خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

نيويورك تايمز

«نشر الفضيلة» باستخدام «الأسيد» في إيران

2014/10/24   05:13 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0



بقلم توماس إردبرنك:
امتلأت شوارع مدينة اصفهان التاريخية يوم الاربعاء الماضي بآلاف الايرانيات اللواتي كن يتظاهرن احتجاجا على الهجمات التي تم فيها استخدام مادة حمضية حارقة «أسيد» ضد النساء في المدينة أخيرا.
وكانت تلك الهجمات قد تصادفت مع اصدار قانون يحمي اولئك الذين يعتقدون ان من حقهم تصحيح سلوك الناس الذين يخالفون برأيهم «اسلوب الحياة الاسلامية» فقد ذكر مسؤول محلي ان من 8 الى 9 نساء تعرضن خلال الاسابيع الثلاثة الماضية للرش بالاسيد على ايدي رجال يمتطون دراجات نارية في اصفهان، التي هي واحدة من اكبر المراكز الحضرية في ايران وقبلة للسائحين، وان بعض تلك النساء فقدن حاسة النظر أو تشوهت وجوههن.
لذا، تجمعت المتظاهرات، اللواتي بلغ عددهن اكثر من 2000 امرأة، طبقا لما ذكرته وكالة اخبار «فارس» شبه الرسمية، امام المكتب القضائي المحلي في المدينة، وهتفن شعارات مناهضة للمتطرفين الذين يتماثلون مع ميليشيات الدولة الاسلامية، وفقا لما اكدته تلك النساء اللواتي طالبن ايضا باستقالة كبير خطباء صلاة الجمعة في اصفهان والمدعي العام.
والحقيقة ان النقّاد يتهمون منذ وقت طويل السلطات الايرانية بالتقليل من اهمية الاحداث التي يمكن ان تسبب حرجا للمسؤولين لتتجنب بذلك اجراء تحقيقات فيها.
الا ان الاحتجاجات كانت هذه المرة قوية وواضحة، فقد هتفت بعض المتظاهرات: لم نعد نقبل بنشر الفضيلة بالاسيد. وهذه اشارة بالطبع للالتزام الاسلامي الذي يدعو لنشر الفضيلة ومنع الرذيلة.
كما تمثل التطور الجديد هذه المرة ايضا بنقل الاحتجاجات الى وسائل التواصل الاجتماعي. وهذا نوع نادر في الاحتجاج بإيران لم يحدث منذ التظاهرات التي ملأت شوارع طهران عقب انتخابات عام 2009 وتم قمعها بالقوة والعنف.

معارضة

على أي حال، من الملاحظ ان هجمات الاسيد الاخيرة اثارت معارضة قوية للقانون الجديد الذي اصدره البرلمان يوم الاحد الماضي، واستهدف به حماية المواطنين الذين يشعرون ان من حقهم تصحيح سلوك اولئك الذين لا يلتزمون بقوانين المجتمع الايراني الصارمة.
غير ان تفاصيل هذا القانون، الذي يخوّل الحكومة ومواطنين معينين اصدار بيانات شفهية أو كتابية حول الاعراف والتقاليد الاجتماعية، لم تكتمل بعد.
لكن في الوقت الذي لا تُعتبر فيه القوانين الصارمة الاخرى الخاصة باللباس، الكحول والعلاقات الجنسية شيئاً جديداً في ايران، يستهدف القانون الجديد تحديد الجرائم التي تنتهك حدود اللياقة، الاحتشام والادب، وكان غالبا ما يتم تصحيحها على نحو غير رسمي في الماضي.
ولما كان معظم سكان ايران يعيشون في المدن، والكثير منهم متعلمون على نحو جيد، يحاول المحافظون على ما يبدو منع أي تغيير في المواقف من خلال فرض التقاليد الاجتماعية والاخلاقية الموروثة.
غير ان الرئيس حسن روحاني انتقد بشدة القانون الجديد يوم الاربعاء الماضي بالاعراب عن خشيته من ان يؤدي الى تقسيم المجتمع، ذلك لأنه يُعطي في حقيقة الامر سلطة اكبر لفصيل مؤثر من انصار الخط المتشدد في البلاد.
حول هذا، يقول روحاني: ان الدعوة المقدسة للفضيلة ليست فقط من حق مجموعة مختارة من الناس الذين يعملون كأوصياء على المجتمع، بل ان من واجب كل مسلم اظهار الحب واحترام الآخرين والكرامة الانسانية. ومضى روحاني قائلا: واتمنى من الله ألا يأتي ابدا يوم يقود فيه البعض مجتمعنا الى عالم يتسم بعدم الامن وينثرون فيه بدور الشقاق والانقسام، وكل ذلك تحت راية الاسلام.
من الواضح ان كلمات روحاني هذه تشير الى اعتزام حكومته اتخاذ اجراءات ما ضد القانون الجديد.

تعريب نبيل زلف
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
80.9918
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top