خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

واشنطن بوست

هل يُعيد أوباما تشكيل فريق إدارته من جديد؟

2014/10/09   04:58 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
باراك أوباما
  باراك أوباما



بقلم ديفيد إغناطيوس:
يحتاج الرؤساء عادة لطاقة ومواهب جديدة لجعل فتراتهم الرئاسية الثانية أكثر نشاطاً وحيوية، فالرئيس جورج دبليو بوش فعل هذا وعدّل حكومته عام 2006، ويقال ان هذا ما انقذ رئاسته في نهاية المطاف.
الآن، يواجه الرئيس باراك أوباما على ما يبدو لحظة مماثلة، وثمة مؤشرات تبين انه يتطلع لاجراء بعض التغييرات في هيئة موظفيه بعد انتخابات الكونغرس في نوفمبر المقبل. ولا شك ان الرؤساء يقدّرون معنى الولاء والوفاء، ولابد ايضا ان اوباما يشعر بالامتنان لاعضاء فريقه، لاسيما بعد ان نشر وزير الدفاع ورئيس الاستخبارات السابق ليون بانيتا اخيرا مذكراته التي تضمنت انتقادا قاسيا له. وهذه مفارقة مريرة بالتأكيد لأن اوباما، الذي طالما افتخر بأعضاء فريقه الذي تضمن شخصيات قوية ومستقلة مثل بانيتا، روبرتس غيتس وهيلاري كلينتون، وجد نفسه في موضع انتقاد شديد بعد انسحاب اثنين من هؤلاء هما وزيرا الدفاع والخارجية.
لذا، ربما يرى الرئيس الامريكي المقبل ان من الافضل له اضافة بند ينص على «عدم الافشاء» للقسم الذي يؤديه الوزراء عند تقلدهم مناصبهم في الحكومة.
والحقيقة ان من غير الممكن وصف فريق اوباما الراهن بعدم الولاء، لكن لو وضعنا جانبا مسألة الوفاء هذه، لتبين لنا ان الرئيس اوباما مهتم فعلا على ما يبدو بإدخال مواهب جديدة في ادارته كي تُضيف اليها عمقا وخبرة، والدليل على هذا كان تعيينه اخيرا للجنرال المتقاعد جون ألن مبعوثاً خاصاً في العراق وسورية. ومن المتوقع ان نشهد المزيد من مثل هذا التعيين في الايام المقبلة، وذلك كجزء من جهد لتوسيع مجال عمل الادارة.
يقول مسؤول رفيع في البيت الابيض: اننا ندرك اننا سنشهد خلال السنتين المقبلتين تحولات جديدة في الشرق الاوسط وفي العلاقة مع ايران وآسيا. ويمكنني القول ان تعيين ألن هو مثال لانفتاح اوسع من اجل الاستعانة بأفضل الشخصيات في هذه البلاد لدراسة ومواجهة مثل هذه التحولات.

دماء جديدة

والحقيقة ان مكاسب دخول دماء جديدة في الادارة يمكن رؤيتها خلال فترة رئاسة بوش الثانية. فعندما بدأت الحرب في العراق تتجه نحو الاسوأ عام 2006، وسادت انقسامات مريرة في امريكا، ولم تجد القرارات السياسية طريقها الى التنفيذ دائما، تلقى الرئيس بوش نصحا من اندرو كارد رئيس هيئة موظفيه بأن هناك حاجة لشخص جديد لادارة البيت الابيض.
وبالفعل، عيّن بوش السيد جوش بولتن رئيساً لهيئة موظفيه، وتبين له ان هذا الخيار كان مفيدا. وكان من الدماء الجديدة ايضا كل من هنري بولسن ومايكل هايدن ويمثل هؤلاء الثلاثة افضل تعيينات بوش. كما تم اقصاء كل من دونالد رامسفيلد وزير الدفاع وجون سنو وزير الخزانة وبورتر غوس من وكالة الاستخبارات المركزية عن مناصبهم.
واليوم ثمة حاجة ايضا لمساعدة فريق اوباما على مستوى السياسة الخارجية، اذ ان مستشارة الامن القومي سوزان رايس لا تزال تعاني من انعكاسات قضية بنغازي. كما تأثرت سمعة تشك هاغل وزير الدفاع خلال جلسات الاستماع المتعلقة بالتصديق على منصبه. وصحيح ان وزير الخارجية جون كيري يساعد اوباما بلا كلل في السياسة الخارجية، الا ان هناك توترا لابد منه على ما يبدو بين وزير الخارجية عندما يكون قويا وبين مركزية البيت الابيض. وفي الوقت الذي يمكن فيه اعتبار مدير الاستخبارات المركزية رجلاً خبيراً بالشؤون العربية مما يؤهله لوضع استراتيجية الشرق الاوسط، الا انه اختلف ولسوء الحظ مع السيناتور دايان فينشتاين رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس.

حاجة للتغيير

من الواضح اذا ان هناك حاجة لاجراء تغيير ما داخل الادارة، غير ان الدستور لا يسمح لأوباما بتنحية نائبه بايدن. لكن بعد ان ارتكب بايدن المهزار عادة هفوة وأوقع نفسه بها بأزمة مع تركيا تطلبت منه تقديم اعتذار اليها، لابد وان اوباما لم يصدّق ما حدث، لاسيما انه لم يكن هناك حاجة لمثل هذه الاشياء.
على أي حال، بمقدور أوباما وهو يتمعن جدول اعمال سنتيه المتبقيتين في البيت الابيض الشعور بالرضا لأن قراراته السياسية الاخيرة فيما يتعلق بمحاربة الدولة الاسلامية كانت جيدة في معظمها. فقد استخدم تأثيره لاجراء تغييرات سياسية في العراق، وعمل مع كيري لتشكيل تآلف عربي ودولي يدعم السياسة الامريكية في المنطقة. كما تمكّن من تجاهل المترددين واولئك الذين يضعون العراقيل امامه في الكونغرس.
بل ويبدو ان اوباما تمكّن من وضع استراتيجية اساسية صحيحة في التعامل مع الدولة الاسلامية وغيرها من المسائل الاخرى. لكنه يدرك على الارجح ان ادارته بحاجة ايضا لشخصيات جديدة موهوبة لتنفيذ سياساته المحددة بجرأة وفعالية خلال ما تبقى له من فترة رئاسته.

تعريب نبيل زلف


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
126.0123
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top