خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آفاق

«داعش» وأوباما وغارات التحالف

2014/10/08   05:28 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0



في كتابه المعنون (معارك جديرة)الذي طرح الآن للبيع في المكتبات الأمريكية، يكشف وزير الدفاع الأمريكي السابق ليون بانيتا انه حاول مع الجنرال مارتن ديمبسي اقناع اوباما بتسليح المعارضة السورية في العام 2012، لكنه رفض الفكرة، ثم عاد الآن وتبناها بعد ان وصلت الازمة السورية الى النقطة الحرجة التي جعلتها الحرب الاخطر في العالم.
ويأتي اعتراف اوباما الذي احدث زوبعة في داخل أمريكا وخارجها بقوله «اسأنا تقدير قوة داعش» ليؤكد بانه ليس صاحب رأي التدخل في العراق اوسورية، وان كان هو صاحب الكلمة الاخيرة، فالتدخل ضد تنظيم (الدولة الاسلامية) حسب ما كشفت عنه الصحف الأمريكية بدأ حينما تسلل رئيس الاركان ديمبسي الى الليموزين الرئاسية التي كانت في طريقها للعودة للبيت الابيض، بعد لقاء قمة استضافته وزارة الخارجية لزعماء افريقيا وشارك فيه اوباما.ومع ان الرحلة بالسيارة بين الخارجية والبيت الابيض لا تتعدى الدقائق القليلة، الا ان اوباما لم يكد يصل ورئيس اركانه الى الجناح الغربي من البيت الرئاسي حتى اعطيا التعليمات للمباشرة بالاستعداد لضربة جوية تنقذ اربيل عاصمة الاقليم الكردي العراقي التي كان يتهددها مقاتلو داعش.
هل اقرار اوباما باساءة الاستخبارات الأمريكية تقدير قوة الجهاديين في سورية وتضخيمها قوة الجيش العراقي هو محاولة لتبرير تردده وتأخره على المستوى الشخصي في اتخاذ القرارات اللازمة للتحرك من اجل انهاء الازمة السورية قبل تفاقمها ووصولها الى مرحلة استقطاب جهاديي اوروبا والعالم كله بما فيهم بلاده، وكذلك لمواجهة سيل الانتقادات ضد سياساته من الجمهوريين وحتى من بعض قاده حزبه الديموقراطي، وللتخفيف من وطأة لومه شخصيا لتجاهله تحذيرات وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون حول ضرورة دعم المعارضة المعتدلة خشية فراغ يملؤه آخرون.بالتأكيد هذا ما اراده وفق منتقديه من السياسيين والمحللين.
ان تساؤلات كثيرة تثار الآن في وسائل الاعلام الأمريكية والغربية، عما اذا كانت الضربات الجوية التي توجهها طائرات دول التحالف العربي – الغربي لمواقع وتجمعات ومصادر تمويل داعش ذات جدوى على خلفية شحة المعلومات الاستخباراتية التي في حوزتها، وهو ما تعكسه الوقائع على الارض، فالظاهر انه وبعد اسابيع على هذه الغارات ما يزال التنظيم قويا، بل ويواصل تحقيق تقدم مثير للدهشة فهو على الرغم من حشد الالاف من مقاتلي الميليشيات الشيعية وزج عناصر الحرس الثوري الايراني يسيطر على مناطق جديدة في العراق لدرجة ان الانبار معرضة لسيناريو مشابه للموصل، وهو يقترب من بغداد، وما يحدث الآن في المناطق الكردية السورية واجتياحه لمدينة كوباني (عين العرب) يزيد ويعزز من الشكوك حول ادعاءات تكبيده خسائر فادحة بشرية وتحجيمه وتقويضه واضعافه، فالحصيلة حتى الآن لا تبدد القلق من خطره وتهديده الفعلي لدول المنطقة، بل تزيد وتثير الرعب من قدرات هذا التنظيم الذي يواصل اجتياحه لمساحات جديدة تدعم خريطته التي وزعها عن دولة الخلافة وحدود المنطقة الجديدة.

صوفيا - محمد خلف
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
76.9992
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top