مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

(لله اﻷمر هو الشافي الكافي)(1)

عبدالرحمن بن ندى العتيبي
2014/08/24   10:55 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



تلقيت رسالة مفادها ان كورونا تم اكتشافه في أماكن متعددة وأنه أصبح يشكل خطرا على حياتنا.
ثم تلتها رسالة أخرى ذكر فيها أنه حصلت بسبب هذا المرض وفيات فكان لنا وقفة مع هذه الرسائل.
فقد يكون نشرها سبباً في اثارة الخوف والهلع بين الناس بما ينكد عيشهم، ومع تطور وسائل التواصل اصبح النشر سهلا، وهنا يظهر حسن التعامل من عدمه مع هذه الوسائل والطريقة الصحيحة لتلقي الخبر، فينبغي عند وصول الخبر لشخص ان يتبع ما يلي:
-1 ان يتأكد من صحته.
-2 لا يساهم في نشره ان لم يكن في ذلك مصلحة.
-3 يسعى في طمأنة الآخرين، وانه عرض سيزول بإذن الله بعد اتخاذ الاسباب المشروعة.
-4 أنه ان ثبت فهومن قدر الله ويجب اظهار المعتقد الصحيح في ذلك قال تعالى {ومن يؤمن بالله يهدي قلبه}.


(قدر الله ماض في خلقه)

قال تعالى {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ الَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ ان نَبْرَأَهَا ان ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23)} (الحديد)، وقال عزوجل {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ الَّا بِاذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11)} (التغابن).
قال القرطبي في تفسيره: قوله تعالى: {ما أصاب من مصيبة الا بإذن الله} أي بإرادته وقضائه. وقال الفراء: يريد الا بأمر الله. وقيل: الا بعلم الله. وقيل: سبب نزولها ان الكفار قالوا: لو كان ما عليه المسلمون حقا لصانهم الله عن المصائب في الدنيا; فبين الله تعالى ان ما أصاب من مصيبة في نفس أو مال أو قول أو فعل، يقتضي هما أو يوجب عقابا عاجلا أو آجلا فبعلم الله وقضائه.
قوله تعالى: {ومن يؤمن بالله} أي يصدق ويعلم أنه لا يصيبه مصيبة الا بإذن الله.
»يهد قلبه» للصبر والرضا. وقيل: يثبته على الايمان. وقال أبو عثمان الجيزي: من صح ايمانه يهد الله قلبه لاتباع السنة. وقيل: ومن يؤمن بالله يهد قلبه عند المصيبة فيقول: {إنا لله وانا اليه راجعون}; (ص: 130) قاله ابن جبير. وقال ابن عباس: هو ان يجعل الله في قلبه اليقين ليعلم ان ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه. وقال الكلبي: هو اذا ابتلي صبر، واذا أنعم عليه شكر، واذا ظلم غفر. وقيل: يهد قلبه الى نيل الثواب في الجنة. وقراءة العامة «يهد» بفتح الياء وكسر الدال; لذكر اسم الله أولا. وقرأ السلمي وقتادة «يهد قلبه» بضم الياء وفتح الدال على الفعل المجهول ورفع الباء; لأنه اسم فعل لم يسم فاعله. وقرأ طلحة بن مصرف والأعرج «نهد» بنون على التعظيم «قلبه» بالنصب. وقرأ عكرمة «يهدأ قلبه» بهمزة ساكنة ورفع الباء، أي يسكن ويطمئن. وقرأ مثله مالك بن دينار، الا أنه لين الهمزة.
{والله بكل شيء عليم} لا يخفى عليه تسليم من انقاد وسلم لأمره، ولا كراهة من كرهه. اهـ.
وفي حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال «يا غلام، اني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله، واعلم ان الأمة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك، وان اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف» رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح وفي رواية غير الترمذي» احفظ الله تجده أمامك، تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم ان ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لك يكن ليخطئك، واعلم ان النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً».
فالعبد الصالح يؤمن بقدر الله ويستعين بالله ثم يبذل اﻷسباب المشروعة، كما قيل: (نفر من قدر الله الى قدر الله)، وهناك وسائل لمواجهة ذلك المرض (كورونا) منها الحجر الصحي بعزل المريض وقد جاء ذلك في السنة.

