خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آفاق

بوتين في هونغ كونغ

2014/10/03   08:32 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
بوتين في هونغ كونغ



يظهر رد فعل نظام بكين على حركة الاحتجاجات المتنامية في هونغ كونغ تبنيها لأسلوب ونهج بوتين الذي كان قمع التظاهرات الشبابية ضد سلطته الاستبدادية بقوة وعنف بالغ. ما تفعله السلطات الصينية الآن في حربها ضد المجتمع المدني هو نفس ما كان فعله قيصر الكرملين قبل عامين حينما اصدر اوامره بالسيطرة على المنظمات غير الحكومية وتقييد وتحجيم قدراتها لاحداث تغييرات في وعي وبنيوية المجتمع الفكرية.
تثار اسئلة كثيرة عما اذا كانت هذه الاحتجاجات ستدفع بكين الى تشديد اجراءاتها القمعية في هذا الاقليم الذي يتمتع بوضع اداري خاص، وبرأي مراقبين ان الرئيس شي جينبيغ لا يرغب في استنساخ النهج الذي اتبعه ماو، ولكنه في الوقت نفسه لا يستوعب ابدا اي نوع شكل من الديموقراطية الغربية، ما يعني انه سيتخذ طريقا ثالثة معتمدا الديموقراطية البوتينية الموجهة، والاكثر ترجيحا ان الايام القليلة المقبلة ستشهد قيامه بإصدار قرارات باغلاق تلك المنظمات المستعصية على الرشوة، والابقاء على غيرها التي لا تمانع في خدمة النظام.
لقد كان صيف العام الجاري عصيبا للغاية بالنسبة لقادة منظمات المجتمع المدني الذين كثيرا ما حلوا ضيوفا على الرغم من ارادتهم على اجهزة الامن الصينية التي اخضعتهم لتحقيقات لم تخل من حرب نفسية وترغيب وترهيب وتهديدات بتوجيه اتهامات بالتجسس والخيانة الوطنية وخدمة مصالح اطراف وجهات اجنبية معادية تقدم لهم التمويلات لتحقيق البرامج الاصلاحية.
وتشترك حركة الاحتجاجات في هونغ كونغ مع الحركات المماثلة التي هزت تونس ومصر وليبيا وغيرها من الدول العربية بغياب القائد او القادة، اذ هي عفوية وعشوائية بدأتها وتحركها مجموعات من الشباب الرقمي الرافضين لاي شكل من اشكال السيطرة على حرية التعبير والخيارات الشخصية وفرض القوالب الايديولوجية، وهذا بالتحديد هو ما يجعلها متميزة وقوية واكثر فاعلية ترعب السلطة وحتى قوى واحزاب الستاتيكو التي اصابها العقم والعجز وتلوثت بأمراض الحكم. وتشير التقارير الى ان اكثر ما يقض مضاجع السلطة ويشكل تحديا جديا لأجهزتها الامنية، هو افتراش جماهير المحتجين الارض، وتشكيلهم خلايا احتجاجية نائمة تقودها جماعات من الشباب الفوضويين في عدة احياء متفرقة.
السلطة تبدو مرتبكة وغير قادرة على التحكم بالأوضاع ومساراتها، ولم تجد من وسيلة سوى استنساخ القوالب الجاهزة التي تلجأ اليها في هذه الحالات انظمة الاستبداد وهي التخوين ووصف المحتجين المطالبين بانتخابات حرة ونزيهة وشفافة بأدوات يحركها الغرب للاطاحة بالحزب الشيوعي من السلطة، الا ان ما تفعله السلطة لا يخفي حقيقة انها امام حركة اكثر عدوانية للهيمنة الحزبية الفكرية من دون قادة ومن دون جدول اعمال.
لقد انفجرت الحركة الشبابية كرد فعل سريع على نية مبيتة للسلطات الحاكمة للتدخل في الانتخابات التي ستجري في العام 2017 لاختيار حاكم جديد لهونغ كونغ، الا انها تكتسب ابعادا خارجة عن السياق التقليدي، وهي اكثر تعقيدا وتنبئ بتطورات ومتغيرات ستضع حكام بكين امام معطيات جديدة اكثر تعقيدا وخطورة.

صوفيا - محمد خلف


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
151.9959
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top