مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

أطفال اليوم والمكتئبون الجدد

ناصر أحمد العمار
2014/10/20   10:39 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

المسألة ليست عند مجموعة أفراد بل المشكلة في خسارة الوطن لثرواته الطبيعية


ذكر الأخ الدكتور خالد الشلال في مقاله السابق بعنوان (الاكتئاب والقلق في المجتمع الكويتي... ليش؟) والمنشور في جريدة «الوطن» الغراء خلال الأسبوع قبل الماضي، أن من أسباب الاكتئاب والقلق في المجتمع الكويتي هو: ضعف دور الأسرة في التنشئة الاجتماعية وازدياد اشكال الانحراف الاجتماعي بين الشباب بسبب طبيعة المضامين العالمية للفضائيات الوافدة، إذ تزداد المواد الإعلامية الإباحية والعنف والمخدرات والرعب وأساليب الجريمة الحديثة، فضلا عن ضعف دور الاسرة في التنشئة الاجتماعية.
أضيف: نعم تأثير مخرجات ما سلف ذكره خطير جداً على الفرد والمجتمع.. فالخسارة هنا فردية وأحادية الجانب، لكن خسارة الوطن لا تقدر بثمن والمسألة ليست اكتئاباً وقلقاً عند مجموعة افراد و(بس) بل المشكلة في خسارة الوطن لثرواته الطبيعة المتمثلة بأولئك المكتئبين والقلقين الجدد، والخسارة كذلك في تهاوى أعمدة الوطن وتدني المواطنة لديهم، ومن ثم الهبوط الحاد والسريع في مستوى احترام ميثاق الولاء للوطن والأرض، والمواطنة التي نقصدها هنا ليست الأشعار والأغاني والتجمهر وإطلاق الشعارات بل هي المشاعر الوجدانية والعاطفية والانتماء الذي يمتلكه الفرد لأرضه التي يقيم عليها ولأفراد مجتمعه الذين يعيش معهم، ويحقق الفرد فيه ذاته، وبالتالي يدفعه هذا الشعور الى التفاني والذود والدفاع عن الوطن. من هنا يتبين لنا مدى صعوبة قيام المكتئبين بمثل تلك الادوار والواجبات الوطنية وهم تحت تأثير القلق والاكتئاب. ندرك ان ثمة خللاً يشمل جسم وأفكار ومزاج المكتئب يؤثر في نظرته لنفسه وللآخرين، بحيث يفقد المريض اتزانه الجسدي والنفسي والعاطفي، كذلك شعوره الدائم بالحزن والقلق وفقدان الاهتمام والشعور بالتشاؤم الدائم وقلة الحيلة في مواجهة مشاكل الحياة، وان لاقيمة وأهمية له في مجتمعه.اذا كان هذا حال وشعور المكتئبين، أليس الأجدر بنا ان نعرف السبب الحقيقي في تزايد أعدادهم حتى بدأنا نكتب عنهم؟ وبدأ يساورنا القلق بشأنهم؟ ثم علينا أن نتساءل لماذا يكون لدينا في الكويت تحديدياً.. مكتئبون؟ ان الاجابة عن هذا التساؤل سهلة جداً بقدر ما يحمل من معانٍ مختلفة، تحمل في طياتها، الأمل بصحة الاعتقاد والمقصد، إنها اجابة التفاؤل لذلك العهد القادم من حلم طفل كويتي طال انتظاره، فتغنى لمجد الكويت على نغمة الهول واليامال، طفل يرى بلاده الكويت في حلة جديدة تعانق خيوطها أشعة الشمس ولواهيب صيف الكويت الحار من كل عام، طفل يرى بلده تربعت على هامات قمم المجد في كتب التاريخ المدرسية وما تبقى من أغان واهازيج الفرح في (اسكتشات) وحفلات الأعياد الوطنية، طفل انتشى فرحاً وطرباً لسوالف الآباء والأجداد عن لؤلؤة الخليج التي عانق شعاعها يوماً سماء وطن النهار، طفل يستمد اليوم رؤاه من مفاهيم خطابات (أبونا العود ابو الإنسانية وأنموذج للعطاء) صباح الأحمد، علها تترجم لدروس الغد المنظور والممزوج بحزن المكتئبين على حال الديرة، طفل هزه الخوف من مشهد حزين لألفاظ نابية وطعنات غدر في خاصرة الوطن، طفل يبكي اليوم على تعطل تنمية بلدٍ يرى فيه مستقبلاً شوه معالمه الخلاف والاختلاف معاً. صم ذلك الطفل مسامعه لحديث المكتئبين وجنب بصره منطق القلقين، واختط له أماني الغد بنسيج الوطن خارطة المستقبل المنظور، عله وأقرانه الجدد يسدلون الستار على مشاهد ومقاطع افلام الكآبة والقلق، ويظفر الوطن بأبطال جدد وقودهم عشق هذا الوطن.. الكويت.

ناصر أحمد العمار
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
816.9968
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top