مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

طرف الخيط

الشيعة الأفغان .. وتصالح السعودية مع إيران

خليل علي حيدر
2014/05/20   10:07 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

تمثل خطوة أخرى بالغة الخطورة في ادخال الشيعة في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل


الأخبار التي تشير في الصحافة الأمريكية إلى مشاركة شيعة أفغانستان «الهزارة» في الحرب السورية لدعم النظام مع حزب الله وبقية الـ 13 الف مجند شيعي، ينبغي ان تثير القلق والاستنكار في كل الأوساط الشيعية الخليجية خاصة. فلا يخفى ان مثل هذه الخطوة، ان كانت الاخبار دقيقة وصحيحة، تمثل خطوة أخرى بالغة الخطورة في ادخال الشيعة في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، بل ومساهمتهم في استمرار مذابح ومآس ضد الشعب السوري، أبعد ما تكون عن الدفاع عن مصالح الطائفة او حتى مصالح جمهورية ايران الاسلامية وشعبها المبتلى بمغامرات الحرس الثوري الايراني، وصراعه المتواصل ضد اي توجه معتدل داخل ايران، وبخاصة ما يعلن عنه الرئيس روحاني من سياسات.
وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية قد ذكرت ان ايران تقوم بتجنيد آلاف اللاجئين الأفغان للقتال الى جانب القوات النظامية في سورية، وان الحرس الثوري يدربهم، كما ان طهران توفر للاجئين امكانية تسجيل اطفالهم في المدارس هناك، وتقدم لهم بطاقات خيرية، اضافة الى دفع راتب شهري بقيمة 500 دولار وتوفير سكن لعائلاتهم، وجاء في التقرير الاخباري نفسه ان مكتب عالم الدين «محقق كابُلي» في ايران اكد هذه المعلومات، فضلاً عن تأكيد احد اعضاء الحرس الثوري الايراني. «واوضح مسؤول مكتب الامام كابلي - وفقاً للصحيفة - ان عدداً من الشباب الأفغاني كتب الى الامام الايراني كابلي، متسائلين عما اذا كان القتال في سورية يعد واجباً دينياً، وجاء رده، بأنه يكون دينياً فقط اذا كانوا يدافعون عن الاضرحة الشيعية (الوطن 2014/5/17).
معاناة اللاجئين الافغان في ايران سنة وشيعة معروفة منذ سنين الحرب والصراع في بلادهم، ومن المحزن حقاً ان يستغل الحرس الثوري هؤلاء البؤساء في مغامراته العسكرية، التي سيدفع شيعة العالم الاسلامي بأسره ثمنها، بل هو يدفعه منذ فترة ليست بالقصيرة على شاشات التلفاز والانترنت ومعارض الكتب الاسلامية التي تكاد تغرق بالكتب المعادية للشيعة والداعية الى ذبحهم وتصفيتهم!
الدول الخليجية خاصة في حيرة كيف تسوس علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الايرانية. فكل الدول لها رأس واحد وهذه لها رأسان. وكل الدول تتبع مع العالم الخارجي سياسة واحدة وهذه تمارس سياستين.
وزير الاعلام الكويتي الشيخ سلمان الحمود، عبّر عن توجه رسمي قوي وواضح لدول وشعوب المنطقة لو انتصر منطق الاعتدال في ايران وقد صرح الشيخ الحمود في القاهرة بأن «ايران دولة صديقة للكويت وتربطنا علاقات مميزة مع الشعب الايراني ويهمنا جداً ان يكون هناك تعاون بيننا بيما يحقق امن المنطقة واستقرارها». (القبس 2014/5/17).
وكان السيد حسين امير عبداللهيان، مساعد وزير خارجية ايران قد صرح، كما جاء في الصحف في اليوم نفسه، «ان طهران والرياض قادرتان على اعادة استقرار المنطقة»، وذلك في تعليق على دعوة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل لنظيره الايراني.
وكان وزير الخارجية السعودي قد كشف عن دعوة وجهتها بلاده الى نظيره الايراني محمد ظريف لزيارة السعودية، لمناقشة الاوضاع وقضايا المنطقة، وبين أن «هناك رغبة في اعادة التواصل، وقد جرى ارسال دعوة لوزير خارجية ايران لزيارة المملكة، ولكن هذه الزيارة لم تتحقق». واضاف الفيصل: «آمل أن تسهم ايران في استقرار المنطقة وألا تكون جزءاً من مشكلة التدخل في المنطقة». وقال: «ايران جارة ولدينا علاقات معها ونتحدث معهم ونأمل في انهاء الخلافات بين البلدين». (الشرق الأوسط، 2014/5/14).
العلاقات السعودية الايرانية، يقول الاعلامي البارز عبدالرحمن الراشد، «هي الآن الأسوأ في ثلاثين عاماً، حيث تتصارع الدولتان بشكل غير مباشر في سورية والعراق واليمن والسودان والبحرين ولبنان». وفي تصوري، يضيف الراشد، ان ايران «ليست مستعدة بعد لأي مصالحة، جزء من المشكلة يكمن في عدم حسم الصراع الداخلي في ايران نفسها، تعكسه تصريحات قادة ايران المتناقضة والمتكررة. والجزء الآخر، والأخطر، يعود الى قناعة القيادة العسكرية الايرانية بأنهم ينتصرون ميدانياً، في غياب الولايات المتحدة ميدانياً، وتراجعها عن العقوبات الاقتصادية، وركونها الى التفاوض على البرنامج النووي». ويرى الراشد ان السعودية «ستكون الطرف الأضعف في غرفة التفاوض، ودخولها الغرفة بحد ذاته سيعزز مكانة الصقور داخل ايران» (نفس العدد).
الكاتب والاعلامي السعودي جمال خاشقجي عبر كذلك في صحيفة الحياة 2014/5/17، عن تشاؤمه قائلا: «ستفشل المفاوضات حتماً بين الخصمين، زعيمي العالم السني ونظيره الشيعي، وسنعود الى حربنا الباردة او ما هو اسوأ من ذلك، فور أن يطرح الملف السوري».
كم هو مؤسف ومدمر لمصالح البلدين والعالم الاسلامي استمرار هذه الخصومة وكم هو محزن ما يجري للأفغان!

خليل علي حيدر
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
363.0077
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top