مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

من الاثنين للاثنين

غضب المثقفين

د.خالد أحمد الصالح
2014/08/24   10:57 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



قرأت مقالاً للروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، المقال يحمل غضب السخرية أو سخرية الغضب من الجمهور العربي.
غضب من الجمهور الذي يتداول أسماء المطربين، يحفظها ينشرها في الأجواء حتى لتخال جمهور العرب يتنافسون بينهم في الانتماء لتلك الأسماء، في المقابل لا يعرف الجمهور أسماء مبدعي أوطانهم ولا يتباهى بعلمائه وأدبائه، السؤال هل هذه الظاهرة تستحق الغضب؟، برأيي ان الغضب هنا لا يوجد ما يبرره.
كيف نغضب أو حتى نستغرب حين يُعجَب العامة في أي أمة، يعجبون بمشاهير الغناء والفن مهما بلغت تفاهتهم، انها طبيعة الحياة، فهناك تداخلات مشتركة في التحكم بمزاج العامة، نعم انها قواعد ادارة الشعوب، هناك أموال تُستثمر واعلام يُحب ان يفرض سيطرته، وأخيرا هناك ساسة يلعبون، لا يتحكم أهل النفوذ بِعالِم ولا أديب ممن يحترمون علمهم وأدبهم.
تقول الروائية الجزائرية (حضرني قول ستالين وهو ينادي الشعب الروسي للمقاومة والنازيون على أبواب موسكو، دافِعوا عن وطن بوشكين وتولستوي)، ثم تسخر من جماهير العرب الذين في حالة الحرب سينادون على مطربيهم بدل أدبائهم الكبار كما فعل ستالين.
ربما نسيت الأديبة الثائرة ان بوشكين الروائي الروسي القدير مات مقتولا وهو لم يتم الأربعين عاما، وأن تولستوي الأديب العظيم مات في قرية صغيرة وقد رفض الكهنة دفنه وفق الطقوس الدينية، لم يكن هذان الكبيران محل تقدير في زمنهم، انها طبيعة الحياة، لا كرامة لكبير في قومه، فالكبار صقور تطير فوق الدخان، ولن يعجب هذا أصحاب النفوذ من الذين ينشرون الدخان حتى لا يرى العامة أمامهم.
ان عادة أصحاب السلطة أو المال عشق السيطرة والتحكم والتوجيه، بصورة مباشرة أو بالتحكم عن بعد، انها لذة الحكم وبهجة النفوذ، لذا ينتشر الصغار الذين تعرفهم العامة وتفتخر بهم وتنتسب اليهم.
عزيزتي أحلام لا تغضبي فأكثر الناس مهما حَرصتِ لن يقرؤوا لك كتاباً، ولن يهتموا باقتناء أدب راق أو مقالة علمية مفيدة، هكذا هم البشر في كل مكان، لقد خاطب ربنا جل شأنه نبيه الكريم بقوله {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين} (يوسف 103.(
ويمكن ان نقيس على هذا المعنى العظيم قيماً أخرى، فأكثر الناس مهما حرصنا لن يكونوا واعين بحقيقة الجمال الروحي ولا متعة التعاطي العقلي، معظم الناس مشغولون باللهو مستمتعون بأبسط السلالم الابداعية وأحيانا بأتفهها.
لا يجب ان يغضب الأدباء من حقيقة ستبقى ما بقي الانسان، يكفي ان يستمتع القليل بالأدب الراقي والعلم النافع ففي النهاية هؤلاء هم القادة الذين يتحكمون بالناس حتى ولو بخلوا على غيرهم بهذه النعمة.

د.خالد أحمد الصالح
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
271.0047
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top