الثلاثاء
14/04/1447 هـ
الموافق
07/10/2025 م
الساعة
09:38
إجعل kuwait.tt صفحتك الرئيسية
توقيت الصلاة
الظهر 11:36
الصفحة الرئيسية
إغـلاق الوطـن
محــليــات
مجلس الأمة
الجيل الجديد
أخبار مصر
أمن ومحاكم
الاقتصاد
خارجيات
الرياضة
مقالات
فنون
المرأة
منوعات
الوفيات
اتصل بنا
مقالات
A
A
A
A
A
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=364915&yearquarter=20142&utm_source=website_desktop&utm_medium=copy&utm_campaign=articleshare
X
الكلمات الهادية
عمار كاظم
2014/06/13
10:36 م
شكرا لتصويت
التقيم
التقيم الحالي 5/0
التسرع في قذف الكلمات كثيراً ما يؤدي إلى نتائج سلبية وأحياناً وخيمة
قد تبتلى الكثير من المجتمعات بمسألة الفتنة، فمن اين تأتي الفتنة التي تصيب ركائز المجتمع، سواء في داخل العائلة او في داخل المواقع الاجتماعية الصغيرة او الكبيرة او في المواقع السياسية والتي قد تتحرك من خلالها الاحقاد والمنازعات وربما الحروب والتقاتل؟! ان الله سبحانه وتعالى وضع لنا خطا مستقيما واضحا في ما نقبله من احاديث ومن اخبار او ما نعيشه من انطباعات وما يثور في داخل نفوسنا من وساوس نتيجة نظرة عابرة او ما الى ذلك وهو قول الله تعالى: «ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولاً» اي اذا اردت ان تقوم بأي عمل لنفسك او تجاه غيرك فعليك ان تنطلق من موقع عام بحيث تكون المسألة بالنسبة اليك بمستوى الوضوح الذي ليس فيه اي غموض واي ضباب في اي شيء. فاذا اردت ان تحمل فكرة اي فكرة كانت سواء كانت تتصل بالمسائل الدينية او بالمسائل السياسية او الاجتماعية فلابد من ان يكون هذا الشيء الذي تلتزمه وتعقد عليه قلبك وتتحرك من خلاله في حياتك ان يكون واضحا عندك بحيث تستطيع ان تدافع عنه فإذا كنت صاحب فكر فانك تصل اليه من خلال حركته الفكرية واذا لم تكن صاحب فكر فان عليك ان تعتمد على الناس الذين يحملون الثقافة الواسعة العميقة في هذا الموضوع او ذاك، ولا تعتمد على كل شخص يدعي علما او ثقافة او معرفة لان هناك الكثير من الناس قد يتزيى بزي العلم او زي الثقافة او حتى زي المعرفة السياسية من دون ان تكون لديه دراسة او احاطة بهذا الموضوع وهم كثر في المجتمعات هؤلاء الذين يعيشون الجهل ولكنهم يبرزون الى المجتمع بصورة العلم هناك اناس يحدثونك عن السياسة من دون ثقافة سياسية او عن الواقع الاجتماعي وخلفياته ومشاكله من دون ان تكون لديهم معرفة بالمجتمع وانما ينطلقون من نظرة سطحية. «ولا تقف ما ليس لك به علم» لا تقف اي لا تخص في الامر الذي لا اختصاص لك فيه، ولا وضوح لك فيه ولا ثقة عندك من خلاله لان الله سيسألك عن ذلك كله، «ان السمع والبصر والفؤاد» يعني العقل «كل اولئك كان عنه مسؤولا» وذلك عندما تقف غدا بين يدي الله سبحانه وتعالى فتُسأل: على اي اساس تصرفت هذا التصرف بحق فلان؟ او كيف تحركت في هذا الاتجاه؟ قد تقول سمعت! فهل سمعت من شخص مؤتمن او من شخص غير مؤتمن؟ هذا الذي سمعته هل له اساس او لا اساس له؟ ثم كيف سمعت؟ سوف تُسأل عن كل هذا وعليك ان تقدم الحساب. و«البصر» في الاشياء المرئية هل رأيتها وكيف رأيتها؟ و«الفؤاد» العقل في الشيء الذي يفكر فيه فعلى اي اساس فكرت؟ وعلى اي اساس انتميت الى هذه الفكرة؟ وعلى اي اساس اعتقدت بهذه الفكرة؟ ما هي الوسائل التي حركتها في تفكيرك؟ «كل اولئك كان عنه مسؤولا» ولذا ورد: السمع وما سمع، والبصر وما رأى، والعقل ما وعى، فكيف يمكنك ان تطبخ الطبخة؟ هل تطبخها كيفما كان. او انك في كل عناصرها؟ فمثلما تطبخ الطعام الذي تملأ به معدك لابد من ان تطبخ الفكرة التي تملأ بها عقلك، ولابد من ان تحرك الامور المرئية والمسموعة من خلال دراستك لطبيعة ما سمعت وما رأيت. لابد من ان الجميع يحفظون الكلمة المروية عن امير المؤمنين عليه السلام عندما قال: {بين الحق والباطل اربعة اصابع} وعندما سئل ما دخل الحق والباطل بالاربعة اصابع؟ فاشار الى المنطقة الفاصلة بين العين والاذن، قال: {الحق ان تقول رأيت والباطل ان تقول سمعت» وهذا موجود عندما يتكلم احدنا على الناس ويحكم عليهم ويحاسبهم وعندما نسأل على اي اساس تحكمون؟ نقول: سمعنا بذلك ولهذا ايضا عندما يقال: اما رأيت فيقول لم ار ولكن سمعت وهذا هو الذي جعلنا في حياتنا العائلية وحياتنا الاجتماعية وحياتنا السياسية في خطوطها العامة والخاصة جعلنا تحت رحمة الذين يحركون الاشاعات حتى يسقطوا شخصا او يرفعوا شخصا لعوامل ذاتية ولعقد نفسية ولحزبهم السياسي او تجمعهم الفئوي وما الى ذلك. اي صرنا نبصر بآذاننا ونسمع باعيننا كيف تصبح حالة الشخص الذي يسمع بعينيه ويبصر بأذنه هل يتوازن؟ لو كانت مجرد كلمة نتكلمها ونتحلل منها لكان الامر سهلا ولكن ما يتبع وينتج من هذه الكلمة هو ما حذرنا الباري منه بقوله تعالى «ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد» رقيب حاضر {عن اليمين وعن الشمال قعيد} علينا ان نزن كلامنا ونزن احكامنا ونزن مواقفنا أكثر مما نزن بضاعتنا والاشياء التي نشتريها وبذلك يقول تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولاً}، {وقفوهم انهم مسؤولون}، {يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها}، {يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله}. ليست الكلمات التي نتفوه بها فقاقيع صابون تطفو على سطح السنتنا لتنفجر في الهواء بسرعة… فالكلمة في الاسلام مسؤولية {ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد} (ق: 18) رقيب يراقب اقواله في الخير وفي الشر، ذلك اللسان كما في الحديث {مفتاح خير ومفتاح شر} ومسؤولية الكلمة تتحدد في التفكير بها قبل اطلاقها واختيار الاحسن من بين الكلمات الحسنة الكثيرة واتباع الاسلوب الامثل في اطلاقها ودراسة انعكاسها وتأثيرها على من يتلقونها وتلك عملية تحتاج الى شيء من التدريب، فالتسرع في قذف الكلمات كثيرا ما يؤدي الى نتائج سلبية واحيانا وخيمة والتأني في انتقاء الالفاظ وصياغتها باسلوب محبب غالبا ما يؤدي الى نتائج ايجابية طيبة، ان كلماتنا الجميلة هي مثل الهدايا يستحسن ان نقدمها مغلفة بغلاف جميل حتى تسر الذين نقدمها اليهم وكلماتنا الناقدة مثل وخزات الابر…. يفضل ألا تكون