مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

صراحة قلم

منهج الخوارج في تسميم أفكار الشباب

حمد سالم المري
2014/09/11   10:31 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



هناك عدد من الشباب المسلم يسمع بمصطلح منهج وفكر الخوارج ولا يعرف معناه الحقيقي ولهذا فهو قد يقع في الفخ ويصبح متبنيا وتابعا لهذا المنهج دون ان يشعر وذلك بسبب تحمسه للدفاع عما يقع على المسلمين من عدوان وظلم. ولتعريف مصطلح الخوارج قال الشهرستاني: (كل من خرج على الامام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يسمى خارجياً، سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين أو كان بعدهم على التابعين لهم باحسان والأئمة في كل زمان) وقد قسم العلماء انواع الخروج الى أقسام، القسم الأول هم من خرجوا ليس لمنازعة في الملك، ولكنهم خرجوا غضبا للدين، ومن بسبب جور الولاة وترك عملهم بالسنة كما يزعمون.والقسم الثاني هم من خرجوا على ولي الأمر بسبب تأوليهم لبعض آيات القرآن والسنة.والقسم الثالث هم من خرجوا لطلب الملك فقط.أما القسم الرابع فهم من خرجوا على الامام وعلى الجماعة المسلمة للدعاء الى معتقدهم، وخروج هؤلاء نابع من مخالفة لأصول في الشريعة الاعتقادية أو العلمية.وقد جاء تعريف مصطلح الخوارج بعد ظهور فرقة من المسلمين في نهاية عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان وبداية عهد الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.فهذه الفرقة التي أنشأها عبدالله بن سبأ وهو يهودي من صنعاء ادعى الاسلام بدأت تؤجج المسلمين على الخليفة مدعية بأنه يوظف أقرباءه ولاة في الأمصار وأنه استأثر هذه المناصب لهم دون المسلمين الآخرين ثم ما لبثت هذه الفرقة الا ان حاصرت منزل عثمان بن عفان رضي الله عنه وبدأت تخرج عليه أولا بالكلام وتطالبه بالخروج اليهم ومناظرتهم فرفض ذلك لما يعلم من شرهم فواصلوا محاصرة منزله أياما عدة وازدادت صيحاتهم المطالبة بالاصلاح كما زعموا ثم تحولت هذه الصيحات الى أفعال وخروج بالسيف عندما تسور عدد منهم المنزل وضربه بالسيف وهو جالس يقرأ القرآن.فبسبب الحماس الزائد وقيام عبدالله بن سبأ بتأجيج مشاعر الشباب المسلم الراغب في الاصلاح الذي يعتقدونهم خرجوا على ولي الأمر أولا باللسان ولما لم يجدوا نفعا خرجوا عليه بالسيف فحدثت الفتنة التي كان عثمان رضي الله عنه يخشى وقوعها ثم بعد ذلك توالت هذه الفرق على الخروج في عهد الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه والعصور التي تلته حتى يومنا هذا مع اختلاف الوقائع والأشخاص.ففي وقتنا الحالي ظهرت علينا فرقة داعش ومن قبلها القاعدة وهما وجهان لصورة واحدة هي الخروج على ولاة الأمر المسلمين وقتل كل من لا يعتنق منهجهم التكفيري بزعم نصرة المسلمين من الظلم والطغيان.وقد يقول البعض كيف تطلق كلمة خوارج على شباب مسلم يقرأ القرآن وانتفض ضد الطغيان؟ فنقول له نحن ليس الذين سميناهم بالخوارج بل الذي سماهم وحذر منهم سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم عندما بَعَثَ علي بن أبي طالب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن بذهيبة أديم مقروظ، لم تحصل من ترابها، فقسمها بين أربعة نفر: بين عيينة بن حصن، والأقرع بن حابس، وزيد الخيل، والرباع اما علقمة واما عامر بن طفيل، فقال رجل من أصحابه: كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر السماء صباح ومساء، فقام رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناشر الجبهة كث اللحية محلوق الرأس مشمر الازار، قال: يا رسول الله اتق الله، فقال: ويلك أولست أحق أهل الأرض ان يتقي الله، ثم ولى الرجل، فقال خالد بن الوليد: يا رسول الله ألا أضرب عنقه؟، فقال: لا لعله ان يكون يصلي، فقال خالد: وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قبله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اني لم أومر ان أنقب عن قلوب الناس، ولا أشق بطونهم، ثم نظر اليه وهو مقف، فقال: انه يخرج من ضيضئ هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا، لا يتجاوز حناجرهم يمرقون من الدين، كما يمرق السهم من الرمية: قال: أظنه قال: لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود.
ومن ينظر الى حال داعش والقاعدة من قبلها يجده مشابها لما حدث للنبي صلى الله عليه وسلم من الرجل الضال الذي اتهمه تهمة مبطنة بأنه لا يتق الله بسبب عدم حصوله على نصيب من الغنيمة التي أرسلها له علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
فهم يرون بأن حكام المسلمين ظالمون ويجب قتالهم هذا من جهة ومن جهة أخرى هم يخالفون السنة الصحيحة ويفسرون القرآن والأحاديث على حسب معتقدهم وحسب فكرهم، كما أنهم يقاتلون المسلمين لاجبارهم على اعتناق منهجهم الفاسد ومن يخالفهم يقتل وهذه الصفات هي صفات الخوارج.فهل سينتبه الشباب المسلم المغرر بهم ويرجع الى اتباع السنة الصحيحة؟ أسأل الله ذلك.
< عند محاكمة أحد الضالين عقائديا في المملكة العربية السعودية أصر على أنه لا يعترف بالبيعة للملك وأنه لا يعترف الا بولاية الأئمة «الاثنا عشر»، وهذا ليس الوحيد ممن لا يعترف بولاية ولي الأمر في الدولة التي يعيش بها، فقد سبقه شخص يتصدر الاعلام في قنوات التواصل الاجتماعي وله أتباع قالها صريحة انه لا يعترف بأي بيعه الا اذا قامت الخلافة ومع ذلك مازال هذا الشخص طليقا يسمم أفكار الشباب المسلم المغرر به على الرغم من ان هذا الفكر الذي يتبناه فكر الخوارج.كما ان هناك عدة أكاديميين يدرسون أبناءنا في الجامعات خاصة في كلية الشريعة منهجهم وفكرهم نفس منهج داعش والقاعدة بل ان أحدهم صرح أكثر من مرة بأنه قد حان وقت تغيير نظام الحكم في البلاد ومع ذلك ما زالوا يمارسون مهنتهم في تسميم أفكار أبنائنا في الجامعة دون اتخاذ اجراءات حازمة تحد من منهجهم وفكرهم.

حمد سالم المري
hmrri@alwatan.com.kw
@AL_sahafi1
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
429.9974
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top