن الكتاب على الرغم من كل الحروب الشيطانية التي يواجهها يبقى المحك الأخير والرهان الرابح وسيعود القارئ مهما تباعد عن الكتاب إليه مجدداً.. فالكتاب هو الأصل، وكل الوسائل الشيطانية الجديدة لن تهزم الكتاب، بل لعل الكتاب هازم للشيطان.
من هنا ندرك ان من مسؤولية الدولة ومسؤولية الجهات ذات الشأن التي تعنى بالثقافة والتعليم والتنوير ان تقاوم اغلاق اي مكتبة، فوجود مكتبة زاخرة هو علامة من علامات التنوير وأن الشعب قارئ ومثقف.
قاوموا غلق المكتبات حتى لا يعم الظلام سماء الكويت..!!

حسن علي كرم
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
342.011
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top