موجعة للدرجة التي تجرح سامعيها. وبعد حين من المراس والتمرين سيكون لنا قاموسنا الخاص في الكلمات المهذبة والكلمات النقدية الصريحة، فنحن في الحالين نريد ان نصل الى عقول الناس عن طريق قلوبهم ولا يكون ذلك الا باتباع الاسلوب الذي علمنا القرآن آية {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن} (الإسراء: 52) فالكلمات كالبضائع في السوق فيها الجيد وفيها الرديء… وعلينا ان نتخير {الكلمة الطيبة} في لفظها وفي معناها وفي مرادها لتكون رسولنا الى الآخرين… وتلك ليست مهمة سهلة لكنها ليست صعبة على من يعيش مسؤولية الكلمة. فنحن في سوق الكلمات كما نحن في سوق البضائع لابد ان نتخير اجودها.. فالكلمة الجيدة كالبضاعة الجيدة تحتاج الى ان ندفع من اجلها ثمنا اكبر لكنها تدوم اكثر وتترك تأثيرا اكبر والكلمة السيئة او الرديئة كالبضاعة الرديئة علاوة على انها سريعة التلف فان لها ضريبتها ايضا في الحياة الدنيا وفي الحياة الآخرة، فاذا كانت الكلمة من نوع الكلمات الطيبة فهي: الهادية والمرققة للقلوب والفاتحة للاذهان والمشجعة على فعل الخير، والمعلمة، والمربية، والمفتحة لنوافذ البر والاحسان وان كانت من صنف الكلمات الخبيثة فهي الجارحة للمشاعر المخدشة للذوق المثيرة للعواصف المفجرة للغضب الفاتحة لابواب الشر.
عمار كاظم
التعليقات الأخيرة
All Comments
Please enable JavaScript to view the
comments powered by Disqus.
comments powered by
Disqus
أكثر المواضيع مشاهدة
«التمييز» ترفض وقف تنفيذ إغلاق «الوطن»
فيديو - العصفور: التزمنا بالقرار الإداري لـ«الإعلام» وأدعو الجميع لمشاهدة افتتاحية قناة «المجلس»
أماني بورسلي: كنا نريد دعماً حكومياً لـ«قناة الوطن»
المحامي حسين العصفور: أيادٍ خفية تعمل من أجل إغلاق «الوطن» !
الاستئناف تلغي حكماً لمرزوق الغانم ضد قناة «الوطن»
إحنا مضربين نبي حقوقنا
المكافحة: ضبط مواطنة بحوزتها مواد مخدرة ومؤثرات عقلية
عدسات لاصقة تُفقد فتاة بصرها.. والأطباء يحذرون من كارثة صامتة
إسكان المرأة تدعو المواطنات ممن لديهن طلب مسكن مؤجر من سنة 2010 وما قبل لتحديث بياناتهن
الكويت تبحث مع الأمم المتحدة جهود حماية المرأة وتعزيز التشريعات ضد العنف
مقالات ذات صلة بالكاتب
مسؤوليتنا أمام رسول الله
عمار كاظم
15/01/2015 08:09:48 م
الفساد بما كسبت أيدي الناس
عمار كاظم
19/12/2014 09:43:56 م
الصراع بين الحق والباطل
عمار كاظم
14/11/2014 09:03:08 م
الحسين رمزاً للوحدة والإصلاح
عمار كاظم
03/11/2014 09:36:20 م
أخلاقية الكلمة
عمار كاظم
31/08/2014 09:39:36 م
الرجل القوي
عمار كاظم
21/08/2014 07:51:36 م
المجازر الإسرائيلية والغطاء الاستكباري
عمار كاظم
09/08/2014 09:30:26 م
دروس من الخندق
عمار كاظم
03/08/2014 08:39:11 م
حصاد شهر الصيام
عمار كاظم
27/07/2014 06:33:37 م
طريق الكفاح والجهاد
عمار كاظم
18/07/2014 07:26:30 م
Tweets by WatanNews
!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1062.9879
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
Top