مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

البيت العتيق

أم سعود والناصران وبوسعد!!

خالد سلطان السلطان
2014/09/17   11:53 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



عشت ليلة السبت الماضي ليلة هي أشبه بليلة عاشها الشيخ الدكتور ناظم سلطان يوم عقد لي القران على خير امرأة على وجه الأرض بنت العم أحمد المسعود فكان الشيخ ناظم يعيش وقتها حالتين الأولى حزنه على فراق أخيه قيصر رحمه الله والحالة الثانية فرحته بزواجي وأنا اعتبر أخاه الأصغر والشرف لي.
فبينما كنت أعقد القران لابن أخ أحد الاصدقاء وكنت أتظاهر بالفرح تطييباً لخاطرهم كان قلبي يبكي حزنا على فراق اختي الكبيرة ام سعود الشقيقة الكبرى لزوجتي والتي كانت تعرف بخلقها الكريم وخلالها المباركة وهي التي جمع الله لها جمال الدين والخلق، ويدلك على ذلك تلك الجموع الكبيرة من المعزيات وخاصة من رفيقات دربها في سلك التدريس، فقد خرجت رحمها الله أجيالا من المتعلمات وكثير منهن تقلدن الوظيفة اليوم، ولكن تبقى اثار أم سعود في نفوسهن لتميزها في الأداء والعطاء لأشرف وظيفة عرفتها الدنيا وهي وظيفة التعليم.
لقد انقطعت عن عالم التدريس لظروفها الصحية وهي في قمة شبابها والذي ذهب أكثره صراعاً مع المرض، وأحسبها صابرة ومحتسبة والحمد لله الذي بلغها الشهادة قبل وفاتها، وخرجت من الدنيا بابتسامة مشرقة ونور لا مثيل له شهده كل من رآها ممن كان حولها على السرير الأبيض في المستشفى الأميري، وكذا من حضر غسلها في مقبرة الصليبيخات فكانت ابتسامتها والنور كالبلسم لأهلها وذويها فقد فاضت روحها في عشية يوم الجمعة أي في الوقت الذي يظن انه ساعة استجابة للدعاء.
لقد شرفني أخي الكبير عادل المسعود بالصلاة عليها وبعد الصلاة حملت إلى قبرها للدفن فوالله ما رأيت خفة في جنازة مثلها في المحمل والدفن السريع والذي لاحظه الجميع فرحمة الله عليك من أخت كريمة واسأل الله ان يؤجر أهلك خيرا في مصابهم وأن يخلف لك ولهم خيرا.
لم ينجبر القلب من بعد رمضان من فراق الأحبة فكان اول الاحزان على الحبيب (بوفواز ناصر البخيت) والذي كان موته بسبب حادث مروري مروع!! فابو فواز كان رجلاً حبيباً ومؤدباً وذا خلق رفيع وقلت لأهل العزاء ان (ابن خالتي بوفواز) منذ عرفته وهو قليل الكلام وهادئ الطبع، فلا أذكر له صوتا رفيعاً أو جدلا في حوار، فقد كان بسيطاً في حياته رحمه الله، ولعل أكثر من يعرفه من عاش معه من الوسط الرياضي الذي شهد له بهذه الأخلاق العالية، فرحمة الله عليك يا بوفواز وأسكنك فسيح الجنان.
(ناصر الصلال بوبدر) آخر لقاء بيني وبينه كان في شهر رمضان وكان كثير الذكر لله مع صبر على مرضه الذي أحاط به، والذي من أجله أقيمت له اعقد العمليات وأخطرها ومع ذلك كان يعيش الأمل والتفاؤل فخرجت من عنده على امل اللقاء به في منزله كما اخبرني، الا أن قدر الله اسرع فقد قرر له الاطباء عمليات جديدة وملحة مما ادخلته في الغيبوبة الى يوم رحلته، الى لندن ليستكمل مشوار العلاج، فبعد الانتهاء من إجراءات المطار والصعود للطائرة واثناء دخول الناس استعدادا للاقلاع دق جهاز الإنذار ليقول للأطباء المرافقين فاضت روح ناصر، والذي كان يرفض السفر للعلاج وقت صحوته ونشاطه ليقول بلسان الحال انا اريد الموت في بلدي وبين أهلي وأحبابي وهي أمنيته رحمه الله فمات صبيحة الجمعة وحضر مراسيم جنازته كل أحبابه وخلانه والعجيب ما قاله لي بدر إن والده قبل دخوله في الغيبوبة أوصاه بأمور من الخير والعطاء وكأنه يشعر بانه آخر لقاء يتحدث فيه مع أحد من أحبابه فقال الولد البار قمت بما أمرني به وهو في غيبوبته ليخرح من دنياه سالماً من الحقوق فرحمة الله عليك (يا ابن خالي).
الشيخ الداعية سامي بلال صاحب الابتسامة المشرقة وصاحب الروح الشابة والمبدع في إيصال كلمة الحق للناس وخاصة جيل الشباب لقد كان رجلا لا يعرف اليأس طريقا اليه مع ما كان يعانيه من ورم في رأسه والآلام الشديدة، إلا انه مصر على أن يشارك في دورة علمية في الفلبين لطلبة العلم تنسيقا مع اللجنة النشطة لجنة جنوب شرق آسيا التابعة لجمعية احياء التراث الاسلامي بترتيب من الاخ محمد المسعود، فقد ابدع الشيخ سامي في دورته وعاد للبلاد ليدخل بعدها لغرفة العمليات وهو يرجو الشفاء ليعود داعية لله مستمرا في البذل والعطاء، ولكن اجل الله اصدق (وجاءت سكرة الموت بالحق) ليغادر هذه الفانية بحضور الجم الغفير من اهل الفضل والعلم ومن العامة ايضا التي احبته وعرفت قدره.
لم تحملني قدماي للذهاب وقوفا مع طابور المعزين واترك اخي سامي في قبره بعد الدفن مباشرة وكأنه يقول انتظر دقائق وادع لي فاني بحاجة للدعاء، فاستجبت لهذا النداء الذي اسمعه من داخلي حتى كنت آخر من فارق قبره، وكلي رجاء لله فأسأل الله أن يثبته بالقول الثابت، وان يفتح له بابا من الجنه ويعيش قرير العين بنعمة الله وفضله فرحمة الله عليك يابوسعد.

لفتة:
{قل ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون}.


د.خالد سلطان السلطان
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
350.0171
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top