(التوكل على الله ثم الدعاء والدواء)

اللجوء الى الله وحده هو الحل لكشف الضر فيكثر من الدعاء، وكذلك البحث عن علاج مادي ويكون دواء يقابل به هذا المرض، فعلى العبد ان يعتني بأمور دينه ويتعبد لله بما شرع، ومن أصابه الضر فليطلب كشف الضر من الله وحده قال سبحانه وبحمده {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ اذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَالَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62)} (النمل)، فالله هو المدعو عند الشدائد، المرجو عند النوازل، كما قال تعالى: {وَاذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ الَّا ايَّاهُ} (الاسراء: 67)، وقال تعالى: {ثُمَّ اذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَالَيْهِ تَجْأَرُونَ (53)} (النحل).
فقوله: {أمن يجيب المضطر اذا دعاه} أي: من هو الذي لا يلجأ المضطر الا اليه، والذي لا يكشف ضر المضرورين سواه.
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا علي بن هاشم حدثنا عبدة بن نوح، عن عمر بن الحجاج، عن عبيد الله بن أبي صالح، قال: دخل علي طاووس يعودني، فقلت له: ادع الله لي يا أبا عبدالرحمن، فقال: ادع لنفسك، فانه يجيب المضطر اذا دعاه. وفي معنى قوله تعالى: {أمن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أاله مع الله} أي: يقدر على ذلك، أو اله مع الله يعبد، وقد علم ان الله هو المتفرد بفعل ذلك {قليلا ما تذكرون} أي: ما أقل تذكرهم فيما يرشدهم الى الحق، ويهديهم الى الصراط المستقيم.
ومن أصابه المرض فليصبر وليحتسب وليعلم ان الله ما أنزل داء الا أنزل له دواء لقوله صلى الله عليه وسلم: «ما أنزل الله من داء الا أنزل له شفاء» رواه البخاري ومسلم وفي لفظ: «ان الله لم ينزل داء الا أنزل له شفاء، علمه من علمه وجهله من جهله». وفي صحيح مسلم: «لكل داء دواء، فاذا أصيب دواء الداء، برأ بإذن الله عز وجل».
ومن أراد التداوي من المرض فليتداوى بمباح ويكثر من دعاء ربه فان الله قريب سميع مجيب قال تعالى {وَاذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَانِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ اذَا دَعَانِ}، ولينتظر الفرج من ربه فربما ﻻ يحصل المطلوب في الحال فيمكن ان تتأخر الاجابة أو يصرف عنه من الشر بمثلها أو تدخر له جزاء في الآخرة وذلك لحكمة يعلمها الله، فمن يدعو ربه فهو كسبان في كل الأحوال، فقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة الا أتاه الله اياه أو صرف عنه من السوء مثلها.
رواه الترمذي وقال: حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ، وأحمد.
وقَال صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم ينصب وجهه لله عز وجل في مسألة الا أعطاها اياه، اما ان يعجلها له، واما ان يدخرها له. رواه حمد، قال المنذري: بإسناد لا بأس به. أهـ.
فكل داع يستجاب له، لكن تتنوع الاجابة فتارة تقع بعين ما دعا به، وتارة بعوضه، كما قال ابن حجر في فتح الباري.
ثم ينبغي كذلك ان تراعى شروط وأسباب حصول الاجابة فان تحققت الشروط وانتفت الموانع حصل المطلوب بإذن الله، وليتوكل على الله فيبذل العبد الأسباب المشروعة وهي أسباب تعمل والشفاء من الله قال تعالى {وَاذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80)} (الشعراء).
نسأل الله ان يكشف الكربات ويفرج الهموم ويشفي مرضانا ويوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.

عبدالرحمن بن ندى العتيبي
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
465.0029
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top