مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

حمد الحمد في كتاب «فايق عبدالجليل» «2 - 3»

عبدالله خلف
2014/08/19   10:01 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



قال الاستاذ حمد الحمد في مطلع كتابه «فايق عبدالجليل، رحلة الابداع والأَسْر والشهادة»..: في منتصف اغسطس، نشر لي مقال في جريدة القبس وقد تضمن ذكرا للدور البطولي للشاعر المبدع فايق عبدالجليل اثناء الاحتلال العراقي واستشهاده فيما بعد، رحمه الله، وبعد نشر المقال بيوم تلقيت اتصالا من فارس فايق عبدالجليل ابن الشاعر يشكرني على ما كتبت وقد قلت له ان والدك يستحق ان يكتب عنه كتاب وليس مقالاً، وهكذا صار له ان يكتب الكتاب في 2014 مكتبة آفاق.. أقول انا كاتب هذه السطور انني كنت من اكثر الناس التصاقا به مع اعجابي الشديد بشخصيته المحببة.. نادرا ما ترى وسط اجواء الفنانين حييا خجولا هامسا في حديثه.. كنت انا رئيسا للقسم الادبي في الاذاعة وتجتمع لجنة اختبار النصوص الغنائية، في مكتبي، وتقدم النصوص في مكتبي في الاذاعة.. ويتردد علي الشعراء وكتاب الاغاني، استلم ملف الاغاني المكتوبة من قسم الموسيقى ويتردد علي الشعراء.. وكان فايق يدخل علي كنسمة رقيقة سائلا عن النص، وكان يتقبل بكل ترحاب ملاحظة اللجنة ان وجدت ويتقبلها قبولا حسنا.. واحيانا يراجعني الفنان الملحن يوسف المهنا وغيره من الملحنين وكان تردد فايق قليلا للاذاعة لحيائه، وكان يخجل من الاطراء والمديح.. وكانت اللجنة التي كنت مسؤولا عنها تضم الفنان الكبير احمد باقر رحمه الله والاستاذ المحامي ابراهيم الاثري، والاستاذ يعقوب السبيعي.. والشاعر المرحوم خالد سعود الزيد والشاعر خليفة الوقيان.. وما كان الشاعر فايق عبدالجليل يتصل ليسأل عن اجازة نصه بل كنت انا اتصل به.
٭٭٭
وسمية وسنابل الطفولة: هو أول اصداره الشعري في 1967 بلهجة شعبية مقاربة للفصحى.. اورد الاستاذ حمد الحمد آراء من كتب عن هذا الديوان الذي استقبل استقبالا حسناً من الكُتاب والصحافيين ويورد مؤلف الكتاب حمد الحمد شهادات لكتّاب وأدباء وصحافيين عرفانية لفايق عبدالجليل.. من هذه الشهادات ما قاله الشاعر ابراهيم الحضراني: اذا كان النقاد قد اعادوا الى اختيار الكلمة وحسن صياغتها، كل ما يحدثه الشعر في النفس من انفعال.. فالشاعر الناشئ فايق عبدالجليل بديوانه (وسمية وسنابل الطفولة) قد حطم هذه القاعدة، فنحن نهتز لشعره، واني اعتبر فائقا بادرة لظاهرة جديدة في الادب الكويتي.. وقال عنه الشاعر الكبير محمد الفايز: أحسست وكل من يقرأ (وسمية وسنابل الطفولة) بأن الحرف العامي يستطيع ان يتثقف، ويحمل ذلك الاشعاع الذي يسربل الفصحى وكما في الفصحى كلمات رائعة هناك في العامية أيضاً.. اذا تناولها مثل فايق عبدالجليل.. ومن سنابل الشاعر:
أبي بيتي القديم
أبي بيت الطفولة
أبي الليوان
والباب الكسول
أحب بيتي صخر أو طين
أحبه مطرز بجندل.. مثل أول
أحب عشّة صغيرة وسط البيت
سكتْنا أصبحت شارع طويل
عمارات ومباني، ودكاكين ومعارض
وبيت السمرة صار دوّار..
مزروع بعشب وأزهار
أبي رمله، باشم رمله، بارسم فيها أشعاري
٭٭٭
أما البروفيسور الفرنسي سيمود جارجي الاستاذ في كلية الآداب في جامعة جنيف، كتب في ملحق صحيفة ليموند الفرنسية في عام 1970: التصميم في عدم الانسلاخ من الارض القديمة التي تتلوى في عروقها جذور حنين الشعراء وعواطفهم هو اشد بُروزا لدى اصغر شعراء الكويت فايق عبدالجليل.
٭٭٭
وبعد وسمية وسنابل الطفولة صدر لفايق عبدالجليل ديوان: (سالفة صمتي) 1977 وديوان (معجم الجراح) 1984 وديوان (حب العصافير) 1984.
«الموت في حبك جميل».. هكذا رغب في الموت من أجل الوطن الموت السامي الشهادة طريق جنات الخلد، وكأن قدره بمستقبل فيه كفاح ونضال وشهادة هذا هو الموت الجميل الذي رغب فيه وناله.. عندما قال يخاطب الوطن الموت في حبك جميل..
لو خطفوا، لو قتلوا
لو فجَّروا في هالوطن غربه ومشرقه
لو أطلقوا في رأس كل مخلص مليون طلقة
بس اسم الكويت يعلى
بس اسم الكويت يبقى
وبس اسمها فيه افراح
منهو يقدر يسرق من النور برقه؟
ومنهو يقدر يمنع الانسان أرضه وعشقه؟
٭٭٭
هذه التنبؤات لم يحظ بها أي شاعر في وطننا ولا خارجه.. نشرت هذه القصيدة كاملة في جريدة «السياسة» بتاريخ 1988/4/17 استعذب موت الشهادة من اجل الوطن، في 1985 زار عدن فوقف منشدا: وجدت على مكتبي ورقة صغيرة
وقَّع عليها ياقوت الحموي
وختمها ابن بطوطة بختمه الخاص
تقول الورقة:
اذهب الى عدن
ففي عدن ستبكي شعراً
وتفرح شعراً
وستملأ الأرض ربيعاً عربياً
يا جنوب القلب، أنت يا شماله، وشرقه وغربه جئنا من الكويت نكحل عيوننا بالمحبة العدنية
أقف بعد ذلك للاختصار رغم ظلم الاختصار عند فايق عبدالجليل.

عبدالله خلف
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
272.0066
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top