مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

صراحة قلم

الله يرحم أيام البساطة

حمد سالم المري
2014/05/10   08:57 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

كيف نوقف صراعاتنا وهناك نواب ووزراء وإعلاميون سخَّروا أنفسهم كأدوات للصراعات الخفية؟!


كل ما كبر الانسان وعاشر جيلا جديدا ترحم على أيام زمان وعلى أيام جيله الذي نشأ فيه كونه يرى ان أيام زمان كانت على الرغم من بساطتها الا أنها أياما حلوة تتدفق فيها مشاعر التآخي والتراحم بل وتتدفق فيها روح الشهامة بين رجالها وشبابها كونهم لم يختلطوا بثقافات جديدة عليهم كما يحصل في عصرنا الحالي من انفتاح كبير على الآخرين لدرجة التأثر بما يدور في العالم من خلال أجهزة هواتف نقالة نحملها في جيوبنا. ففي دولة الكويت قبل ظهور النفط كانت عادات وقيم المجتمع تختلف عن عادات وقيم المجتمع الحالي بسبب طبيعة الحياة التي كانوا يعيشونها والتي تشعرهم بأنهم أسرة واحدة فيتكفل الجار بأبناء جاره في حالة سفره ويشارك الفتى في بداية مراهقته مسؤولية بيت أهله مع والده وهو لا يتجاوز الرابعة عشرة من عمره بل تجد عقله عقل رجل ناضج وذلك بسبب نوعية التربية التي فرضتها عليهم الطبيعة والحياة التي يعيشونها. وبعد ظهور النفط واعلان استقلال الكويت نشأ جيل جديد متعلم تأثر بالحياة المدنية الجديدة وخرج علينا رجال دولة يتحملون مسؤولياتهم كاملة أمام وطنهم وأمام شعبهم ولهذا رأينا مجالس أمة ساهمت في تطوير البلاد بتعاونها البناء مع حكومة حريصة على التنفيذ والتطوير. رأينا أعضاء ووزراء يرفضون ان يكونوا أدواتا لصراع تجار أو لصراع سياسي. رأينا رجالا تحملوا مسؤولياتهم كاملة باقتدار كونهم نأوا بأنفسهم عن الصراعات الخفية بين أقطاب سياسية وتجارية بل رأينا رجالا شهامتهم وأخلاقهم تحتم عليهم عدم الفجور في الخصومة فيعيبوا على أنفسهم استخدام ألفاظ نابية في خطاباتهم السياسية تجاه خصومهم لأن هدفهم ليس الخصومة بل هدفهم توضيح وجهة النظر المعارضة أو المؤيدة وابراء للذمة أمام الشعب. فلم تكن هناك كلمات مثل مرياع أو ضمير أمه أو مسيلمة الكذاب تقال في الخطابات السياسية لأن الهدف من المعارض والحكومة ومن يؤيدها على حد سواء هو مصلحة الكويت ولكن اختلفوا في وجهات النظر وكل شخص فسر الأحداث حسب ما يراه أنه صحيح. أما اليوم وللأسف وبسبب الأحداث التي تعصف بالمنطقة وتأثر الشعب الكويتي كغيره من شعوب بتكنلوجيا المعلومات التي تنقل اليه الحدث ساعة وقوعه وتأثره بثقافات اخرى سبب وسائل الاعلام الحديثة اختلفت طبيعة الشعب الكويتي خاصة الشباب منه وأصبحت حياتهم الاجتماعية مجرد ردة فعل للأحداث وساهم في ذلك للأسف مجالس أمة سخر أعضاؤها أنفسهم ليكونوا أدواتا في يد الأقطاب المتصارعة فأدخلوا البلاد في صراعات مستمرة الشعب الكويتي في غنى عنها ولهذا انتشر الفساد الاداري وتعطلت عجلة التنمية في البلاد لدرجة ان الشعب الكويتي أصبح يعرف كل عضو سخر نفسه كأداة ويعرف القطب الذي يحركه. كما ظهرت علينا سلوكيات لم يعتدها الشعب من قبل مثل سيل الشتائم التي نسمعها بين فترة وأخرى داخل قاعة عبدالله السالم من أعضاء من المفترض ان يكونوا رجال دولة وقدوة وشاهدنا مشاجراتهم بالأيادي وضرب بعضهم بعض بالعقل والكراسي. فكيف اذا نطور بلادنا ونلتفت الى التنمية ونحن على هذه الحال؟ وكيف نوقف صراعاتنا السياسية وما زال هناك أعضاء ووزراء واعلامين سخروا أنفسهم كأدوات يستخدمها الآخرين في صراعاتهم الخفية؟ وكيف نتطور ونحل مشاكلنا ونحن نصف بعضنا بعضا بألقاب قبيحة بسبب اختلاف وجهات النظر؟! بل كيف يصلح حالنا وهناك من يحاول تشويه صورة الأسرة الحاكمة في قلوب الشعب بقوله انها قادت البلاد من فشل الى فشل؟ نحن لا نبرئ أحدا ولا نتهم أحدا في الأحداث الجارية ولكننا نلوم أنفسنا لأننا تغيرنا وتأثرنا بما يدور حولنا سلبا وليس اجابا. فرحم الله أيام البساطة التي كان أجدادنا وآباؤنا متعاضدين مع بعضهم البعض محترمين بعضهم البعض لا يتدخلون في صراعات التجار والشيوخ بل ويحثونهم على حل خلافاتهم في الغرف المغلقة وأن لا يخرجونها للعلن. أسأل الله تعالى ان يؤلف بين قلوبنا وأن يجعلنا متآلفين متحابين متعاونين على حماية وتطوير بلادنا لما فيه خير لنا.

حمد سالم المري
hmrri@alwatan.com.kw
@AL_sahafi1
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
272.0107
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top