مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

وطن الإنسانية والقائد الإنساني

د.مبارك البغيلي
2014/09/09   09:55 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

كانت الكويت ومع محدودية مواردها وصعوبة معيشتها ملجأ لكل مضطهد


يقدر التأثير الانساني للاوطان والامم والقادة بحجم تأثيرهم على رفع الظلم وتخفيف معاناة الانسان أينما وجد فنحن مهما اختلفنا بعرقياتنا ومعتقداتنا نبقى جميعا نرتبط برابط الانسانية التي تجمع العنصر البشري في هذا الكوكب أو كما قال الامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه «الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق» والكويت منذ نشأتها كان هذا القول هو أسلوب حياة شعبها وديدن حكامها ففي السابق كانت الكويت ومع محدودية مواردها وصعوبة معيشتها ملجأ لكل مضطهد وباحث عن العيش بسلام وبعد ان من الله عليها بالخيرات أصبحت الكويت من أكبر الدول التي تساعد في رفع المعاناة عن الانسان بغض النظر عن عرقه وديانته فلا توجد قارة أو أقليم أو دولة ليس للكويت أثر خير فيها سواء من الجانب الرسمي أو الشعبي، وكلما زادت حاجة الانسان أينما كان وجدت الزيادة في الآثار الخيرية من الكويت والكويتيين، فالكويت من أوائل الدول التي أنشأت المبرات والجمعيات الخيرية لجمع التبرعات ونقلها للمحتاجين في جميع أنحاء العالم وقد تسابقت هذه المبرات والجمعيات في ايصال المعونات الانسانية التي تقدمها الدولة والشعب للمحتاجين لها الا أنه في السنوات الاخيرة كثرت الصراعات والحروب في دول كانت مستقرة في السابق وأصبحت حاجة الانسان في هذه الدول ماسة ولكن كيف الوصول للمحتاجين والصراعات قائمة والامن مفقود في هذه الدول لذلك كان يجب أن يكون هناك تحرك دولي لعمل مظلة أممية تحمي نقل هذه المساعدات للمحتاجين لها وألا تجعلها محسوبة على أي طرف من أطراف النزاع، ولان الحاجة كذلك أصبحت كبيرة ولا تستطيع دولة وحدها القيام بها مهما كانت قدرة هذه الدولة.
وبسبب دعم الكويت للعمل الانساني وتاريخها المشرف في هذا المجال فقد وجه السكرتير العام للامم المتحدة السيد بان كي مون الدعوة للكويت بأن تستضيف مؤتمرا للمانحين لدعم الشعب السوري بسبب تدهور الاوضاع داخل سورية وقد وجهت الكويت دعوات باسم أميرها صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه لقادة الدول لحضور مؤتمري المانحين الاول والثاني حيث حضر المؤتمر الاول 60 دولة وفي المؤتمر الثاني 69 دولة لتقوم الكويت ممثلة بصاحب السمو بالتبرع في المؤتمر الاول بمبلغ 300 مليون دولار والمؤتمر الثاني بمبلغ 500 مليون دولار لتكون حجم هذه التبرعات تاريخية وغير مسبوقة في تاريخ الامم المتحدة ولعل مبادرة صاحب السمو في المؤتمرين الاول والثاني وتبرع الكويت بمبلغ 300 و500 مليون دولار على التوالي قد أوحت وشجعت الدول الاخرى على زيادة تبرعاتها حيث وصلت التبرعات في مؤتمر المانحين الاول الى 1.5 مليار دولار والثاني الى 2.4 مليار دولار.
بعد هذا العمل الجبار من الكويت وقائدها بجمع العالم لدعم الانسانية والتبرع وجمع هذه المبالغ غير المسبوقة في التاريخ البشري أعلن السكرتير العام للامم المتحدة بتسمية الكويت «مركز انساني عالمي» لقدرتها على احتضان هذا العدد الكبير من الدول وحجم التبرعات التي استطاعت جمعها وتسمية صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح «قائداً انسانياً» لتلبية الدول لدعوته للمؤتمر ومبادرته الشجاعة والكريمة وغير المسبوقة والتي كان لها أثر واضح على الدول الاخرى لزيادة تبرعاتها وسيكون تاريخ 2014/9/9 هو تاريخ اجتماع العالم في الامم المتحدة لتكريم سمو الامير كقائد انساني والكويت كمركز انساني عالمي فأي فخر بعد هذا ان نفاخر بأننا حاضنة الانسانية لعمل الخير وأن يكون أميرنا هو قائد الانسانية فاذا تفاخرت الشعوب والدول بقوة جيوشها وترسانتها العسكرية وأسلحة دمارها فنحن نفاخر بأننا مضمدو جراح العالم وحاضنته الانسانية واذا فاخرالقادة بالالقاب فيكفينا فخرا ان يكون أميرنا هو قائد للانسانية وبمباركة العالم أجمع والله المستعان والحافظ يا كويت.

د.مبارك صالح البغيلي
@drmubarakbgaili
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1138.0058
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top