مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

لطميات إخوانية

وليد جاسم الجاسم
2014/09/14   10:21 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



رغم أن بعض قيادات الإخوان المسلمين تحدثوا بتهذيب كبير عن الشقيقة قطر بعدما بدأت إجراءات ترحيلهم من هذه الدولة إلى دول أخرى ضمن إجراءات الدوحة المحمودة لرأب الصدع الخليجي وتحقيق تقارب أكبر بين دوله في وقت يتطلب التقارب لا التنافر بين الإخوان والأشقاء، رغم هذه الكلمات «الذربة» من بعض القيادات الإخوانية.. إلا أن بعض العناصر الاخوانية الأخرى انطلقت تسيء إلى دولة قطر.. متناسين كل ما قدمته لهم عندما أطعمتهم من جوع وآمنتهم من خوف.
عائشة خيرت الشاطر كانت نموذجاً في عدم التأدب عندما انتقدت ما اعتبرته «طرداً» للإخوان وكذلك كانت هناك وقاحات اخرى من أطراف أخرى لم تحسن التأدب رغم أن ما حدث كان اتفاقاً وترتيباً بين الطرفين.
قطر لم تتخل عن الإخوان لكنها تمسكت بمصالحها ولا شيء معيباً في هذا بل هو قمة العقل والمنطق، وأي مسؤول كبير في أي دولة إذا أدى القسم فإنه يقسم بأن يحقق مصالح بلاده.. وليس مصالح الغير على حساب بلده، أيضاً قطر لم ترم أحداً من الإخوان في الشارع، بل أجرت ترتيباتها اللازمة ووفرت التمويل اللازم لضمان العيش الكريم وكلفت حتى المحامين الباهظي التكلفة لترتيب أوضاع من سوف يستقر بهم المقام في لندن.
هذا الموقف من أطراف في الإخوان مزعج جداً وما كان لهذه المفردات أن تخرج عبثاً، فالإخوان تنظيم مرتب ولا مجال فيه للصدفة أو التمرد، وبالتالي ما حدث لم يكن إلا توزيع أدوار مدروس.. «كبار» يشكرون قطر و«صغار» يتطاولون عليها في ذات الوقت!!
لقد امتلك الإخوان المسلمون فرصة عمرهم في مصر بعد الاطاحة بالرئيس حسني مبارك، ولكنهم استعجلوا الإطباق على هذا البلد ولم ينتظروا حتى يأمن لهم الناس بل زادوا من ارتيابهم حتى كرهتهم الغالبية العظمى في مصر، حيث انهم وفور سيطرتهم على مصر وحكمهم لها تبين للناس ضعف قدراتهم والخلل في ولاءاتهم وتداخل المصالح إلى درجة تفضيل مصالح الغير على مصالح مصر. هم ضيعوا مصر من أيديهم بسوء اختيارهم لمن يمثلهم وسوء أدائهم وسوء تعاملهم مع الغير.. هم ضيعوا مصر بروح الحقد والانتقام التي سيطرت عليهم وأنستهم روح العمل والتنمية.
الآن، بعدما ضيعوا هذا كله بدأوا تشغيل اسطوانات «اللطميات الإخوانية»؟! وصاروا يهاجمون قطر التي لا يمكن لاصغر إخونچي أن ينكر فضلها عليه.
في التراث، يتم تداول قصة عن رجل كان راحلاً على حصانه فوجد رجلاً على قارعة الطريق. وقف له وأركبه حصانه ليوصله إلى وجهته.
في البداية، قال الرجل لصاحب الحصان ممتدحاً.. «حصانك رائع وقوي».. وبعد ما وصلا نصف الطريق، قال له «حصاننا رائع وقوي»!!.. وهنا قام الرجل الفطين صاحب الحصان بإنزال المسافر من على ظهر حصانه، وقال له: «لو صبرت عليك أكثر ستقول إن الحصان حصانك»!!
أظن.. وليس كل الظن إثماً دوماً أن الإخوان المسلمين لو طال بهم المقام أكثر في الدوحة لبدأوا الترويج انها دولتهم وعاصمتهم.. نفطها نفطهم.. وغازها غازهم.. وأموالها أموالهم.
مبروك للشقيقة قطر الخلاص.

وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
انستغرام: @waleedjsm
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1371.0052
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top