مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

ربما نتفق

الزعيم الذي تنحى لتبقى مصر

انتصار المعتوق
2014/08/28   11:07 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

إهانة الرؤساء تحت بند الربيع العربي مسألة غبية كلنا خاسرون فيها


لقد أثبت محمد حسني السيد مبارك أبو علاء الرئيس المصري الأسبق أنه زعيم عربي بالأصالة حينما تحولت محاكمته من محاكمة زعيم خلف القضبان الى خطبة سياسية من الوزن الثقيل.
ظن بعض الواهمين أنها خطبة بكاء واستدرار عطف المصريين والبعض الاخر توقع أنها مجرد محاولة لخلق جبهة تأييد عربية وعالمية في آخر لحظة سياسية بحياة مبارك، والبعض اعتبرها جزءاً من مشهد تمثيلي والمخرج «عاوز» يبكّي الشعب.
ولكن عند ذوي الألباب ليس كذلك، فخطبته تشبه خطبة وداع ورحيل لمثوى أخير.
لقد شعرت ومثلي الكثير بأن أبو علاء يوّدع مؤيديه ويقول لمعارضيه سامحوني وارحموا عزيز قومٍ ذل.
بغض النظر عن أي اخفاق أحدثه مبارك الا أننا يجب ان نعترف بحنكته العسكرية والسياسية والأمنية التي حمت المنطقة من حروب مدمرة وأعطتنا مجتمعاً شرقياً آمناً ومَن يُنكر ذلك؟! فمبارك ليس مجرد رجل عسكري، انه أب وقائد وزعيم عربي، انه بطل ومقاوم وقامة.
والطريقة التي تعامل بها من قِبل أبناء شعبه أحرجته وجرحت مناصريه من داخل مصر وخارجها.
في الواقع ان البعض لا يريد ان يستوعب ان مصر ليس بلدهم وحدهم انما هي رئة الشرق الأوسط فان مرضت مرضنا جميعاً.
ولا أعلم أين كانت عقيدة المسلمين مركونة حينما نزلوا الى الشارع يطالبون برحيل مبارك ولما أتى آخر انتزعوه انتزاعاً ولما جاء ثالث طلبوه حياً أو ميتاً.
وكأن شعب المحروسة حلف بالطلاق على ألا يعيش في جلباب أبيه.
العدالة المطلقة لن نجدها على الأرض لذا ومن هذا الباب يجب ألا نطالب الحكام العرب بالمثالية لأن البشر لا يستطيع ان يتسامى فوق بشريته ويحقق العدل المطلق، العدل بالسماء ويجب ان نتذكر أننا ما زلنا على الأرض.
مسألة اهانة الرؤساء تحت بند ثوار الربيع العربي مسألة مهينة جداً وغبية، وكلنا فيها خاسرون.
والتمثيل بجثث الزعماء وبتاريخهم عار، ولم يُعد الأمن للأوطان بل سرقها وحوّلها الى مدن عنيفة.
تعالوا نحسب كم وطن عربي فحّ ثعبان الربيع في صدره؟، وكم وطن عربي مازالَ حيّاً؟ اليمن، تونس، ليبيا، السودان، العراق، ماذا فعل بهم الربيع؟
سورية، لبنان، أين هم وأين نحن منهم؟.. والآن الأفعى تضع بيضها في مصر.
والعيون تتربص بالخليج.! الشرق الأوسط يشرب دماً، ونحن ننتهي ألا تلاحظون ذلك؟
بكل تأكيد الظلم لا أحد يطيقه.
والبيات من غير كسرة خبز حسرة، وتركيز الثروة في يد فئة معينة وترك البقية تلف بالرحى لف العبيد موجع، ولكن الأمان أغلى وأثمن من كل هؤلاء. هذا في حال خُيّرنا بين الأمان أو الثروة.
عن ابن عباس رضي الله عنهما – عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – قال: «من رأى من أميرِه شيئاً يكرهُه فليصبر فانّهُ مَن فارقَ الجماعة شِبراً فمات، الاّ ماتَ ميتةَ جاهليةٍ»– الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: البخاري- المصدر:صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم: 7054.
وفي ذلك أيضاً قال الامام أحمد في أكثر من رواية «ولا يحل قتال السلطان ولا الخروج عليه لأحد من الناس فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة والطريق».
والى عُشاق النضال والهتاف والنزول للميادين: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من خلعَ يداً من طاعةٍ، لقيَ الله يومَ القيامةِ لا حُجّةَ لهُ، ومن ماتَ وليس في عُنُقِه بيْعةٌ ماتَ مِيتةً جاهليةً»– الراوي عبدالله بن عمر المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم: 6229، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
أعلم أنه ليس بالامكان ان يتفق الجميع فيما أقول ولكنها الحقيقة التي تُغيّبها التحزبات السياسية والدينية من أجل أغراض دنيوية.
قال أحد المصريين بعد خطاب مبارك الأخير: كنا ننتظره ليدافع عن نفسه واذ بنا نجده يوصينا على مصر!.
نعم تلك هي روح الزعيم النزيه، الذي تنحى عن كرسي الرئاسة ليحقن دماء أبناء شعبه، حتى لا تمتلئ الرئة المصرية بدم الثوار فيختنق الجميع. نفّذ رغبة المصريين بالرحيل فهل يحترمون مطالبه ويحمون مصر، ويضعون أيديهم بيد خليفة مبارك المشير عبدالفتاح السيسي الرأي الصائب وقبطان الأمان ويتوقفون عن تدمير مصر العروبة؟!.
قد ينام التاريخ أو يظل مستيقظاً بعينٍ وعين لكنه لا يموت أبداً، ونفسه التاريخ سيقف في وجه كل من فَجَر بخصومته مع شخص مبارك وطالبه بالرحيل بتلك الطريقة المخزية.
لقد خذل البعض نسر الجو وأساؤوا لتاريخه وسيأتي يوماً يتمنون فيه عدم النزول الى الشارع والانقياد خلف تعميمات وتعليمات تأتيهم عبر فيسوك وتويتر.
لن يعرف البعض حجم المأساة التي يعيشها وطننا العربي الا حينما يجدون الأغلال والعبيد، الأغلال تحركنا ونحن العبيد.
كتبت في العام 2011 مقالاً ابان تنحي بطل أكتوبر محمد حسني مبارك عنوانه «فخامة الرئيس مبارك.. رحيلك جناية كُبرى»، فهل صدق حدسي؟!

انتصار المعتوق
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
402.9903
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top