خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

تحليل سياسي

إيران وتحديات «تفكيك العقدة العراقية»

2014/10/14   08:09 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
إيران وتحديات «تفكيك العقدة العراقية»



صوفيا - محمد خلف: تعمق الخلافات بين مراكز القوى في السلطة الإيرانية حول التدخل العلني المباشر، وضعت المرشد الأعلى العليل أمام ضرورة جمع كافة الفصائل السياسية والعسكرية المختلفة تقليدياً وضمهم الى فريق متماسك وفعال حسب ما كشفت عنه مصادر مطلعة اكدت ايضاً ان خامنئي لعب دوراً ناشطاً وعلنياً في هذا المجال، وحرص على ألا يجمع فريق منافسيه على الأقل في الوقت الحالي فحسب، بل ضمن تأييدهم لحزمة من السياسات المحددة والاستراتيجيات هو من وضعها. ولكن هذه الخلافات بالتأكيد لن تنتهي وستبقى كامنة وتستعرّ الى أن تنفجر مجدداً عند اول اختبار مصيري، لاسيما أن إصلاحات الرئيس روحاني ستؤذي بعض قياديي الحرس الثوري وغيرهم من اللاعبين الرئيسيين في الاقتصاد الإيراني والسياسات الداخلية والخارجية التي سيعملون ضدها على الرغم من محدوديتها.
وتجلّى الخلاف حول الوضع في العراق في المواقف المتناقضة التي وردت على لسان كبار مسؤولي مراكز القوى هذه، إذ في 18 يونيو الماضي قال فيروز آبادي إن ليس هناك حاجة لوجود قوات إيرانية في العراق، وهو ما خالف رأي قادة كبار في الحرس الثوري الذين قالوا إن المرشد الأعلى لم يسمح لهم بالقتال في العراق، فيما أعرب وزير الدفاع حسين دهقان عن نيه بلاده بمساعدة الجيش العراقي، قائلاً «إن إيران ترغب بعراق موحد وآمن ومتقدم»، وهو موقف تساوق مع ما ذكره نائب رئيس هيئة اركان القوات المسلحة لشؤون (الباسيج) والشؤون الدفاعية الثقافية العميد مسعود جزائري الذي أعلن «ان إيران لن تمتنع عن تقديم اي مساعدة في اي مجال يرغب فيه العراق حتى الطائرات من دون طيار»، مشدداً على «أن تفكك العراق لن يفيد أحداً».

تغريد خارج السرب

وفي الوقت الذي أظهرت تصريحات كبار المسؤولين الإيرانيين حصولهم على الضوء الأخضر من خامنئي للتدخل نرى أن وزير الاستخبارات علوي غرد خارج السرب قائلاً «لم نتدخل ولن نتدخل في العراق، لكننا سنقدم مساعدة سياسية وروحية كبيرة للأمة العراقية». واعتبر مراقبون «ان علوي ربما لم يكن مطّلعاً او مستوعباً بما فيه الكفاية التغييرات في مواقف المقربين من خامنئي»، واستنتج آخرون انه ربما يكون ليس مقرباً كثيراً، او موالياً جداً للمرشد الأعلى كما هم القادة العسكريون الآخرون او حتى القادة السياسيين.
روحاني الذي كان طلب تقليص الإنفاق العسكري والحد من تدخل الحرس الثوري في الشؤون السياسية للحكومة لم يعترض او يرفض هذه الأقاويل، بل بالعكس تماماً، فلقد نقلت وسائل الإعلام الإيرانية آنذاك انه استضاف معظم قادة الحرس الثوري والقوات المسلحة، ولكن لم تتسرب اي معلومات عما جرى في هذا الاجتماع عدا ما نقلته وكالة (فارس) الإيرانية وهو «أن رغبة حكومة روحاني هي السلام وإزالة التوترات في المنطقة»، وانها «تؤمن بأن تحقيق هذا الهدف ممكن بوجود قوات مسلحة قوية».

تدخل مباشر

وتؤشر طبيعة الأوضاع الدراماتيكية المتسارعة في العراق الى أن إيران تتدخل بشكل مباشر في العمليات التي تنفذ في مناطق عديدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ولقد تعمدت وسائل الإعلام الإيرانية نشر صورة لقائد فيلق (القدس) في الحرس الثوري الإيراني وهو الى جانب ما يعرف باسم قوات (الحشد الشعبي) التي كان دعا الى تشكيلها المرجع الشيعي الأعلى السيستاني، بل وحتى ان التلفزيون الإيراني بث خلال الأيام الماضية صوراً تظهر سليماني بصحبة مقاتلين من قوات البيشمركة الكردية رجحت المصادر أن يكونوا من بيشمركة الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه جلال الطالباني الذي يقيم علاقات تحالف وثيقة مع الجمهورية الإسلامية. ربما يكون مشروع إيران في العراق قد تضعضع بعد ظهور «داعش» وتحقيقه انجازات كبيرة على الأرض لدرجة تهديده الهيمنة الإيرانية بالكامل وتقويض قوة حلفائه العراقيين، وربما يكون هدفها الإمساك بالعراق والسيطرة عليه بالكامل قد تقوض مع إرغامها على القبول بالتخلي عن رجلها الأمين نوري المالكي وبعد عودة الأمريكيين برغبة الأحزاب الشيعية الدينية التي رعتها وموّلتها واستثمرت فيها لسنوات طويلة، إلا أن نفوذها لم يسقط بالكامل، وهي مازالت موجودة في بغداد وفي قلب القرار الرسمي.


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
81.0006
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top