خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

التليغراف

استراتيجية الغرب تضع المبادرة في يد «داعش»

2014/10/21   09:08 م
شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
استراتيجية الغرب تضع المبادرة في يد «داعش»



بقلم - شاشانك جوشي:

دخلت حربنا الجديدة في العراق الآن شهرها الثالث، وبعد مثل هذه المدة من الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 حط الرئيس جورج دبليو.بوش على متن حاملة الطائرات الأمريكية «يو.إس.إس أبرهام لينكن» أمام لافتة كبيرة مخزية كُتب عليها: «المهمة أنجِزَت».
وبالطبع، تعلّمنا بعد ذلك كيف نكون متواضعين عن الحديث حول التقدم الذي نحققه في الحروب، لكن يبدو الآن أن ليس هناك ما يدعو الى التواضع في الحالة الراهنة بالعراق. لماذا؟ لأن متطرفي الدولة الإسلامية يسيطرون الآن على خمس بلدة كوباني الكردية السورية.
وتمكنوا أيضاً من ابتلاع أجزاء كبيرة من محافظة الأنبار المهمة الواقعة غربي بغداد، ولايزالون يحتفظون بسيطرتهم على كل مدينة استولوا عليها خلال هجومهم الصيفي.
بل وهم يفعلون هذا على الرغم من وابل القذائف والقنابل الذي يسقط عليهم من الطائرات الأمريكية وحلفائها.
هل معنى هذا أن الغرب يخسر المعركة الآن؟
الحقيقة أن المشكلة في مثل هذا الاستنتاج هي أنه يمهد الطريق أمام تصعيد وتيرة الصراع أكثر أي كما يفعل المقامر في لعبة «البوكر» عندما يتولّد لديه دافع أكبر للعب أكثر بأمل تعويض خسارته بدلاً من أن يراجع حساباته بدقة ليتدارك المزيد من الخسارة.
على أي حال، يتعيّن أن نتذكر أن هذه الحرب لم تكن أبداً حول تدمير الدولة الإسلامية بل حول إضعافها الى أن يحين الوقت أمام القوات البرية المحلية لإنهائها كما قال الرئيس أوباما.
غير أن مثل هذه القوات كانت ولاتزال غير فعالة وضعيفة جداً ومنهارة معنوية بحيث يتطلب القيام بهذا العمل جهداً جباراً.
وتكفي الإشارة هنا الى أن أربع فرق من الجيش العراقي بأكملها تفتتت في يونيو الماضي أمام تقدم ميلشيا الدولة الإسلامية «داعش» على الرغم من أن أعداد هذه الميلشيا لم تكن قوية نسبياً. وهذا ما دفع فريق المستشارين الأمريكيين للاستنتاج بأنه لا يمكن الاعتماد سوى على نصف الألوية العراقية الخمسين كشركاء في القتال.
ولاشك أن الوضع في سورية أكثر سوءاً فالثوار المعتدلون هناك باتوا في موقف لا يُحسدون عليه بعد تزايد أعداد الجهاديين ولأن الجهود الأمريكية في تدريب المزيد من هؤلاء الثوار لن تؤتي ثمارها إلا في السنة المقبلة.

منطقة خلفية

لكل هذا، ثمة استنتاجان يمكن استخلاصهما من هذا الوضع الباعث على الأسف.
الأول أن الأولوية الأولى في الاستراتيجية الراهنة هي للعراق، كما قال الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأمريكي الشهر الماضي. وهذا يعني بصراحة، ولو جارحة، أن الغاية هنا هي إنقاذ بغداد وليس دمشق. صحيح أن من المهم الضغط على الدولة الإسلامية -داعش- في سورية، حيث توجد مقراتها والحقول النفطية التي تسيطر عليها، لكن سورية في هذه المرحلة ليست سوى منطقة خلفية وليست ساحة المعركة الحاسمة في الحملة الدولية الراهنة.
ثانياً، من الواضح -على الرغم من اعتراف القليلين بذلك- ان هدف الاستراتيجية الأمريكية والغربية الحقيقي هو «الاحتواء» فقط، وهو يعني أنه أكثر تواضعاً بكثير من هدف استئصال «داعش» فوراً من المشرق.
لكن حتى لو حكمنا على الحملة من خلال هذه المعايير، لتبيّن لنا أنها تبقى غير كافية. إذ بينما تتركز أنظار العالم على كوباني في شمال سورية، نجد الدولة الإسلامية تُحرز مكاسب على الأرض في محافظة الأنبار بالعراق. فقد تمكنت من الاستيلاء على قاعدة للجيش في الصقلاوية الشهر الماضي، وعلى بلدة هيت قبل نحو أسبوع، وها هي تندفع الآن باتجاه مدينة الرمادي المهمة من الغرب. فإذا سقطت محافظة الأنبار سوف يساعد هذا «داعش» في ربط المنطقتين اللتين تسيطر عليهما في سورية والعراق ومن ثم الضغط أكثر على بغداد نفسها.
وعلى الرغم من هذا، لم تشن طائرات التحالف سوى أقل من 50 ضربة جوية في العراق مقابل أكثر من 150 في سورية.
ربما يقول البعض إن السبب في هذا هو شعور الولايات المتحدة بأنها تتعرض للضغط دولياً بسبب ما يجري في كوباني الأمر الذي دعاها لتركيز اهتمامها على هذه البلدة. لكن إذا كان بالإمكان أن نلتمس العذر لأمريكا سياسياً في هذه النقطة، إلا أنها تبقى استراتيجية سيئة، وذلك لأنها تضع المبادرة في أيدي «داعش» وتسمح لها بإملاء سياستها على واشنطن من خلال فتح جبهات جديدة على هواها.

تعريب نبيل زلف


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
84.9995 		 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top