خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

تقرير إخباري

انتخابات البوسنة: شكوك مجتمعية في «تغيير حقيقي»

2014/10/13   07:15 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
انتخابات البوسنة: شكوك مجتمعية في «تغيير حقيقي»



صوفيا - محمد خلف: بعد 20 عاماً على توقيع اتفاق دايتون للسلام الذي أنهى الحرب الأهلية في البوسنة والهرسك (1995-1992) مازالت الانقسامات العرقية والدينية والسياسية تبتلع المكونات الاجتماعية واحزابها وقواها السياسية. وفي عمق العقد المستعصية لهذه التعارضات، جرت الانتخابات البرلمانية والرئاسية الأحد الماضي وتوجه الناخبون الى صناديق الاقتراع في ظل اوضاع غير محسومة تتعلق بالهوية، ومن دون توقعات بأي تغيير حقيقي في اوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية واستقرار بلدهم المنقسم والمشتت الى طوائف ومصالح متعارضة ومتشابكة.
وكانت البوسنة قد شهدت في فبراير الماضي أكبر وأوسع حركة احتجاج، ولكنها كما يبدو من وقائع الأحداث وتطورها لم تدفع باتجاه تحقيق زخم شعبي يؤدي الى إنهاء هيمنة النخبة السياسية الفاسدة والعاجزة عن انجاز الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الكفيلة بوضع حد لنظام المحاصصة وتقاسم السلطة على اساس عرقي وقومي وديني، وتقريب البلاد من المعايير الأوروبية. ولهذا فلقد كان السخط الشعبي العام من انتشار الفساد والبطالة والانقسام والخلافات الصارخة، الهاجس الأكبر الذي تحكم في مزاج نحو 3.3 ملايين ناخب تمكنوا على الرغم من كل آلامهم ومعاناتهم من انتخاب 518 مرشحاً لمناصب في مختلف ادارات الحكومة، بينهم رؤساء البلاد الثلاثة الأعضاء في مجلس الرئاسة الجماعية الذي يضم ممثلين عن المسلمين والصرب والكروات، ونواب البرلمان الوطني، والبرلمانين الفيدراليين و10 مجالس كانتونات، وآخر في مقاطعة (برتشكو) الحيادية.
ويرجح المراقبون أن تكون عملية تشكيل الحكومة معقدة وطويلة على خلفية الانقسامات والتجارب السابقة التي عطلت تشكيل الحكومات على الرغم من اليد الطولى للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وضغوطهما على النخبة السياسية لتحقيق اجماع وطني والشروع في بناء الدولة الحديثة المستقرة.

صرب متشددون ومسلمون مركزيون

وبينما صعد القوميون المتشددون الصرب من تهديداتهم بانفصال كيانهم وتحولهم الى دولة مستقلة، كما قال رئيس جمهورية الصرب في البوسنة ميلوراد دوديك، رد عليه المسلمون المتشددون بأن هدفهم النهائي هو تعزيز شكل وجوهر الدولة المركزية. ودعا العضو المسلم في هيئة الرئاسة والمرشح مجددا لعضويتها بكر عزت بيغوفيتش الى «الوحدة»، وقال «أقول للذين يدعون لهذه السياسة انها لن تفضي الى اي نتيجة، وأطالبهم بالتخلي عن سيناريو الانفصال».
وتواجه البوسنة مشاكل اقتصادية حقيقية مع وصول نسبة البطالة فيها الى %44، وتشير البيانات الرسمية الى أن %18 من السكان يعيشون على خط الفقر. وقدر البنك المركزي نسبة النمو لهذه السنة بـ%1. وكانت الفيضانات التي عمت البلاد في مايو الماضي الحقت أضراراً وخسائر مادية وصلت الى أكثر من مليار دولار، اي ما يشكل %15 من اجمالي الناتج القومي. كما تشهد عملية تقارب البوسنة مع الاتحاد الأوروبي مراوحة وتباطؤاً بسبب الصراعات العرقية ورفض الصرب دمج منظوماتهم الامنية مع الهيئات الفيدرالية وعدم تحقيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي تشدد على ضرورتها المفوضية الأوروبية وتعدها ذات اهمية كبيرة في التعامل الأوروبي مع السلطة.


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
79.0005
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top