مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

صراحة قلم

أين داعش من العدوان الإسرائيلي على غزة؟!

حمد سالم المري
2014/07/16   09:42 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

من يدافع عن داعش إما خارجي المنهج خطره على المسلمين أشد أو مغرر به


لفت نظري صورتين على الصفحة الأولى لعدد من الصحف اليومية الأسبوع الماضي، الصورة الأولى لمجموعة من النساء البرازيليات يبكين بحرقة على خسارة منتخبهم الوطني أمام المانيا خسارة موجعة وخروجه من المنافسة على كأس العالم على الرغم من أنه يلعب على أرضه وبين جمهوره، وصورة أخرى لامرأة فلسطينية تبكي بحرقة على أبنائها الذين قتلوا ومنزلها الذي هدمته القوات الاسرائيلية جراء قصفها المتواصل لقطاع غزة. فرغم ان كلتى الصورتين تعبران عن الحزن، الا ان هناك فرقا كبيرا بين سبب حزن البرازيليات والذي يعتبر حزنا مترفا وسبب حزن الفلسطينيات الذي يعتبر مصيبة اسأل الله ان يصبرهن عليها ويخلف لهن خير منها. وهنا دار في خاطري سؤال، أين تنظيم داعش عن نجدة ونصرة المسلمين في غزة؟! ألم يعلن هذا التنظيم الخلافة الاسلامية على المناطق الشاسعة التي سيطر عليها في سورية والعراق؟! ألم يصدر هذا التنظيم نفسه كحامل لواء الجهاد ضد الكفار ونجدة المسلمين المستضعفين؟! أليس هو مسيطرا على مناطق جغرافية متاخمة للحدود البرية لاسرائيل؟! لماذا لا نجده يهب لنجدة أهل غزة المظلومين وخاصة أن الذي بغى عليهم يهود محتلون؟! أم ان هذا التنظيم يرى الجهاد والقتل يجب ان تدور رحاه في بلاد المسلمين لأنه يرى ان أنظمة الحكم في هذه البلاد كافرة ويغض الطرف عن اسرائيل اليهودية المحتلة؟!. ولو رجعنا بالذاكرة للوراء قليلا للأعوام التي تلت احتلال القوات الأمريكية للعراق لارتسمت لدينا صورة مبسطة عن هذا التنظيم الغامض الذي خرج علينا فجأة وأصبح مسيطرا على مساحات شاسعة من الأراضي السورية والعراقية دون وجود أي مقاومة تذكر من جيوش الأنظمة الحاكمة في سورية والعراق. فزعيم هذا التنظيم الملقب بأبي بكر البغدادي كان مسجونا في العراق اثر الاحتلال العراقي ولكنه ما لبث ان خرج من السجن وقابل زعيم القاعدة في العراق الزرقاوي الذي اغتالته القوات الأمريكية على اثر هذه الزيارة بعد ان عجزت عن تحديد مكانه وبعدها بأشهر عدة استطاع ان يجمع عشرات الملايين من الدولارات لشراء معدات عسكرية جديدة ويكون جيشا وينصب نفسه قائدا لتنظيم سماه (داعش) تنظيم دولة الاسلام في العراق والشام ويقحم هذا التنظيم في القتال الدائر في سورية بين المقاومة السورية وتنظيم القاعدة من جهة وبين الجيش النظامي البعثي من جهة أخرى، ولكنه وبدلا من قتال الجيش النظامي وجه سلاحه لقتال الجيش الحر وتنظيم القاعدة وأخذ يسيطر على المناطق الجغرافية التي كانت تحت سيطرتها حتى استطاع اضعاف المقاومة السورية في حلب التي كانت عصية على الجيش النظامي طوال فترة الصراع العسكري فأجبرها على الاستسلام وترك المدينة تقع تحت سيطرة نظام البعث مرة أخرى وحتى يومنا هذا لم يطلق رصاصة واحدة على جيش النظام السوري البعثي.ومع ذلك كله يتفاجأ العالم بانسحاب لواءين عراقيين كاملين من معسكريهما أمام ما يقارب 700 مقاتل من تنظيم داعش تاركين معداتهم وأسلحتهم غنيمة سهلة لهذا التنظيم الذي استغل فرصة وجود تذمر عام في صفوف العشائر السنة بسبب التمييز الطائفي الذي كانت تمارسه حكومة المالكي ضدهم طوال سنوات عمله كرئيس وزراء عراقي، فهل يعقل ان ينسحب جيش كامل ومجهز بأحدث الأسلحة دون مقاومة وبهذه السهولة أمام عدد قليل من المقاتلين المجهزين بأسلحة خفيفة؟! ولماذا لم يطرد الجيش العراقي هذا التنظيم من الأراضي العراقية على الرغم ان تنظيم الصحوات الذي شكلته العشائر العراقية السنية وهو أضعف تجهيزا عسكريا من الجيش النظامي استطاع ان يطرده من الأراضي العراقية في السنوات الماضية؟! وقبل ذلك كله لماذا لم يدخل هذا التنظيم المدن العراقية ذات الأغلبية الشيعية والاكتفاء فقط بالسيطرة على المدن ذات الأغلبية السنية؟! ولماذا فتحت القوات العراقية الطريق أمام هذا التنظيم حتى يستطيع ان يصل الى حدود العراق الجنوبية مع المملكة العربية السعودية وكأن هذه الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم ليست أراضي عراقية؟! ولماذا يهدد هذا التنظيم الأنظمة الحاكمة في دول الخليج العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ويقف صامتا أمام ايران التي دفعت باستخباراتها داخل سورية والعراق لتساعد جيوش هذه الأنظمة على قتل شعوبها؟! اذا استطعنا ان نجيب على هذه الأسئلة حينها سنعرف سبب عدم قيام «داعش» باعلان الجهاد ضد اسرائيل ونجدة أهل غزة من القصف. وحتى نصل الى اجابات على هذه الأسئلة نقول لمن يدافع عن داعش إنك اما تكون خارجي المنهج والفكر وخطرك على المسلمين أشد من خطر الكفار الظاهرين للعيان مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي قال له «أتق الله» «انه يخرج من ضيضيئ هذا، قوم يتلون كتاب الله رطبا، لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين، كما يمرق السهم من الرمية، قال: أظنه قال: «لين أدركتهم لا قتلنهن قتل ثمود» واما ان تكون مغررا بك فأصبحت أداة في يد استخبارات دول لا تريد للمسلمين الخير والا لماذا لا تسأل نفسك من أين لهذا التنظيم من خبرة في تشغيل مصافي البترول وتصديره للخارج ومنتسبوه مجرد مقاتلين شباب لا يملكون مهارات فنية بل لا يملكون مهارات فنية لمثل هذه الأعمال؟!. أسأل الله تعالى ان يحمينا من شر هذا التنظيم وغيره من تنظيمات تتخذ الدين ستار لأعمالها الارهابية.

حمد سالم المري
hmrri@alwatan.com.kw
@AL_sahafi1
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
351.0084
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top