خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آفاق

سباق عنصري إسرائيلي – أوروبي

2014/06/07   08:28 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
سباق عنصري إسرائيلي – أوروبي



تواجه إسرائيل معضلة جديدة هي حسب المحلّل تسفي بارئيل ما اذا كان عليها ان تشجب وتستنكر صعود قوى اليمين المتطرف، وتعتبر أوروبا قارة مصابة بمرض اللاسامية، أم تفتح ابوابها أمام ممثلي هذه الجماعات لأنهم وقفوا ضد مقاطعة إسرائيل، وأقاموا علاقات متميزة مع زعماء المستوطنين، مستغرباً هذه الحيرة الإسرائيلية لاسيما أن هذه التيارات المتشددة تشترك مع الدولة العبرية بتبنّيها الأفكار العنصرية، وهي -إسرائيل- في الوقت الذي تنظر بقلق حقيقي الى حالقي الرؤوس، ذوي وشم الصلبان المعكوفة على أجسادهم نراها تستلهم أفكارهم وتستنسخ سلوكهم تجاه الأجانب».
إسرائيل قلقة إذن من صعود اليمين المتطرف وتنامي دوره في الحياة السياسية الأوروبية وفي مؤسسات الاتحاد الأوروبي وفي مقدمتها البرلمان، ولكنها على الرغم من تسترها على مشاعرها الحقيقية لم تستطع أن تتجاهل ان هذا التطور الجديد في المجتمعات الأوروبية أنعش آمال أحزاب اليمين الحاكم بحصول تبدل في توجهات الأوروبي المناهضة لاحتلال الضفة الغربية، وبشكل خاص فيما يخص قراره بمقاطعة وحظر استيراد منتوجات المستوطنات اليهودية.
وتتجلّى عنصرية المجتمع الإسرائيلي في نتائج استطلاع للرأي كان أجراه قبل 10 سنوات عدد من الباحثين من جامعة حيفا ودرس مواقف وأمزجة عيّنة من الشبان اليهود والعرب من تلاميذ المدارس الثانوية حيث كانت النتائج مخيفة برأي الباحثين أنفسهم، فلقد أبدى %52 من اليهود عدم استعداد اليهود لإجراء أي لقاء مع العرب وقال %72 منهم إنهم لن يستقبلوا أي عربي في بيوتهم، وأعلن %74 انهم لن يكونوا قادرين على العيش في أحيائهم». والسؤال الآن: هل ان هؤلاء التلاميذ الذين تبلغ أعمارهم ما بين 20 و24 عاماً ويمتلكون حقوقاً انتخابية توجهاتهم تخلّوا عن هذه المشاعر العنصرية؟ يجيب بارئيل على هذا السؤال بالنفي، ويقول «إن هؤلاء الشباب اكتسبوا كراهيتهم حيثما كانت، وجعلوها جزءاً من هويتهم». وقال «في إسرائيل، مقابل أوروبا، لا توجد حتى حاجة للتساؤل عما اذا كانت العنصرية هي سياسية، اقتصادية، دينية، او ايديولوجية، فهي كل شيء».
المحصلة من هذه المقارنة والاستنتاج بالمشترك الفعلي بين اليمين الإسرائيلي واليمين المتشدد الأوروبي، هي أن مصلحة إسرائيل التي تعتبر المسلمين في أوروبا في اساس ظاهرة العداء الجديد للسامية، وهي لا تكفّ عن التحريض عليهم، متجاهلة دراسات واستطلاعات تعزو ذلك بصورة خاصة الى عودة التيارات الفاشية واليمينية المتطرفة في أوروبا، وليس فقط تنامي مشاعر العداء الذي يضمره المسلمون لليهود وإسرائيل.
إن صعود اليمين الأوروبي كما يؤكد العديد من المحللين والمراقبين «يغذّي الآمال الإسرائيلية في الحصول على اعتراف دولي بصفتها دولة للشعب اليهودي». ويقول بارئيل «إن التلاعب بالكلمات والتحذيرات بشأن توجه أوروبا الى اليمين المتطرف كان يمكنها ان تستقبل بجدية لو أن إسرائيل أظهرت تصميماً عملياً على أن تقتلع المفاهيم العنصرية المتجذرة في الدولة والمجتمع».

صوفيا - محمد خلف


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
80.0016
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top