مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

الطريق إلى الله

سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسن (ع)

السيد ابوالقاسم الديباجي
2014/07/12   08:00 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



أحبائي في الله.. فيما تحدثنا في مقالنا السابق عن الرحمة والشفقة على عباد الله، فاليوم نجد من خير الأمثلة ونموذج ومجسم عملي لمواساة الفقراء والمساكين والشفقة والرأفة بهم والذي نحتفل به هذه الايام بمولده الشريف الامام الحسن المجتبى (ع) سيد شباب أهل الجنة وسبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فقد استنار العالم بمولده الشريف وتلألأت وأشرقت أنواره في ليلة النصف من شهر رمضان من السنة الثالثة للهجرة، فوجد نفسه وقد احتضنه حجر أشرف وأفضل المخلوقات رسول الله صلى الله عليه وآله والامام علي (ع) وفاطمة الزهراء (ع).
ومنذ بداية لحظات حياته خضع لاشراف ومراقبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأحاطه بحبه وحنانه فكان نمو القيم الاخلاقية عند الامام الحسن المجتبى (ع) يُستمد من هذه التربية الخلّاقة حتى قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أشبهت خَلقي وخُلقي».
وكان الامام الحسن بن علي (ع) جميل المظهر وذا جلال وهيبة حتى كان اذا بُسط له على باب داره وخرج وجلس انقطع الطّريق فما يمرّ أحد من الخلق اجلالاً له حيث كان المارّ ينجذبون الى جماله وجلاله وهيبته، فاذا علم قام ودخل بيته، فيمرّ الناس.
نعم، ان شباهة الامام الحسن المجتبى (ع) خَلقاً وخُلقاً للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم دليل على التربية المتكاملة التي أولاها له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فما بلغ أحد الشرف بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما بلغ الامام الحسن (ع)، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمدحه في مختلف المناسبات ويدعو الناس الى معرفة شخصيته الفذة ومنزلته الرفيعة وكان يقول: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة هما ريحانتيّ من الدنيا «وأيضا قال: «هذان ابناي من أحبهما فقد أحبّني».
وقد قال عنه الامام زين العابدين (ع): «ان الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) كان من أعبد الناس في زمانه ومن أزهدهم وأفضلهم، وكان اذا حجّ حجّ ماشياً وربما مشى حافياً، وكان اذا ذكر الموت بكى واذا ذكر القبر بكى، واذا ذكر البعث والنشور بكى، واذا ذكر للممرّ على الصراط بكى، واذا ذكر العَرْضَ على الله تعالى ذكره شهق شهقةً يُغشى عليه منها، وكان اذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربّه عزّ وجلّ، وكان اذا ذكر الجنة والنّار اضطرب اضطراب السليم، وسأل الله الجنّة وتعوّذ به من النّار.
وكان (ع) لا يقرأ من كتاب الله عزّ وجلّ {يا أيها الذين آمنوا} الا قال: لبيك اللهم لبيك، ولم يُر في شيءٍ من أحواله الا ذاكراً لله سبحانه، وكان أصدق الناس لهجةً، وأفصحهم منطقاً».
وكان الامام الحسن (ع) يخرج من ماله مرتين ويقسّمها بين الفقراء والمساكين، حتى أنّه كان يعطي نعلاً ويمسك نعلاً ويعطي خفّاً ويمسك خفّاً، وكان اذا مرّ على فقراء يجلس معهم ويأكل معهم كسيرات الخبز ويقول: ان الله لا يحبّ المستكبرين، ثم يدعوهم الى ضيافته فيطعمهم ويكسوهم.
وكان الامام (ع) يفضل ان يكتب له المحتاجون حاجتهم في ورقة فسئل عن ذلك فأجابهم أنه لا يريد للسائلين ان يريقوا ماء وجههم، ليحفظ كرامتهم.
وكان يحث الناس على الايمان بالمعاد والعمل لهذا اليوم العظيم فكان يقول: «يابن آدم عف عن محارم الله تكن عابداً، وارض بما قسّم الله سبحانه تكن غنيّاً، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلماً، وصاحب النّاس بمثل ما تُحبّ ان يُصاحبوك به تكن عدلاً، انّه كان بين أيديكم أقوامٌ يجمعون كثيراً ويبنون مُشيّداً ويأملون بعيداً، أصبح جمعهم بُوراً، وعملهم غُروراً ومساكنهم قبوراً، يا بن آدم انّك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمّك، فخذ ما في يديك لما بين يديك، فانّ المؤمن يتزوّد والكافر يتمتّع».

السيد أبو القاسم الديباجي
الأمين العام للهيئة العالمية للفقه الإسلامي
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
2349.9942
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top