مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آن الأوان

معارضة وعرفناها.. لماذا إتلاف المرافق؟

د.عصام عبداللطيف الفليج
2014/07/09   05:46 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

لا يمكن معالجة الخطأ بخطأ ولا تكون ردود الأفعال تعصباً أو فزعة بقدر ما تكون ممنهجة


نكرر.. لا يوجد بلد في العالم بلا فساد اداري أو مالي أو أخلاقي، منذ الخليقة، وحتى قيام الساعة، وإلا لمَ جاء الرسل والأنبياء، ولمَ استحدثت القوانين والأعراف، ولمَ أصبحت النظم والدواوين والمؤسسات، ولمَ جاءت عشرات الآيات والأحاديث المحذرة والمنبهة، وأن مصير الفاسد العقاب الشديد؟!.
وبالمقابل.. نؤكد ونكرر أيضا.. لا تمكن معالجة الخطأ بخطأ آخر، فلابد من ضبط النفس في التعامل مع الأحداث أينما كانت، ومتى كانت، وكيفما كانت، فلا تكون ردود الأفعال تعصبا أو فزعة، بقدر ما تكون مدروسة وممنهجة، وفق ما اقتضى عليه مجتمعنا الكويتي منذ عشرات السنين.
عندما اعتمد سمو الأمير الشيخ عبدالله السالم الصباح رحمه الله الديموقراطية طريقا، والدستور منهجا، أراد بذلك الاستقرار للبلاد، ومواكبة العالم المتقدم، فكانت الكويت منارة العالم العربي في أدائها ومصداقيتها، ولم يكن ذلك نتيجة ضغط سياسي، بقدر ما كان استشعارا لأهمية هذا الدور، نتيجة التقارب الاجتماعي من رجالات البلد مع السلطة السياسية آنذاك، لا لمصلحة اقتصادية، بل لمصلحة البلد قاطبة، وسار على ذلك مَنْ بعده من الأمراء.
وعبر التاريخ الكويتي البسيط.. لم يكن للعنف أو الحراك السياسي الموتور أي نتيجة ايجابية، بدءا ممن ذهبوا الى العراق طلبا لضم الكويت - أو لغير ذلك – وانتهاء بالتصادمات بين بعض الشباب ورجال الشرطة، بأسلوب غير حضاري شوه سمعة الكويت في شتى الاتجاهات، بقدر ما كان للمطالبة الهادئة والرزينة الأثر الأفضل.
لقد حددت وزارة الداخلية «ساحة الارادة» مكانا لمثل هذه الأمور، وكان الأجدر استثمار المتاح، لا الخروج عن المباح، وكلنا يذكر الموقف الجميل في احدى أمسيات «ساحة الارادة» عندما قدم الشرطة الماء في جو ساخن لبعض الشباب المعتصمين، واطلاق الشرطة سراح بعض الشباب قرب الأبراج، لأن الهدف ليس الاعتقال، بقدر ما هو ضبط الأمن.
لقد كان للخروج الجماهيري الفوضوي الأثر السلبي في نفوس المجتمع، سواء في المناطق السكنية، أو في الأسواق، والتي عرضوا بسببها الأسر والأطفال للأذى والخوف، فضلا عن أصحاب المحلات، الذين لا ناقة لهم ولا جمل، وتسببوا في تعطيل السير.
ومما أزعج الناس حقا الاعتداء على المرافق العامة، من تكسير وتخريب وتدمير، وهذه المرافق لا ذنب لها، فهي جماد يستفيد منه كل مواطن ومقيم، وهذا يدل على عدم الانتماء الحقيقي لهذه الأرض، فهل يقبل أحدهم ان يكسر شخص ما شباك منزله، أو يدمر اضاءة البيت، أو يتلف سيارته؟! فما بالك بالوطن؟!! ولمصلحة من يتم احراق الاطارات وإشعال الألعاب النارية؟! أليس في ذلك اعتداء على البيئة والنفس البشرية؟! أم نعمل الشيء، ثم نطلب النخوة للعفو والمسامحة؟!.
سنسمع تبريرات كثيرة.. شباب متهورون، مراهقون، ناس مندسون، شغل مباحث.. الخ، ولكن النتيجة واحدة، وهي ضعف ادارة العمل السياسي.
لقد خسرت المعارضة مساحة كبيرة من التأييد المجتمعي في أسلوبها الفوضوي، ولابد من اعادة النظر في أسلوب العمل السياسي، قياسا بتجارب سابقة، ولا تجعلوا المعارضة سيفا بيد الجلاد، ولا بيد أي طرف أو خصم أو متنفذ، بشكل مباشر أو غير مباشر، لتحقيق مآرب قريبة المدى، فسينقلب السحر على الساحر على المدى البعيد، وسيتعامل مع المعارضة كما تعامل غيره!.
الأخطاء كثيرة جدا، والتجاوزات لا حدود لها، والفساد بلغ أطنابه، ولكن العقل والحكمة هما الميزان، لا العاطفة والانفعال، ولا استعراض القوى والبيانات والعزوة، ولا فخار يكسر بعضه، فاحفظوا الله يحفظكم، واحفظوا الكويت لتبقى لكم.
٭٭٭
قال ابن القيم: «العبد إن غيَّر المعصية بالطاعة، غيَّر الله عليه العقوبة بالعافية، والذل بالعز».

د.عصام عبداللطيف الفليج
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
365.9962
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top