خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

تحليل سياسي

الصين تأخذ الغاز الروسي.. وتدعم الغرب في أوكرانيا

2014/05/23   09:34 م
شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
الصين تأخذ الغاز الروسي.. وتدعم الغرب في أوكرانيا



صوفيا - محمد خلف:

روسيا تحتاج الى الصين اكثر مما الصين الى روسيا، هذا ما تؤكده تطورات الاحداث مع فرض الغرب العقوبات على الكرملين لتدخله في اوكرانيا، ولم يتبق امام قيصر روسيا سوى التماس رضا الصين والبحث عن طريق او طرق لاقامة افضل العلاقات معها وتأمين دعمها في الظروف الحرجة المرتقبة.والسؤال الاكثر ترددا الآن في الاوساط السياسية والبحثية هو لماذا تراجعت روسيا بهذا الشكل المفاجئ امام الصين؟
يتفاوض الروس والصينيون حول صفقة الغاز وانشاء انبوب لنقله منذ اكثر من 10 سنوات الا انهم لم يفلحوا في تحقيق اي تقدم، ولكن هكذا وبقدرة قادر تحرك الدم في عروق الروس بسرعة قياسية بحيث وضع الرئيس بوتين توقيعه على وثائق صفقة الغاز التي بإجماع المحللين ستكون لها انعكاسات مؤثرة على اوروبا.
لقد ظل مشروع مد انبوب للغاز من روسيا الى الصين ولمدة سنوات طويلة حلما صينيا ليس له نهاية بسبب تحجج الروس بعدم توصلهم الى تفاهم مع المفاوضين الصينيين على اسعار الغاز الذي سينقل عبره، وهذا الاشكال مازال قائما باعتراف بكين التي قال كبار مسؤوليها ألا اتفاق حتى الآن حول السعر، ولكننا مستعدون لقبول ما يريده الروس بشرط ألا يكون سعر الغاز اعلى من سعر الغاز القادم لنا من دول آسيا الوسطى». الطرفان وضعا حدا لتعارضهما حول السعر واتفقا في نهاية المطاف الان. ووفقا للخطة المرسومة فان هذا الانبوب سيبدأ في العام 2018 بنقل الغاز من سيبيريا الى الصين وبكميات تصل الى 38 مليار متر مكعب سنويا. العقد مدته 30 عاما وقيمته 400 مليار دولار. فالصين متسارعة وتائر النمو بحاجة ماسة وسريعة لمزيد من الطاقة، وهي عدا ذلك تريد ان تقلل من درجة اعتمادها على الفحم الحجري، وروسيا بمكامنها الغازية الهائلة تبرز كمنتج يستطيع سد هذا الاحتياج المتصاعد، ولكن هل حقا ان السعر كان العقبة الوحيدة التي حالت حتى الآن دون توقيع الاتفاق؟ بالتاكيد لا، فالسبب الاهم هو عدم ثقة الطرفين بعضهما بالبعض الاخر، وصراعات الماضي التأريخية والمنافسة التي لا هوادة فيها منذ عقود على مواقع النفوذ ومفاصل الحكم في شرق ووسط آسيا، ولا تخفي روسيا قلقها ومخاوفها من جارتها الصاعدة بقوة جامحة.يقول المحلل في معهد «تياندة» للبحوث والدراسات في هونغ كونغ جيفري اوو» الصين وروسيا تتباحثان حول صفقة انبوب الغاز منذ العام 1997 ولكنهما ظلتا تصطدمان بعوائق وعقبات كثيرة، الا ان ازمة اوكرانيا فجرت نزاعا جديدا بين البيت الابيض والكرملين جعل الروس يعيدون حساباتهم ويفكرون مليا التفكير بعلاقتهم مع الصين، وساعدتهم ازمة اوكرانيا في تجاوز تحفظاتهم حيال التنين القادم».
روسيا بدأت تستشعر تأثير العقوبات على الرغم من انها هامشية ورمزية حتى الآن، ويشير تقرير صادر عن البنك المركزي الاوروبي ان 160 مليار يورو خرجت من روسيا خلال الاشهر القليلة المنصرمة». ما يخيف الروس هو ان اوروبا شرعت هذه المرة وبجدية متناهية وغير معهودة على التحرر والتخلص من اعتمادها على الغاز الروسي، وهذا يجعل من الصين خشبة الخلاص التي لابد من الامساك بها قبل الطوفان حتى ولو تطلب ذلك تقديم تللك التنازلات التي لم تكن مقبولة، بل وربما مستحيلة.المؤشر المهم الذي لا يمكن تجاهله هو ان موقف الصين ومنذ بداية الازمة من الاحداث في اوكرانيا اقوى من موقف روسيا فهي اعلنت صراحة رفضها احتلال ومصادرة القرم ودعت الى احترام سيادة واستقلال ووحدة اوكرانيا، وفيما تعاني روسيا من عزلة دولية خانقة تتقدم الصين فاتحة ابواب شبكة علاقات دولية جديدة واسعة.وحتى فيما يتعلق بشحنات الغاز فان بكين استطاعت تأمين مصادر بديلة، وهي لاتعتمد على الغاز الروسي، حيث تحصل عبر انبوبها الخاص عليه من الدولة السوفييتية السابقة تركمنستان، وفي العام الماضي انجزت مشروع انبوب الغاز من خليج البنغال عبر ميانمارالى الصين».ويؤكد اوو «الصين تواصل تنويع مصادرها الغازية وهي لا تراهن او تعلق مصيرها على ورقة واحدة».
لم يتردد قادة الصين الشيوعية عند استقبالهم ضيفهم الروسي بوتين عن استعراض تفوقهم وقوة موقفهم على الرغم من عبارات المجاملة الدبلوماسية التي حرصوا على ترديدها، وبشكل خاص فيما يتعلق بتطورات الاوضاع في اوكرانيا.ويقول الخبيرفي (London Scool of Economics) ارنيه اوستاد «من الناحية الاقتصادية تعتبر الصين ان الولايات المتحدة هي الدولة الاهم بالنسبة لها، ولهذا فهي لن تدعم تلك السياسة التي يعتبرها الأمريكيون عدوانية وشرسة، والامر نفسه بالنسبة لاوروبا التي تعتبرها شريكا اقتصاديا هاما لا غنى عنه في الظروف الدولية الراهنة».


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
81.0096 		 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top